المحادثة عبر الشات لغرض الزواج
أعلم أنَّ الشات حرام، ولكنِّي لا أستطيع أن أبتعِد، فأنا هدفي من ذلك أن أبْحثَ عن زوجٍ، لكن مع احتِرام شُروطي، وهي أنَّه سيأتي إلى بيتي ليراني، (ولا لقاءات.... إلى آخره)، المهم بحدود، مرَّة كنت في شات مع واحد، قلت له شروطي، فعجبه الحال، وكان هو في أوروبا، وقال لي: أنه سيعود في خلال أسبوع، إذا تفاهَمْنا في الهاتف، وطلب مني صورًا بدون حجاب ليرى شعري، للأسف صَوَّرتُ له وجهي وأنا متبرِّجة، ومن ذلك اليوم تَغَيَّر، وطلب مني لقاءً، لكنِّي رفضتُ وتفرَّقنا؛ لأنَّه لم يفِ بوعده. وندمتُ كثيرًا لأني لم أحافظ على حجابي؛ بحجَّة الوصول إلى الزواج، فما حكم ذلك؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلقدْ فتحتِ على نفسِك بابًا من أبواب الفِتنة، ومَدْخَلاً من مداخِل الشَّيطان، حين تَجاوزْتِ ضوابط الشَّرع في التَّعامُل مع هذا الرجل، وتَهاونتِ في أمْرِ حجابك، وهو رجل أجنبيٌّ عنكِ، فالواجبُ عليْكِ التَّوبةُ، وأن تتَّقي الله تعالى في حشمَتِك والتزامك بأوامرِه عزَّ وجلَّ فلا تتهاونِي فيها أبدًا، مهما كلَّفكِ الأمر، وأن تطلُبي الخيْرَ من مصادرِه الشَّرعيَّة، وأن تُدْرِكي أنَّ الرَّجل إن كان دَيِّنًا، فلن يُبْقي على فتاةٍ: تَجاوزتْ حدودَ الشرع، وعرَّضت عفافَها للخطر، ولن يَسمح لنفسه أن تكون أمًّا لأولاده، إلا أن تكونَ رُجولتُه ناقصة، ولعلَّ هذا الشابَّ كان يَختبِر مُستوى تديُّنك بِهذا الأمر، فلمَّا طاوعتِه علِم أنَّكِ مُتساهِلة في أمور دينك، فتركَك.
وأمَّا الآنَ، فإنَّا ننصحُك بأن تتوبي إلى اللهِ توبةً نصوحًا، وأن تُداومِي على الأعمال الصَّالحة، وأن تشغَلِي وقتَك بالنَّافع والمفيد، ولا تيْأَسي من رحْمة الله وفضْلِه، فإنَّ فضْلَه عظيم، وإن يَدَيْه مبسوطتان، يُنْفِقُ كيف يشاء، فاسأَلِي الله أن يُيَسِّر لك الزَّوج الصَّالِح، الذي تَقَرُّ به عينُك.
ولمزيد فائدة يراجع الفتوى: "حكم الدردشة مع الجنس الآخر"، وفتوى "الحديث مع الفتيات بكلام غير فاحش"،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: