حكم إدخال التربية البدنية في مدارس البنات
تناولت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أن هناك اقتراحاً يهدف إلى دراسة إدخال التربية البدنية في مدارس تعليم البنات بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية
س: ما حكم إدخال مثل هذه المادة في تعليم البنات؟ أرجو التفصيل في هذه المسألة، وتحريرها ليتجلى للكثير الحكم، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، والله يحفظكم ويرعاكم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات اتباع لخطوات الشيطان الذي نهانا عنه بقوله تعالى: {} [البقرة: 168]، وقوله جل وعلا: {} [البقرة: 208]، وقوله: {} [الأنعام: 142]، وقوله: {} [النور: 21].
وقد بين الله لنا أتم بيان أن الشيطان لنا عدو، وأمرنا أن نتخذه عدواً، والشيطان حريص على إضلال بني آدم كما أقسم لعزة الله جل وعلا قائلاً كما ذكره الله: {} [ص: 82].
وإذا رأينا ما فعله الشيطان بالنسبة لهذه الرياضة المزعومة من إيقاع العداوة والبغضاء، والصد عن ذكر الله، مما لا يخفى على أحد، ويكفينا ما مرت به الدول المجاورة لما تجاوزوا أمر الله عز وجل، واتبعوا خطوات الشيطان، فالخطوة أن تلعب الرياضة مع الحشمة، وفي محيط النساء، ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئاً فشيئاً، إلى أن وصل الحد إلى وضع لا يرضاه عاقل غيور فضلاً عن متدين.
وإن كان الذكور مطالبين بالإعداد والاستعداد، فالنساء وظيفتهن القرار في البيوت، وتربية الأجيال على التدين والخلق والفضائل والآداب الإسلامية، فالذي لا أشك أن الرياضة بالنسبة للبنات، ونظراً لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب أنها حرام لا تجوز المطالبة بها فضلاً عن إقراراها، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.