سيدي الرئيس سيقضون عليك

سيقضون عليك يا سيدي!
إياك أن تصدق أن ولاءهم للدولة أو للمنتخبين أو لأي شيء سوى مصالحهم ومصالح من يحركهم من الداخل والخارج.

أنا أدرك أنك رجل خيِّر، تحمل نوايا طيبة، تحاول أن توفق بين الأضداد، وأن ترضي جميع الأطراف، تعمل ساعات وساعات كل يوم، والوضع في البلد كمرجل على النار، فكلٌ فرح بما لديه، وكل يكيد للآخرين، وأنت في المنتصف لا تكاد تملك حلا لأي مشكلة من المشاكل التي تراكمت على مدار عقود، والإعلام يتفنن في تصوير فشلك وعجزك، ويتقولون عليك بالحق وبالباطل.

لقد ورثت تركة هي أقرب ما تكون إلى حافلة معطلة، ولكنك مطالب أن تصعد بها جبلًا عاليًا، وهيهات أن تقدر على ذلك وهي بلا محرك، لقد أخطأت يا سيدي! فقد قالت تصرفاتك كلها أنك قد عاينت هذه الحافلة المعاينة النافية للجهالة، وبالتالي لن يقبل منك الناس أن تقول الآن إنها معطوبة، وسيعتبرون أنك أنت من أعطبتها، وأن المشكلة في قدرتك المحدودة على القيادة.

كان خيرًا لك أن تقول من البداية سأصلح هذه الحافلة قبل أن نتحرك، وأن تبدأ بإجراءات ثورية تطهر بها مؤسسات الدولة، وبهذا تصبح الحافلة في حالة أفضل.

يا سيدي الكريم:
لقد وثقت في أجهزة تحمل نحوك -أنت وكل من هو مثلك- أحقادًا تاريخية لا تنسى، هذه الأجهزة بنيت للتنكيل بكم، وصممت لمقاومتكم، وأنفقت عليها المليارات من أجل تشويهكم، وغالبية من يعملون بها يكرهونك كره المؤمن للكفر، ويعملون آناء الليل وأطراف النهار من أجل أن تفشل، ونجاحك دون تطهير هذه المؤسسات وهم كبير، وستدفع أنت الثمن، ولكن لن تدفع الثمن وحدك، فكل شرفاء الوطن سيدفعون هذا الثمن، وسيكتوون بنار هؤلاء الذين نكلوا بنا عشرات السنين.

البلد ليس على قلب رجل واحد، والنار مشتعلة، والبنزين بجوار النار، ورجال الإطفاء هم من أشعل النار، وهم من يسخر كل حياته من أجل صب البنزين على كل الحرائق المشتعلة، لكي تمسك النار في ثوبك أنت.

يا سيدي: سيسرقون باسمك، وسينتهكون الأعراض باسمك، وسيقتلون باسمك!

يا سيدي: هؤلاء ليسوا أصدقاءك، وهم أسعد الناس بأي بيان تذيعه الإذاعة يبشرهم بأنك قيد الإقامة الجبرية، أو ما هو أسوأ.

يا سيدي: تخلص منهم في كل المواقع، وفي كل مكان، وابدأ بالأقرب لك، وبالأماكن الحساسة، وبغير ذلك لن تنجح أبدًا، بل ستفشل فشلًا ذريعًا.

عبد الرحمن يوسف