الصلاة طاعة لله وامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
الشيوخ الأفاضل: طرح علي بعض الملحدين الغربيين بعض الأسئلة فأريد الإجابة عليها بأفضل إجابة: 1ـ يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة عائشة ـ رضي الله عنها أساء إلى طفلة! وأريد أن أفهمه أنه ليس هنالك عيب في ذلك. 2ـ يقول: هل أنت تصلي لله، أو تصلي بناء على ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد أجبنا عما يثار من الشبه حول زواج عائشة ـ رضي الله عنها ـ في فتاوى سابقة.
وأما عن الصلاة: فإن المسلم يصلي لله تعالى عملا بالأمر القرآني: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{الكوثر:2}.
ويصلي امتثالا واتباعا وطاعة لما جاء به أزكى الخلق من عند الله، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوقن أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، وسبب لمحبة الله وحصول الفوز في الدارين، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {النور:52}.
وقال الله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا {الحشر:7}.
وقال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ {آل عمران:31}.
وقال: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ {النساء:59}.
وقال ابن القيم في تفسير الآية السابقة: فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد الفعل إعلاماً بأن طاعة الرسول تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً، سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه، فإنه أوتي الكتاب ومثله معه. انتهى.
وكفى بالمسلم فخرا عبوديته لله واتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال البجيرميالشافعي: وليس للمؤمن صفة أتم ولا أشرف من العبودية، لأنها غاية التذلل.
ولقد أحسن القاضي عياض في نظمه حيث قال:
ومما زادني شرفاً وتيهاً ****وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيرت أحمد لي نبيا
والله أعلم.
الشبكة الإسلامية
موقع الشبكة الإسلامية
- التصنيف:
- المصدر: