هدايا الطلاب للمعلمين

منذ 2012-03-05
السؤال:

هل يجوز لمعلم القرآن أن يقبل هدايا أو خدمات من بعض الطلبة بدون طلب منه، سواء كان يتقاضى مقابلاً للتفرغ أم لا؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

كل من قام بعمل واجب عليه، فلا يجوز له أن يأخذ ممن وجب نفعه بذلك العمل مقابلاً على ما يقدمه له من المنفعة، فالمعلم للقرآن إذا كان يأخذ على هذه الوظيفة أجراً من غير المتعلم، فلا يجوز له أن يأخذ من المتعلم هدية أو أن يطالبه بتقديم خدمة؛ لأنه يؤدي هذا العمل ويقدم هذه المنفعة لقاء ما يتقاضاه من مرتب، أما إذا كان التعليم مجاناً، فذلك إحسان منه، فلا مانع أن يأخذ من المتعلم الهدية ونحوها، لأن ذلك من قبيل المكافأة على المعروف، كما قال صلى الله عليه وسلم: "". 

وبهذا يعلم أنه لا يجوز لمن كان رئيساً أو مديراً في دائرة أو مؤسسة، أن يقبل هدية من مرؤوسيه، ولا أن يقبل منهم خدمة يقدمونها من أجل العلاقة الوظيفية، وأقبح من ذلك أن يطالبهم بأن يقدموا له خدمات لا تجب عليهم بمقتضى وظيفتهم، فإن هذا من نوع استغلال السلطة، وقد جاء في الحديث: "" (أخرجه أحمد والبيهقي بسند صحيح من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه)، أي أن ما يهدى للموظفين من أجل العمل الذي هم مكلفون به من نوع الغلول من بيت المال، فالواجب على المعلمين والإداريين ألا يقبلوا ما يقدم إليهم من هدايا، وإذا اضطر أحد أن يأخذ شيئاً مما يهدى إليه مراعاة لخاطر المهدي، كما يقع من الطالبات مع المعلمات كثيراً، فالواجب أن ترد بطريقة المكافأة، وإذا كافأ الإنسان على الهدية خرج من تبعتها، وإذا كان الإهداء علانية فينبغي أن تكون المكافأة كذلك، ليبعد الإنسان نفسه عن الظنون السيئة، فينبغي توجيه الطلاب والطالبات إلى عدم الحرص على الإهداء،وأن يستغنى عن ذلك بالدعاء فهو خير وأبقى والله أعلم.

تاريخ الفتوى: 23-11-1425 هـ.

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود