زوجتي لا تتزين لي أبدًا
المشكلة انها لا تتزين لي ابدا و ترتدي لبسا تقليديا لا احبه انا شخصيا عندما تكون معي في البيت فانا احب ان تلبس لي لباسا شفافا ضيقا. اللباس القصير الجذاب و اشتريت لها هذه اللباس و طلبت منها ان ترتديها لي و لكنها تصر على هذه اللبس التقليدي الذي ابغضه
السلام ورحمة اللة وبركاته،
زوجتي لا تقصر في حقي و تقوم بما اوجب الله عليها تجاهي. رزقني الله منها بنتين وهي ذات خلق و دين. المشكلة انها لا تتزين لي ابدا و ترتدي لبسا تقليديا لا احبه انا شخصيا عندما تكون معي في البيت فانا احب ان تلبس لي لباسا شفافا ضيقا. اللباس القصير الجذاب و اشتريت لها هذه اللباس و طلبت منها ان ترتديها لي و لكنها تصر على هذه اللبس التقليدي الذي ابغضه لانه في رأيي قبيح و غير جذاب. كلمتها في الموضوع مرار كثيرا و اخبرتها بوضوح انني ابغض هذه اللبسه وهي تقول انها اعتدت عليه و يصعب عليها تركه ولكنني لا اصدق هذا و لا افهم كيف يصعب عليها خلق لبس و ارتداء اخر مكانه خاصة و انني اخبرتها انني لا احبه و افضل الذي اشتريته لها. ضف الى هذا انها لا تتزين لي باي نوع من انواع التزين رغم اني كلمتها في الموضوع مرات كثيرة. عجبت منها انها تقول انها لم تتعود على التزن وانها كانت هكذا حتي في صغرها. هذا الامر اثر في علاقتي بها لانه امر مهم للغا ية بالنسبة لي. حا ولت معها الترغيب و التزهيب لكن لم ينفع معها اي شيء ولم تتغير. هذا الامر يسبب لي الاحباط و لا اريد ان افارق زوجتي بسبب هذا الامر الا انه لن تستقر حياتنا ما دامت على هذه الحالة. ماذا افعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد
فزينة المرأة من الحقوق الزوجية التي لا يسعها تركها، ومن لوازم الحياة الزوجية السعيدة، من بديهيات الشريعة، فيجب على الزوجة أن تتزين لزوجها بالطريقة التي يحبها ويرغب فيها، ما لم يلحقها ضرر، أو يأمرها بمحرم، ويتأكد وجوب الزينة على الزوجة وتأثم بتركها إذا طلبها الزوج، ومن تأمل الآيات التي ذكر الله فيها الحياة الزوجية، وعمق هذه العلاقة الكبيرة، وأهدافها واتجاهاتها: ظهرت له الحكمة من أمر الزوجة بالزينة لزوجها؛ قال تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، وقوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، وقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
إذا ظهر لك هذا، فبين لزوجتك أن الشارع الحكيم أمر النساء بالتجمل لأزواجهن؛ من أجل استقرار الحياة الزوجية، ولعدم تطلعك الزوج لغير زوجته، فحقيقة الزوجة هي ما تسر الخاطر، وتبهج النفس، كما روى أحمد وغيره فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير النساء التي تسره إلى نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره».
وجاء في الموسوعة الفقهية: "فإذا أمر الزوج زوجته بالتزين له كان التزين واجبًا عليها ؛ لأنه حقه ؛ ولأن طاعة الزوج في المعروف واجبة على الزوجة ... كان له حق تأديبها ؛ لأن الزينة حقه؛ قال تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].
فإن كانت الزوجة تتعلل بالحياء، فهو حياء مذموم وفي غير موضعه؛ فهذه أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها كانت تتزين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتتجمَّل له؛ فكانت تلبس المعصفَر والمضرَّج؛ وروى أبو داود عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من ورق، فقال: «ما هذا يا عائشة؟»، فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله" الحديثَ.
وقد صح عنها كثير من الوصايا للنساء بالأزواج، فروى ابن أبي شيبة عنها كانت تقول: "يا معشر النساء، لو تَعلَمن بحق أزواجكن عليكن، لجعلَت المرأةُ منكن تمسح الغبار عند قدمَي زوجها بحُرِّ وجهِها"
وسألتها بكرة بنت عقبة عن الحناء كما في سير أعلام النبلاء، فقالت: "شجرة طيبة وماء طهور"، وسألتها عن الحفاف؟ فقالت لها: "إن كان لك زوج فاستطعتِ أن تنتزعي مقلتَيك فتضعيها أحسن مما هما، فافعلي"
فانصح زوجتك واستعمال اللين واللطف، واصبر عليها، فكثير من النساء يماطلن في الاستجابة لرغبات الزوج؛ لعلمهن أن الزوج فيمل ويرضى بالأمر الواقع، فإذا اصرّ الزوج ولم يستسلم، استجابة الزوجة؛ ويمكنك الاستعانة بمن تستجيب له كأمها.
ولتعلم أن ما رد في سؤالك هو ناتج من عدة أسباب من أهمها الثقافة المجتمعية الخاطئة، وعدم شيوع الثقافة الزوجية، ولا تغفل طبيعة المرأة ووصية التي نبهنا عليها، رسول الله سول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء» متفق عليه عن أبي هريرة، وفي رواية عند مسلم «لن تستقيم لك على طريقة».
وقوله: «وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه»: قيل فيه إشارة إلى أن أعوج ما في المرأة لسانها، وفائدة هذه المقدمة أن المرأة خلقت من ضلع أعوج، فلا ينكر اعوجاجها، أو الإشارة إلى أنها لا تقبل التقويم كما أن الضلع لا يقبله، قوله «فإن ذهبت تقيمه كسرته»، قيل هو ضرب مثل للطلاق، أي إن أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها؛ ويؤيده قوله في رواية الأعرج عن أبي هريرة عند مسلم «وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها»، قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري لابن حجر (6/ 368).
وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" (6/ 244):
" فيه الإرشاد إلى ملاطفة النساء والصبر على ما لا يستقيم من أخلاقهن والتنبيه على أنهن خلقن على تلك الصفة التي لا يفيد معها التأديب أو ينجح عندها النصح فلم يبق إلا الصبر والمحاسنة وترك التأنيب والمخاشنة...
وقال أيضا – في معرض شرحه لحديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر» رواه أحمد ومسلم-: "فيه الإرشاد إلى حسن العشرة والنهي عن البغض للزوجة بمجرد كراهة خلق من أخلاقها؛ فإنها لا تخلو مع ذلك عن أمر يرضاه منها، وإذا كانت مشتملة على المحبوب والمكروه، فلا ينبغي ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة". اهـ.
هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: