هل للأم إجبار ابنها على دراسة معينة؟

منذ 2018-05-30

انا اعيش في سوريا في أوضاع معيشية صعبة امارس رياضة الباركور، لدي أم تظلمني في أمر وهو اختيار تخصصي

السؤال:

انا اعيش في سوريا في أوضاع معيشية صعبة امارس رياضة الباركور ، لدي أم تظلمني في أمر وهو اختيار تخصصي انا الان ادرس الهندسة الكهربائية في سوريا(سنة ثالثة) بمدينة بعيدة نسبياً عن مدينتي ولا اريد الدراسة في هذه البلد وانا مجبور على هذا التخصص بسبب الادارة و هي لا تمنعني من تغير تخصصي ولكن تريدني حصراً في هذه المدينة والسفر صعب علي و ويصرفون علي المال سداً ،وصلت الى مرحلة لا استطيع ان اضع في رأسي كلمة اخرى من هذا المنهاج الدراسي فإنني اكره هذا التخصص ولا استطيع الدراسة .. وهذا يصعب المعيشة علي.

انا اريد العمل مع المنظمات الانسانية ، وفي مجالي الرياضي على يوتيوب وغيره، وربما اقرر دخول كلية مستقبلاً ، وواثق بإذن الله بأني سوف اكون انسان ناجح جداً إذا عملت في مجالي الرياضة الذي أريد ، فأنا اليوم اعاني من حزن شديد لهذا الأمر وضغط نفسي .. مع العلم اني اصبت منذ عدة سنوات بوساوس وحزن ولجأت إلى الأدوية وغيرها و تحسنت الآن الحمدلله و يزيد التحسن عندما امارس ما احب خاصة الباركور وأخشى أن تزيد حالتي سوءاً في أحوالي الحالية عند الدراسة ، لكن تستخدم أمي الغضب والدعاء علي اذا ما قررت ان اوقف دراستي التي لن انجح بها ، فهل عصيانها في هذا الأمر مباح .. وأبي يعطيني نصيحة و ينزعج قليلاً اذا ما قررت ذلك ولكن يعطيني الحرية .. فما رأيكم ،،؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا شك أن طاعة الوالدين من أجل القربات، إلا أنها ليست مطلقة، فالوالد لا يملك إجبار ولده على الزواج من امرأة لا يريدها، ولا على أكل ما لا يشتهيه، وقد إجمع العلماء على ذلك؛ والذي يظهر أن الإجبار على التخصص في الدراسة من هذا الباب، لا ينبغي للوالدين إجبار الأبن على تعليم بعينه لا يميل إليه، أو لا يناسب قدراته، فإن فعلا فللابن ترك الدراسة، وعدم طاعتهما، لا يعتبر عقوقاً للوالدين من الناحية الشرعية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 381)

"ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا، وإنما لم يقيده أبو عبد الله لسقوط الفرائض بالضرر وتحرم في المعصية ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فحينئذ ليس للأبوين منع ولدهما من الحج الواجب، لكن يستطيب أنفسهما". اهـ.

غير أن الابن السائل لوالدان قد ذكر أنه قطع شوطًا في تلك الدراسة، فأصبح تركه للدراسة ليس هينًا على والديه، فليحاول إقناعهما، ويمكنه توسيط بعض الأقارب، وليسع في إرضائهما، فإن أصرّا فليفعل ما يميل إليه وتهواه نفسه ويستطيع التفوق فيه،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام