أمي تنهاني عن حضور الدروس الشرعية
وانا اقول لها لن احضر هذه الدروس لكي اطيب خاطرها واذهب للدروس بغير علمها وكثير من الامور تنهاني عنها فهل ذهابي بغير علمها صحيح؟
السلام عليكم
والدتي تنهاني عن امور كثيرة وتقول لي لا تفعل كذا ولا تعمل كذا ومن ذلك منعها لي حضور دروس شرعية ونحو ذلك مما ينفعني وانا اقول لها لن احضر هذه الدروس لكي اطيب خاطرها واذهب للدروس بغير علمها وكثير من الامور تنهاني عنها فهل ذهابي بغير علمها صحيح واريد ان اعرف هل قولي لها لن احضر للدروس يعتبر عهد ام وعد لانه لم استطيع التفريق بين الوعد والعهد?
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فبر الوالدين وطاعتهما من أوجب الواجبات الشرعية بعد الإيمان بالله؛ قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
إلا أن هذه الطاعة ليست مطلقة، وإنَّما هي مقيدة بأن يأمرا بالمباح، وفيما لا ضرر ومشقَّة فيه، وعدم التعنت،
ومنع الأم لابنها من حضور دروس العلم، ضرر محض، خصوصًا إن كان يتعلم فروض الأعيان، وهو في حاجة إلى طلب العلم، أو كان يعلم كراهة والدته للعلم الشرعي- فلا حرج حينئذ من الخروج لطلب العلم.
والحاصل، أنه يجوز حضور الدروس العلمية، وإن رفضت الأم، وليس هذا من العقوق، ولا يقاس الاستئذان لحضور الدرس على الخروج للجهاد؛ لأنه في الجهاد معرض لفقد حياته، وهذا يشق على والديه؛ من ثمّ اعتبر الشارع الحكيم أخذ إذنهما في جهاد الطلب، ولكن هذه المخاطرة بالنفس ليست موجودة في طلب العلم.
كما أن مخالفة نهي الأم وحضور الدرس ليس خلفًا للوعد، والأفضل أن تستخدم التعريض، فإن فيها مندوحة عن الكذب، فتقول لها مثلاً: لن أحضر الدرس، وتقصد حضور الدرس خارج القطر أو محافظة أخرى، أو ما شابه،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: