كفارة الزنا والسرقة وترك الصلاة

منذ 2015-04-20
السؤال:

السَّلام عليْكم ورحمة الله وبركاته،

اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِكْ على سيِّدنا محمَّد عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام.

أردت مُساعدتَك بشكل ضروري جدًّا جدًّا جدًّا، فلم أستطع معرفة إجابة لعدَّة أسئِلة وأنا أحتاجُهم، ضروري:

السؤال الأوَّل: ما هي كفَّارة تارك الصَّلاة لشخْصٍ لَم يكُن يصلِّي، وتاب وأصبح يُصلِّي جَميع الفُروض في مواعيدِها، ولكن يُريد معرفة الكفَّارة لما فات؟

السؤال الثاني: ما هي كفَّارة السَّرقة لشخصٍ تاب توبةً نصوحًا، وهو من عائلة مستريحة مادِّيًّا ولكنَّه سرق عدَّة موبايلات في فترة كان بعيدًا عن الله فيها، لكن عوَّض اثنين من الذين سرقهم بهدايا تُماثل المبلغ الَّذي سرق، واستسْمح الآخَرين بدون إعلامهم بالسَّرقة ولكنَّهم سامحوا.

ما هي كفَّارتُه حتَّى يستريح نفسيًّا؟

السؤال الثَّالث: ما هي كفَّارة الزَّانية مع العِلم أنَّها زنتْ في فترةٍ كانت بعيدة عن الله فيها ثمَّ تابتْ بعد ذلك، وربّنا رزَقَها بالزَّوج الصَّالح وأصبحتْ شخصيَّة أخْرى تقدِّر زوْجَها وتُحافظ عليْه، وهي ليستْ بالشَّخصيَّة السيِّئة ولكن كان شيطان، وهي الآن حامل وعلى وشك الوضع؟

ما هي كفَّارتُها مع العلم أنَّها تائبة منذ فترة، ولَم تكرِّرها ولكنَّها تُريد أن تَستريح نفسيًّا، وهل يغْفر للحامل في الولادة عند موعِد الطَّلق؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

أمَّا كفَّارة ترْك الصَّلاة، فليس لها في الشَّرع كفَّارة محدَّدة؛ إلاَّ التَّوبة النَّصوح، والإكْثار من صلاة النَّوافل وفِعْل الخيرات عمومًا، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى: "حكم قضاء الصلاة التي تُركت عمدًا".

أمَّا كفَّارة السَّرقة، فالاستِغْفار والتَّوبة، والندم والعزم على عدم العوْد، مع ردِّ المسروقات لأصحابِها، وما دام الحال كما ذكرتِ أنَّ الفاعل قد عوَّض اثنين وبقي اثْنان، فالواجِب عليْه تعْويض الاثنيْن الآخريْن؛ لأنَّ الظَّاهر أنَّهما سامَحا عن شيءٍ مُطْلق، وليس عن خصوص السَّرقة.

وراجعي فتوى: "
اختلاط المال الحرام بالحلال".

أمَّا التَّوبة النَّصوح من الزِّنا، فكافية - إن شاء الله - في محْو الذَّنب، مع العزْم على عدم العوْد، والاستقامة على شرْع الله، وراجعي فتوى: "
التوبة من الزنا".

أمَّا ما ذكرتِه من أنَّه يُغْفَر للحامل في الولادة عند موعِد الطَّلق، فليس ذلك بِحديث، ولا هو معنى حديث، ولا نعلم شيئًا في الشَّرع يدلُّ على ذلك؛ إلاَّ ما ورد أنَّ ما يشعر به المؤمِن من ألَم ونصبٍ من كفَّارات الذّنوب، ففي صحيح البُخاري من حديث أبي هُريرة - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال:
«ما يُصيب المسلِمَ من نصَب ولا وصَب، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتَّى الشوكة يشاكُها؛ إلاَّ كفَّر الله بها من خطاياه».

وفي صحيح مسلم من حديث أبِي سعيدٍ وأبِي هُريرة - رضِي الله عنهما -: أنَّهما سمعا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول:
«ما يُصيب المؤمنَ من وصَب ولا نصَب، ولا سقَم ولا حزن، حتَّى الهمّ يهمُّه، إلاَّ كفّر به من سيِّئاته»،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام