السلوكيات المرفوضة في العيدين..

منذ 2012-08-19

{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}..



للناس في هذين اليومين سلوكيَّاتٌ مرفوضة كثيرة، حاولنا رصدها في الصور الآتية:
1- عَدَمُ الإكثار من التكبير منذ غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، وإن كبَّروا فبخلاف السُّنّة والمشروعُ في التكبير في عيد الفطر: أن المسلمين منذ غروب شمس آخر يوم من رمضان، يقولون: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد" وليست الزيادة عن ذلك واردةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي طريق صحيح أو حَسَنٍ يُعْتَدُّ به، ويستمر هذا التكبير حتى تنقضي صلاة عيد الفطر على خيرٍ إن شاء الله..

وفي عيد الأضحى: يبدأ التكبير من عصر يوم عرفة ويَسْتَمِرُّ حتى عصر آخر أيام التشريق الثلاثة، والتكبير شعيرة من شعائر الفَرَح اللازم في هذين اليومين، وليس أدلُّ على فرح المؤمن من تكبيره لله تعالى، والله تعالى يقول في شأن التكبير في عيد الفطر: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
وفي شأن التكبير في عيد الأضحى، يقول الله تعالى: {كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 37].

2- عدم الإفطار في يوم عيد الفطر قبل الخروج إلى المُصَلَّى: لتعوُّدهم على الصوم في مثل هذا الوقت طيلةَ شهر رمضان، والسُّنَّة قطع هذه العادة، حتى وإن كنا لا نرغب في الطعام، لأن الخير كلَّ الخير في الاتِّباع وإن بدا شاقًّا على النفس، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يومَ الفطر حتى يأكل تمرات" (أخرجه البخاري).
وعن بُرَيدة -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَخْرج يومَ الفطر حتى يَطعَم، ولا يَطعَم يوم الأضحى حتى يُصلِّي" (أخرجه: أحمد، والترمذي، وصحَّحه ابن حبان).

3- تكاسُل كثير من الشباب والرِّجال عن الذهاب إلى صلاة العيد في المصلَّى: (إما لأنهم نائمون لسَهَرِهم طَوالَ الليل في الكلام والثرثرة، ونحو ذلك.. وإما لاعتقادهم خطأ التجمع في مثل هذه الصورة، وإما لاستحيائهم من الناس أن يُوجَدوا بينهم) وهذه سلوكيات مرفوضة، لأن صلاة العيدين في المصلى من سنن الهُدَى التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة وإلى المسلمين خاصة، فمن التزم هَدْيَه فهو من المسلمين حقًّا ومن لا فلا، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].

4- عدم خروج النساء والفتيات والصغيرات والكبيرات إلى المصلَّى: لنفس أسباب تهاون الشباب والرجال، أو لاعتقاد البعض منهن أو من أولياء أمورهن: (أن صلاة العيد غير واجبة عليهن) وهذه سلوكيات مرفوضة، لقول أم عطية -رضي الله عنها-: "أُمِرْنا أن نخرج العواتق والحُيَّض في العيدين، يشهدْن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيَّضُ المصلَّى" (متفق عليه).

5- وإن خرجت النسوة والفتيات: (فمنهن المُتَبَرِّجات والسافرات، ومنهن المتعطرات، ومنهن المُقَلِّدات الرجالَ في ملابسهم وشعورهم وغير ذلك..) وهذه صور تُلْعَنُ بها الفاعلات منهن ذلك وكذا من رضي ذلك من آبائهن وأمهاتهن، وإخوانهن ومن شاهدهن ولم ينكر عليهن، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]. وقال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33].

6- مصافحة الرجالِ النساءَ من غير المحارم لهن (وما مسَّت يدُ النبي صلى الله عليه وسلم يَدَ امرأة لا تَحِلُّ له أبدًا).

7- التهنئة على خلاف السُّنَّة: كقول البعض (كلَّ سنة وأنت طيب، ونحو ذلك..) والسنَّة في التهنئة للرجال: المصافحة عند اللقاء، وعند القدوم من السفر المعانقة فقط (1).
وأما النساء: فليس لهن فيما بينهن إلا المصافحة فقط ويجوز أن يقال: "تُقُبِّلَ مِنّا ومِنْك" (2).

8- زيارة المقابر يومَ العيد: وهذا من البدع الإضافية في دين الله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ» (3). أي: مردودٌ عليه وِزرُه، ووِزرُ مَن عمل به يوم القيامة، من غير أن يُنْقص من أوزارهم شيء.

9- اللهو والمرَح على خلاف السنَّة: نعَم العيد فرحة، ولكن بأمر الله تعالى، فقد قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]. ففرحتنا تكون باتباع أوامر الله تعالى وذكره، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ . الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: 28- 29].


وفرحتنا تكون بالدعاء أن يتقبل الله منا الصيام والقيام، وسائر الطاعات في شهر رمضان، ونسأله أن يُبلِّغنا رمضان..
وفرحتنا تكون بأداء الصلوات وإعطاء الصدقات، وإخراج الزكَوَات، والإحرام بالحج والعمرة، فرحتنا تكون بنصرة المسلمين في كل مكان، قال الله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4- 5]. إن فرحتنا تتم بتحرير فلسطين وطرد أحفاد (القردة والخنازير) من كل شبر من الأرض المباركة، وعودة المسجد الأقصى شامخًا عزيزًا إلى رحاب المسلمين، وإلى أن يتم ذلك.. فكيف نطعم طعم اللهو والأبرياء يتساقطون صباحَ مساءَ؟!

فاللهم عودًا حميدًا إلى دينك، ونصرًا أكيدًا على أعدائنا آمين.
وفي الختام: تُقُبِّل منا ومنكم صالحُ الأعمال.
وإلى لقاء في الجنة مع الشهداء.


سلوكيات مرفوضة في شهر رمضان والعيدين - الشيخ عبد الله بن عبد الله السخت

30/ 8/ 2008 ميلادي - 27/ 8/ 1429 هجري

---------------------------------------------------------------------------

(1) رواه: الطبراني في الأوسط (ورجاله رجال الصحيح).
(2) قال ابن حجر: "إسناده صحيح".
(3 ) متفق عليه.

 
  • 1
  • 0
  • 3,047

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً