حقوق الزوجة

منذ 2019-04-09

من حق الزوجة على زوجها أن يُعفَّها على قدر طاقته وحاجتها، وأن إشباع حاجتها يعدُّ من حسن العِشرة، وأن الزوج يأثم بعزوفه عن المعاشَرة.

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا متزوج من 5 سنوات .. وأعاني من الوزن الزئد .. رزقني الله ببنت .. زوجتي تشتكي أني لا آتيها .. وهو حق حي أني لا آتي كثرا لظروف نفسية مررنا بها خلال السنوات الماضية .. إما لضيق نفسي من معاملات ف العمل أو لأن الطفلة مستيقظة أو لأني أعود من العمل مجهد أدخل لأنام بدري وتظل هي مستيقظة .. ذهبنا لأطباء أمراض ذكورة وقمت بعمل التحاليل الطبية .. جميع الكشوفات أكدت أني طبيا لائق تماما ... هي تقول أنها عند المعاشرة لا تستمتع .. ومن أسبوعين طلبت الطلاق لعدم استطاعتها الصبر أكثر وقالت أمهلك فرصة أخرى .. وحدث أنها طلبتني وكنت منهك وقلت سأنام واليوم التالي طلبتها فقالت بالأمس طلبتك وكسرتني واليوم تطلبني لتصالحني .. لن يكون .. والآن تصر على الطلاق ... مع العلم أني أعمل بالخارج وهي تعيش معي .. والآن مصرة على الإنفصال .. أرجو الفتوى مع العلم أني قصرت كثيرا في حقوقها .. كما أجد نفسي ضعيفا أمامها وشخصيتي ضعيفه ومكسور مما يزيد من ضعف شخصيتي أمامها .. وأيضا .. كاما بحث أجد حق الزوجة على الزوج ولا أستطيع أن أجد حق الزوج على الزوجة .. أفيدونا أفادكم الله .. وجزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فإن الله تعالى أوجب على كل من الزوجين المعاشرة بالمعروف، فحرم على المرأة الامتناع عن فراش زوجها؛ كما في الصحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها".

وكذلك أوجب على الرجل معاشرة زوجته بالمعروف، وجعل الجماع من آكَدِ الحقوق للمرأة على زوجها، بل إنه مِن أهمِّ مقاصد النكاح؛ ففي الصحيحَين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصَن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (1 / 294):

"ويجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو مِن أوكَدِ حقِّها عليه أعظم من إطعامها.

والوطء الواجب قيل: إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة، وقيل: بقَدرِ حاجتها وقدرته، كما يُطعِمها بقدر حاجتها وقدرته، وهذا أصحُّ القولين".

فالشرع أوجب على الزوج أن يسعى في إعفاف زوجته، فإن كنت تشعر بضعف أو فتور أو أي مانع، فيجب عليك السعي في إزالته، وعلاج المشكلات الجنسية أصبحت ميسورة في زماننا، وتشهد طفرة طبية كبيرة.

إذا تقرر هذا، فإن من حق الزوجة على زوجها أن يُعفَّها على قدر طاقته وحاجتها، وأن إشباع حاجتها يعدُّ من حسن العِشرة، وأن الزوج يأثم بعزوفه عن المعاشَرة، وأن الجماع مما يؤجر عليه العبد؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وفي بُضعِ أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدُنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتُم لو وضعها في حرام، أكان عليه فيها وزرٌ؟ فكذلك إذا وضَعها في الحلال، كان له أجر"؛ رواه مسلم.

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام