خطورة زميل العمل!

منذ 2015-12-13
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أرجو ألا تحكموا عليَّ بأني غير محترمة؛ فأنا أرتبط بزميل لي في العمل، فأحَبَّ كلٌّ منَّا الآخر، واتَّفَقْنا على الزواج، لكن والدَه حكَم عليه بخطوبة ابنة صديق له؛ نظرًا لوَضْعهم المادي الذي يَمْتاز عن وضْعي، فقال لي: أنتِ زَوْجتي أمام الله، فقلتُ له: وأنت زوجي أمام الله.

 أصبحْتُ آخذ إِذْنه في كل شيء يخصني، والْتقَيْنا أكثر من مرَّة مع احتفاظي بعُذريتي، فهل نحن متزوجان فعلاً أو لا؟ وإن كان لا، فماذا علينا أن نفعل لنُكفِّر عن ذلك ويرحمنا الله تعالى في الدنيا التي سَتَرَنا فيها؟ حيث إنني لا أقوى على تحمُّل ثانية واحدة مِن عذاب الآخرة، ولا أطيق الشُّعور بغضَب الله عليَّ، مع العلم أنَّ الله ابتلاني بمرَضٍ أعتقد أنه عقابٌ لي، وهو ما جعَلني أتنبّه لِخطئِنا.

 أرجو سرعة الرّد على سؤالي، والدعاء لي أن يغفرَ لي ربي ويرحمني، ويتجاوز عن ذنبي، ويعاملني برحمته، ويمحو ذُنُوبي جميعها، ويلبسني ثوب العِفَّة والتقوى، ويكفيني شر نفسي؛ فإن النفس أمارة بالسوء.

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فإن ما حدَث بينكما لا يعْتَبر زواجًا شرعيًّا، ولا يترتَّب عليه أي أثَرٍ من آثار الزَّواج؛ لعدم توافُر شروط صحَّة النِّكاح منَ الولِي والشُّهود، وقد بَيَّنَّاها في الفتاوى: "إطلاق صفة (بِكْر) على امرأة (ثَيِّب) في عقد النكاح"، و"حكم زواج السر"، و"تزويج المرأة لنفسها".

 وراجعي الفتويين: "هل يعتبر ما حدث بيني وبين الأرملة زواجًا أم زنا؟"، و"زواج النية!!".

وعليه؛ فالواجب عليك أن تقطعي كل علاقاتك بهذا الشخص على الفَوْر، وأن تتركي مكان عملك معه وتتركي العمل في الأماكن المختلطة، وإن كان قد حدَث بينكما شيءٌ من أُمُور الاستمتاع المحَرَّم - مِنْ نظر أو خلوة أو لمس، وما شابه - فيجب عليكما أن تتوبا منه توبةً نصوحًا، مع الإكثار من الاستغفار، والأعمال الصالحة؛ عسى الله أن يتوبَ عليكما، ونحذِّرك غاية الحذَر من مثْل هذه العلاقات المحرَّمة، فإن عواقبها عليك وخيمة في دينك ودنياك وأخراك، إلا أن يتغمدك الله برحمته، ويمنَّ عليك بالتوبة النصوح المبينة في الفتاوى:

"كيفية التوبة وشروطها"، و"التوبة التي يرضاها الله"، و"توجيهات للتوبة"  واستشارة: "كيف أشعر بالتوبة؟"،،

والله أعلم 

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام