تعريف الأضحية وحكمها
ما المقصود بالأضحية؟ وهل هي واجبة أم سنة؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأضحية: ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل.
وهي من شعائر الإسلام المشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، وإجماع المسلمين.
أما الكتاب:
فقول الله تعالى:
1- {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.
2- {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} . والنسك الذبح، قاله سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه، وقيل جميع العبادات ومنها الذبح، وهو أشمل.
3- {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَنْعَـامِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.
ومن السنة:
1- ما جاء في صحيح (البخاري:5558 ومسلم:1966) عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما».
2- وعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: «الألباني في (مشكاة المصابيح:1475).
» (أحمد:4935 والترمذي:1507)، وحسنه3- وعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قسم بين أصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة فقال: يا رسول الله صارت لي جذعة فقال : «
»(البخاري:5547).4- وعن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «
» (البخاري:5545).فقد ضحى صلى الله عليه وسلّم وضحى أصحابه رضي الله تعالى عنهم، وأخبر أن الأضحية سنة المسلمين يعني طريقتهم.
ولهذا أجمع المسلمون على مشروعيتها، كما نقله غير واحد من أهل العلم.
واختلفوا هل هي سنة مؤكدة، أو واجبة لا يجوز تركها؟
فذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة مؤكدة، وهو مذهب الشافعي، ومالك وأحمد في المشهور عنهما.
وذهب آخرون إلى أنها واجبة، وهو مذهب أبي حنيفة وإحدى الروايتين عن أحمد، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: هو أحد القولين في مذهب مالك، أو ظاهر مذهب مالك." انتهى من (رسالة أحكام الأضحية والذكاة) لابن عثيمين رحمه الله تعالى.
قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، فيُضحي الإنسان عن نفسه وأهل بيته" (فتاوى ابن عثيمين:2/661).
والله تعالى أعلى وأعلم.