مشاهدة رسوم متحركة فيها مايخالف العقيدة
ما حكم مشاهدة الرسوم المتحركة، وكذلك القصص اليابانية التي تحتوى على مخالفات عقائدية وألوهيات باطلة مثل ناروتو ودراجون بول مع اعتقاد بطلانها ولكني أرفه عن نفسي وأتسلى بما فيها من مشاهد القتال المثيرة، والخوارق والخيال. فهل يدخل هذا فى باب الرضى بالكفر، علما بأني لا أقرهم عليها؟ وما معنى الرضى بالكفر مع ذكر المراجع؟ وجزاك الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمشاهدة هذه الأشياء لمجرد التسلي مع اعتقاد بطلانها لا ينفع صاحبه في رفع الإثم، ولكنه ينفعه في رفع الكفر، لأن اعتقاد بطلانها يعني عدم الرضا بها، أو بتعبير أقرب لنصوص الشرع.. يعني إنكار القلب لها، وهذا الإنكار القلبي يدل على بقاء أصل الإيمان، وهذا هو الذي يهلك صاحبه لو زال بالكلية، ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. وقوله صلوات الله وسلامه عليه: ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. رواه مسلم.
قال الشيخ عبد الله بن محمد القرني في ضوابط التكفير عند أهل السنة: ففي هذا الحديث إيجاب الإنكار للمنكر بحسب القدرة، حتى يكون الإنكار بالقلب الذي ينتفي الإيمان بانتفائه، وحقيقته كره القلب للمنكر ... وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع". ولهذا كان إنكار القلب يقتضي عدم الرضا. انتهى.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد: الإنكار يجب مع الاستطاعة، والكراهة هي أضعف الإيمان، وأما الرضا بالمنكر والمتابعة عليه فهو الهلاك الذي لا يرجى معه فلاح. اهـ.
وبهذا يتبين أن الرضا بالكفر معناه قبول القلب وعدم إنكاره له، ولمعرفة علة حرمة مشاهدة مثل هذه الأشياء يمكن مراجعة الفتوى: حكم مشاهدة برامج السحرة في التلفاز، ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى: حكم مشاهدة الافلام الهندية.
والله أعلم.
الشبكة الإسلامية
موقع الشبكة الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: