الحياة مع زوجي أصبحت مستحيلة
الواجب على كل زوج أن يُنْصِفَ زوجته من أهله دون أن يعقَّ أسرته، أو يُحدث شقاقًا معهم، فالله تعالى أعطى كل ذي حق حقه، ولا يعقل أن يهدم أسرته الوليدة من أجل عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان
كنت اعيش مع عائلة زوجي حتى انجبت طفلا شغلني واصبت بمرض فى المخ ولم اعد استطيع خدمة كل افراد هذه العائلة، فأصبحت اعيش مع زوجى وابني بمفردنا فى شقتنا المقابلة لاهل زوجي لكنهم يضيقون علي وزوجي يتركنى ويذهب ليأكل معهم ويصيح بي ويسبني لأتفه الاسباب ويصير كالمجنون يتخبط فى الابواب والجدران حتى انه قد يتأذي جسده بسبب تخبطاته لانه يريد ضربي لكنه يمتنع عن ذلك فيتخبط بأي شئ يقابله لدرجه اشعر ان امامى مجنون،، لم اعد اتحمل الحياة بهذه الطريقة وطلبت الطلاق فادعى هو واهله اننى احب شخصا غيره لذلك اطلب الطلاق!!! لم اعد اعرف ماذا افعل هم يريدون اما ان اخدمهم او اعيش ذليلة مهانه مع ابنهم او اطلق ويسيئون لسمعتي! ارجوك يا شيخ ادعوا لى وقل لي ماذا يمكنني ان افعل،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فَلا شك خِدْمة المرأة لأهل زوجِها غَيْرُ واجبةٍ عليها، ولكنَّها من البِرِّ للزَّوج وحُسن العشرة إن كانت تستطيع ذلك، ولا يَشُقَّ عليها، ولا يترتَّب عليه ضررٌ بِها أو بأبنائِها، أو تقصيرٌ في حقِّ زوجِها.
والعلاج الأمثل لتلك المشاكل الزوجية يكون بالتفاهم والحوار الهادئ وتقريب وجهات النظر، وتقديم بعض التنازلات، ومقابلة الإساءةِ بالقول والفعل، بالعفْو والإحسان، وعدم معاقبته بِمثل إساءته؛ قال - تعالى -: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]، وقال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]، فهو أدْعى لجَلْبِ المسيء إلى الحقِّ، وأقرب إلى ندمِه وأسفِه، ورجوعه عمَّا فعل.
وروى أحمد عن أبي كبْشَة الأنماري: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: "ثلاثة أُقسم عليهنَّ، وأحدِّثكم حديثًا فاحفظوه: ما نقص مالٌ من صدقةٍ، وما ظُلِم عبدٌ مظلمة فصبرَ لها إلاّ زاده الله - تعالى - عزًّا، ولا فتح عبدٌ باب مسألةٍ إلاَّ فتح الله عليه باب فقْر"؛ الحديثَ.
فعاقبة الصَّبر هي العزُّ والرِّفعة.
ففتحي أبواب التحاور مع زوجِك حوارًا هادئًا هادفًا، تُبيِّني له: أنه يَجب عليه أن يحفَظَ فيكِ وصيَّة النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - حيثُ قال: "استوصوا بالنساء"، الحديثَ؛ رواه البخاري، وقوله: "اتَّقوا الله في النِّساء؛ فإنَّكم أخذتُمُوهنَّ بأمان الله، واستحللْتُم فروجَهنَّ بكلمة الله"، وقوله: "خِيارُكم خيارُكم لنسائِهم"؛ رواه ابن ماجه.
وأن الواجب على كل زوج أن يُنْصِفَ زوجته من أهله دون أن يعقَّ أسرته، أو يُحدث شقاقًا معهم، فالله تعالى أعطى كل ذي حق حقه، ولا يعقل أن يهدم أسرته الوليدة من أجل عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، نعم لو أن الزوجة خدمت أهل زوجها بطيب نفس فذلك لها إن كانت تطيق ذلك، ولكن لا تكره على الخدمة، فإن استجاب لك وتم التفاهم، وإلا فينبغي السماح بتدخل بعض العقلاء لرأب الصدع وتوجيه الزوجين لما ينبغي فعله؛ قال الله تعالى:{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: