سبل نصرة المسلمين المضطهدين في سوريا وغيرها

منذ 2014-11-18
السؤال:

أنا تونسي سبق لي أن طلبت العلم في الشام، أرجو منكم توضيح حكم الجهاد في سوريا خاصة، لأننا نسمع يوميا أن أعراض إخواننا هناك تنتهك وأرواحهم تزهق، وقد علمنا أن بعض المشايخ قد أفتوا بأن الجهاد في سوريا فرض عين على كل مسلم. وإذا ما كان الأمر كذلك، فهل يجب على من هو العائل الوحيد لأسرة تتكون من زوجة حامل وابنة في السنة الأولى من العمر السفر إلى سوريا للجهاد في سبيل الله؟ أم يكون من الذين أذن الله لهم في التخلف عن نصرة إخوانهم ولا يأثم لذلك؟.
 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فننصحك بإكثار الدعاء لإخواننا المستضعفين في سوريا أو في أي بلد من العالم، وحث المسلمين عبر المنتديات والمواقع الألكترونية على الدعاء لهم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا بنجاة المظلومين ودعا على ظالمهم، كما في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُول: «اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».
قال بدر الدين العيني في شرح البخاري: وفيه الدعاء على الظالم بالهلاك والدعاء للمؤمنين بالنجاة. اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين في كلام له عن نصرة بعض المسلمين المستضعفين في بعض البلاد: إننا ـ أيها الإخوة ـ ملزمون بأن نعين إخواننا هؤلاء الذين نزلت بهم هذه المأساة، ولو بالدعاء .. بدعاء الله تعالى في آخر الليل، في السجود، في الفرائض والنوافل، في كل وقت ترجى فيه الإجابة، والله سبحانه وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وقد تتأخر الإجابة ليزداد اضطرار العباد إلى الله عز وجل، فنسأل الله تعالى في هذا المكان الطيب، أن ينصر إخواننا المسلمين .. إلخ. اهـ.
وحض الناس كذلك على المساعدة المالية لهم فالجهاد بالمال من أعظم أنواع الجهاد المأمور به، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» (رواه أبو داود وغيره، وصححه الشيخ الألباني).
وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» [الصف: 11ـ10].
وفي فتح القدير للشوكاني: وقدم ذكر الأموال على الأنفس، لأنها هي التي يبدأ بها في الإنفاق والتجهز إلى الجهاد. انتهى.
وأما ذهابك بنفسك الآن فلا ننصح به.
والله أعلم.
 

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية