استحباب صلاة العشاء جماعة للنساء

منذ 2013-03-20
السؤال:

أعلم أنَّه مَن صلَّى العشاء في جماعة، فكأنَّما قام اللَّيل كلَّه، فهل هذا مستحبٌّ بالنِّسبة للمرأة؟ أم مِن الأفْضل أن تصلِّي في البيت؟ علمًا أني أرغب في الحصول على أجْر قيام الليل.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد وردَ في صحيح مسلم، من حديث عُثمان بن عفَّان رضي الله عنه: أنَّه سمِع رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم يقول: "".

ولا ريْبَ أنَّ هذا الثَّواب يحصُل لِمن قام بذلك من الرِّجال أو النِّساء، فهذا هو الأصل؛ لكنَّ الأفضلَ في حقِّ النِّساء والأعظمَ أجرًا هو الصَّلاة في بيوتِهنَّ؛ امتِثالا لأمْر رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم في قولِه: "" (رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني)، وفي حديث عبدالله بن مسعود عنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال: "" (رواه أبو داود والترمذي، والحديث صحَّحه الشَّيخ الألباني في صحيح التَّرغيب والتَّرهيب).
"بيتها": هو الحجرة التي تكون فيها.
و"حجرتها": المراد بها صحْن الدَّار التي تكون أبواب الغرف إليها.
و"مخدعها": هو كالحجْرة الصَّغيرة داخل الحجْرة الكبيرة، تُحْفَظ فيه الأمتعة النفيسة.

وعن عائشة رضِي الله عنْها قالت: "" (رواه البخاري ومسلم).

قال في "عون المعبود": "ووجْه كوْنِ صلاتِهِنَّ في البيوت أفضلَ: الأمْن من الفتنة، ويتأكَّد ذلك بعد وجود ما أحْدَثَ النِّساء من التبرُّج والزينة؛ ومن ثَمَّ قالت عائشةُ ما قالت".

هذا؛ ومن أقوى ما يحتج به على أن صلاة المرأة في بيتها أعظم أجرًا من شهودها لصلاة العشاء جماعة في المسجد، ما رواه احمد وابن خزيمة في صحيحه وغيرهما عن أم حميد أنها جاءت إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال: "".

والحاصل أن المرأة لو شهدت جماعة العشاء مع الرجال، يرجى لها ما أعده الله من أجر قيام نصف الليل، ولكن الأكثر استحبابًا، والأكمل للأجر صلاتها في بيتها،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام