هل يجب علي اعلام المشتري بالعيب
المؤمن أمين صدوق لا يكذب ولا يخون ولا يغدر ولا يغش
اشتريت سيارة في حالة جيدة, اكتشفت بعد اشهر ان فيها عيب من المحتمل أن يؤتر على حالتها الميكانيكية على المدى البعيد(إحدى شمعات الإشعال الاربعة منكسر ويصعب استبداله). البائع كان على علم بالمشكل لكنه لم يقل لي شئ بخصوصه, ربما لم أكن لأشتريها لو أعلمني البائع بالامر وكذالك الميكانيكي الذي رافقني لم يفطن العيب. الان السيارة لا تزال في حالة ميكانيكية جيدة و بسبب اقتراب موعد هجرتي الى الخارج اردت بيعها, سؤالي , هل يجب علي اعلام المشتري بالعيب أم لا؟ اخشى ان لا يشتريها احد إن أعلمته بالعيب وجزاكم الله خيرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالصدق في البيع واجب على كل مسلم ومسلمة، وهو سبب في الخير وزيادة البركة، والكذب والغش حرام وسبب في محق بركة المال.
فالمؤمن أمين صدوق لا يكذب ولا يخون ولا يغدر ولا يغش؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم، بين أن تلك الأخلاق في البيع تكون سببًا للبركة، بخلاف الكذب والخيانة والتدليس؛ ففي صحيح البخاري عن حكيم بن حزام رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من غشنا فليس منا)؛ رواه مسلم، في رواية الترمذي بيَّن صلى الله عليه وسلم أن كتمان العيب من الغش المحرم؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صبرة من طعام فأدخل يده فنالت أصابعه بللاً، فقال: (يا صاحب الطعام ما هذا؟!) قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: (أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ ثم قال: من غشنا فليس منا)؛ قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
صحيح مسلم (3/ 1472)
من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وبديع حكمه ما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يُؤتى إليه)، وفي الحديث قاعدة مهمة يجب على كل مسلم الاعتناء بها، وهي أن الإنسان يلزم أن لا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه.
وعليه؛ فيجب عليك بيان العيب الذي في السيارة لمن يشتريها، لما في ستر ذلك من الغش والتدليس، ولن يفوتك ما قدره الله لك من خير، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: