الملصق
أنت قطبي.. بل إخواني.. بل جهادي.. بل تكفيري.. الشيخ فلان كتب مقال يحذر منك.. سمعت أنك حازمون.. بل مفرطون.. في كلامك بذرة ضلال.. بل كذا.. بل كذا.. هكذا يصر على البحث عن الملصق.. إشكاليته الوحيدة أنه يبحث لك عن ملصق يضعه ليرتاح ويبدأ النقاش أو يرفضه!
مشغول طوال الوقت بالتصنيف.. لا يكتفي أبداً بكلمة (إسلامي) أو (مطالب بالشريعة)!
يريد وضع (الملصق) على جبهتك ليسهل عليه مناقشتك.. مع أنه لن يناقشك بعد هذا وإنما سيناقش الملصق طوال الوقت !
لن ينظر لعينيك أبداً بعد هذا! سينظر للملصق ويُحدث الملصق ويعترض على الملصق وإن تراجعت سيحمد الله أنه خدش الملصق ويتفاخر بأنه أنقذك من ضلال الملصق الخطير!
- أنت جهادي؟
- أنت تضع صورة بن لادن وخطاب رحمهما الله فهل لزم أن يكون كل من يحترمهما ويحترم جهاد القاعدة جهادياً؟!
- أنت قطبي؟!
- سأكون أول قطبي في التاريخ لم يقرأ قط لسيد قطب ويقرأ للقرضاوي والغزالي بانتظام!
- أنت إخواني؟ سمعت أحدهم قال ذلك وجاء بدليل من مقال (كذا)!
- ألم تر مقال كذا وكذا يا أخ الذي أهاجم فيه الأخوان؟!
- إذا أنت من أعداء السلفيين؟
- سأكون أول عدو لهم انتمي ذات يوم قريب لحزبهم!
- سبحان الله! أنت إذاً دعوة سلفية؟!
- ألم تقرأ مقالات هجومي على حزبهم؟!
- إذا أنت من المستقلين التائهين، أنت بلا منهج ولا فكر؟!
- بعد كل ما كتبته ويكتبه غيري أتظن أن كل المستقلين بلا منهج ولا فكر؟! عندنا فكر لكن ليس كما اعتدته ولا يعرض بالطريقة المألوفة لديك فقط!
- حسناً دعنا من ذلك.. قل لي.. فلان أخبرني أنك تكفيري!
- تكفيري وأمدح الرئيس الأخواني! جديدة دي!
- لكن أنت قطبي.. بل إخواني.. بل جهادي.. بل تكفيري.. الشيخ فلان كتب مقال يحذر منك.. سمعت أنك حازمون.. بل مفرطون.. في كلامك بذرة ضلال.. بل كذا.. بل كذا.. هكذا يصر على البحث عن الملصق.. إشكاليته الوحيدة أنه يبحث لك عن ملصق يضعه ليرتاح ويبدأ النقاش أو يرفضه!
تخبره أن ينظر لكلماتك وينتقدها أويمدحها.. لكن في الأغلب سينتقدها بعنف! لماذا؟ لأنه مرتاب! لأنه غير قادر على رؤية الملصق الذي سيريحه!
لو اكتشف يوماً أن الملصق فيه شعار معين هو تابع له فستنقلب اللهجة تماماً! سيفخر في كل مكان بالملصق الموجود على جبهتك الذي عليه شعار الجماعة أوالحزب التابع له!
{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 32] نراها على أشدها! لا يفهم أحد كلمة (إسلامي) أبداً! أن تطالب بالشريعة دون ملصق هذا عذاب للحزبيين.
عمرو عبد العزيز
- التصنيف: