الفطر في رمضان
أفيد فضيلتكم بأنني سافرت إلى أحد البلدان منذ عام 1979م إلى 1984م وفي هذه السنوات لم أقم فيها بصيام شهر رمضان - وكذلك زوجتي لمدة ثلاث سنوات - وأنا الآن أريد أن أعرف الحكم الشرعي بالنسبة لي وكذلك بالنسبة لزوجتي علمًا بأن زوجتي الآن مريضة بالقلب ولا تستطيع القضاء؟ وإذا كان علي القضاء، فهل يكون مع الفدية بسبب مرور عدة رمضانات ولم أقض؟ وهل يجوز لي قضاء الصيام متصلا أم متفرقًا؟ وبالنسبة لزوجتي فهل إفطار مسكين عن كل يوم يكفي في قضاء صيامها وفديتها، حيث إنها لا تستطيع الصيام بسبب مرضها؟ وهل يجوز إخراج القيمة نقدًا عن الفدية؟
أرى والحال هذه أنه لا بد من القضاء؛ فإن الصيام فريضة على كل مسلم إذا أتى عليه رمضان وهو صحيح قادر فيلزمه الصيام ولو كان في بلد كفر، ففي هذه الحال لا بد من القضاء لتلك الرمضانات ولو كان القضاء متفرقًا، لكن لا بد من المبادرة وعدم التساهل بالتأخير، وحيث قد مضى عدة سنوات قبل القضاء فلا بد من القضاء مع كفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم ولو كثرت الأيام، وهذا في حق من ترك الصيام تكاسلا أو استثقالا للصوم بين قوم لا يصومون، أو تأولا أنه في سفر لمفارقته بلده، فأما إذا ترك الصيام وترك الصلاة وتهاون بأمر الله وشرعه ودينه فإن ذلك يعتبر كفرًا وردةً بحيث لو مات في تلك الحال لحكم بكفره ولم تجز الصلاة عليه،
فإذا تاب اعتبر قد دخل في الإسلام من جديد فيستقبل عمرًا جديدًا ويتوب توبة نصوحًا، ولا يلزمه قضاء الصيام والصلاة حتى لا يكون إلزامه منفرًا عن الدخول في الإسلام وعن التوبة من المحرمات، كما ذكر ذلك العلماء المحققون في حكم من ترك الصلاة مدة طويلة، فقد صرحوا بأنه لا يلزم بالقضاء لما فيه من المشقة، بل يكثر من نوافل الصلاة والصيام، ويصدق في توبته، ويبتعد عن الأسباب التي يخاف منها عودة إلى حالته البائسة. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
- التصنيف:
- المصدر: