عدم انشراح الصدر بعد الاستخارة للزواج
أرغب في الزواج من فتاة وأنا أحبها، وهي متقبلة زواجي منها جدًّا، وصليتُ صلاة الاستخارة أكثر من مرَّة، وأنا مُتقبل للموضوع جدًّا، وأحبها جدًّا، وهي كذلك متقبلة جدًّا، وحينما صلَّتْ صلاة الاستخارة، كان ردُّها أنها غير متقبلة للموضوع، فهي لا تعرف السبب، وفي بداية الأمر كانتْ متقبلة، وأنا صليتُ - كما قلت - ومتقبل للموضوع.
أفيدوني أفادكم الله، ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فلا شك أن الاستخارة في الأمور مطلوبة شرعًا؛ لوُرُود السنة الصحيحة بذلك، ومن آداب الاستخارة أن يَتَبَرَّأ العبدُ من حوله وقوته وعلْمه واختياره، ويفوِّض أمره إلى الله - عز وجل - ويوطن نفسه على الرضا بما يختاره له ربُّه - جلَّ وعلا - وعلامة ذلك: انشراح الصدْر للأمر.
قال النووي: وينبغي أن يفعلَ ما ينشرح له صدرُه، فلا ينبغي أن يعتمدَ على انشراحٍ كان له فيه هوى من قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترْك اختياره رأسًا، وإلا فلا يكون مُستخيرًا لله، بل لهواه، وقد يكون غير صادق في طلَب الخيرة، وفي التبرِّي من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدَق في ذلك، تبَرَّأ من الحول والقوة، ومن اختياره لنفسه. اهـ.
وعلى هذا؛ فإنْ كانتْ تلك الفتاة قد قامتْ بالاستخارة على الوجْه الصحيح، وكانت النتيجة هي عدم انشراح صدرها للزواج منك - فلها ذلك، لكن ينبغي عليها تكْرار الاستخارة، ومُشاورة أهل الخير في هذا الأمر، خاصة إذا كنتَ من أهل الصلاح والفَضْل، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « »؛ رواه الترمذي.
وراجع فتوى: "الاختيار قبل صلاة الاستخارة"،،
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: