بعد اقتراب النصر .. روسيا وأمريكا يتصارعان على سوريا
.. وبعد أن اقتربت المقاومة من تحقيق النصر على الطاغية تتحدث الآن أمريكا عن تدخل عسكري لإنقاذ سوريا وتتخلى روسيا في المقابل عن دعمها القبيح للأسد في مسعى من كل منهما للسيطرة على الحكم في البلاد قبل أن يأتي الإسلاميون .
بعد ما يقرب من عامين ذاق فيها الشعب السوري أقسى ويلات الحرب التي شنها نظام بشار الأسد من قتل وتعذيب وتشريد دون أن يحرك الغرب ساكنا إزاء هذا العدوان السافر.. وبعد أن اقتربت المقاومة من تحقيق النصر على الطاغية تتحدث الآن أمريكا عن تدخل عسكري لإنقاذ سوريا وتتخلى روسيا في المقابل عن دعمها القبيح للأسد في مسعى من كل منهما للسيطرة على الحكم في البلاد قبل أن يأتي الإسلاميون .
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يعمل "جاهداً" على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في سوريا سيساعد في حل الصراع الدامي أم أنه سيؤدي الى تفاقم الأمور، دون أن يوضح كيف ستتفاقم الأمور أكثر من ذلك وقد قتل أكثر من 60 ألف سوري وشرد مئات الآلاف .
وتساءل أوباما عن الحل الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد سقوط نظام الأسد الذي أوشك بالفعل على السقوط دون دعم غربي أو عربي وإنما بفعل ضربات المقاومة التي أنهكت قوات النظام السوري.
وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كانت مواقفه بين الاقوى في دفاع موسكو عن النظام السوري،أن بلاده لم تبد إعجابها بالنظام السوري ولم تؤيده بل إن كل ما تعمل لأجله هو استقرار الوضع في سوريا وتهيئة الظروف لكي يقرر السوريون بأنفسهم مصير قيادتهم وشعبهم وبلادهم!.
وجاء موقف لافروف غداة موقف لافت لرئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي اعتبر أن فرص الأسد بالبقاء في السلطة تتضاءل يوماً بعد يوم.
ومنذ بدء الانتفاضة السورية قبل عامين، ظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين داعماً للأسد على نحو مطلق، على الرغم من التصريحات التي تفيد عكس ذلك. فقد زود الأسد بالأسلحة، ووفر له الحصانة في مجلس الأمن الدولي، ووافق على استيعاب النفط الخام السوري مقابل منتجات النفط المكرر لدعم اقتصاد البلاد وجيشها، وقدم القروض لتفادي إفلاس سوريا.
وهاهو وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يحذر صراحة من احتمال سقوط سوريا في أيدي الإسلاميين "المتشددين اذا لم تقدم الأسرة الدولية المزيد من الدعم للمعارضة، مشددا على ضرورة التدخل العسكري في سوريا، وإلا فإن الجماعات الاسلامية مرشحة الى توسيع سيطرتها على الأرض .
وتتسابق الآن كل من روسيا وأمريكا لضمان مصالحهما في سوريا بعد سقوط الأسد من خلال الإتيان ببديل عنه يرضون عنه ويكون طوع أمرهم، مثلما حدث في أفغانستان، فروسيا لها مصالح في سوريا كبيرة، تشمل القاعدة العسكرية الوحيدة لها على البحر الأبيض المتوسط والتي تقع في ميناء طرطوس على الساحل السوري، وصفقات الأسلحة الضخمة مع النظام السوري، واتفاقات التعاون الإقتصادي في مجالات التنقيب عن الغاز والنفط.
كما تخشى الإدارة الروسية أن يعزز تنامي حضور القوى الإسلامية في الشرق الأوسط، والذي تمّ عبر الثورات ما تسميها بالنزعة الانفصالية للجماعات الإسلامية في دول الاتحاد السوفياتي السابق، مثل أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان في القوقاز، خصوصا أنّ تجربة الشيشان ما زالت راسخة في الأذهان.
وبدورها تخشى واشنطن على مصالح حليفتها "إسرائيل" والتي تعلم أنه بسقوط الأسد سيخسر "الإسرائيليون «عدوا عاقلا»، وحارسا أمينا، لذا ستحرص أمريكا على أن تأتي ببديل يكون خائنا للقضية الفلسطينية والعربية، مثلما كان الأسد الابن والأب.
وتأمل " إسرائيل" في قيام نظام بديل منهك من المعارضة على دولة مدمرة وأرض محروقة، أو انقسام الدولة واستمرار المعارك بين السوريين، أو احتمال آخر بقاء الوضع كما هو، حيث الأسد في دمشق والمعارضة تقاتله، وتبقى الحرب كرا وفرا لزمن طويل.
إيمان الشرقاوي - 17/3/1434 هـ
- التصنيف:
- المصدر: