إنشاء موقعٍ إلِكتروني شبيه بالـ Facebook

منذ 2014-12-28
السؤال:

أريد رأيَ الشَّرع في عمَل موقعٍ إلِكتروني يُشبه ال Facebook من حيثُ المضْمون، ولكن يتمتَّع بالصِّبْغة العربيَّة، وما يَجعلنا نسْتفْتيكم هو ما يتمتَّع به من عيوب:
1- إنَّ هذه الشَّبكة الاجتِماعيَّة تُساعد على إقامةِ مَجموعاتٍ ليُناقَش فيها أفْكار يصْعُب السَّيطرة عليْها.
2- الاستِخْدام السيِّئ للموقع من قِبَل المستخْدِمين لإقامة علاقات غير شرعيَّة من خِلاله.

أمَّا عن المميِّزات:
1- تساعد على إقامة مَجموعات ليناقَش فيها ما ينفع النَّاس.
2- تساعد على توْطيد العلاقات الاجتماعيَّة.

وهذا بإيجاز.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن كان إنْشاء هذا الموقِع سيتمُّ بالضَّوابط الشرعيَّة، وأخْذ الاحتِياطات اللاَّزمة لمنْع أي شيء من شأنه الفساد، أو الاختِلاط بين الجنسَين، بالتَّحدث بصورة منفرِدة بعيدًا عن أفْراد المنتدى - فلا مانعَ من إنْشائِه - إنْ شاء الله تعالى - بل قد يكون في هذه الفِكْرة من المصالِح المشْروعة ما تعمُّ به الفائِدة، ويُرْجى لكَ الأجْر الجزيل.

ونرجو الله أن يكون داخِلاً في عموم قولِه - تعالى -: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وقولِ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجْر مثلُ أُجُور مَن تبِعه، لا ينقُص ذلك من أُجُورِهم شيئًا»؛ رواه مسلم عن أبي هُرَيرة، ورَوَى عن جريرٍ مرفوعًا: «من سنَّ في الإسْلام سنَّة حسنةً، فلهُ أجرُها وأجْرُ مَن عمِل بها بعده، من غير أن ينقُص من أجورهم شيء».

أمَّا إن كانتِ الفائدة أقلَّ من الأضْرار الَّتي ستنتج عنْه، فلا يَجوز في تلك الحال الإقْدام على إنْشاء الموقِع؛ لأنَّ درْءَ المفاسد مقدَّم على جلْب المصالح.

والحاصِل: أنَّ القائمين على هذا الموقِع هم الَّذين يحدِّدون مقْدار المصالح والمفاسد، فإن غلبتِ الفائدة المرجوَّة على الأضْرار، أقاموه، وإلا فلا،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام