هل أتاكم خبر العجوز ؟!

منذ 2006-02-16

لما صليت فجر الجمعة وخرجت من المسجد جاء إليّ أبو إبراهيم، أحد جماعة المسجد، وقال لي: يا أبا عبد الله، لقد حدث لي البارحة حدث هزّ مشاعري، وأنزل الدمع من عينَيَّ..
فقلت: ما خبرك؟ وما قصتك؟

قال: خرجت البارحة أنا وزوجتي لقضاء حوائج من السوق.. وبينما كنت أسير وأتجول أصابني التعب وهدني الإرهاق.. فقلت لأم إبراهيم: دعينا نرتاح قليلاً.. فجلسنا سوياً.. وأثناء جلوسنا حصل الموقف الذي أذهلني...

فقلت: رعاك الله.. ما هو؟

فسكت برهةً من الزمان ثم تكلم قائلاً: جاءت إلينا امرأة كبيرة السن، ووضعت في أمتعتنا التي أمامنا ورقة ثم انصرفت!!
فقلت لأم إبراهيم: يا ترى.. ما سر هذه الورقة؟
فلما فتحتها، وجدت فيها رسالة مكتوبة بخط اليد، ومصوّرة، تدعو إلى مقاطعة المنتجات الدنمركية!!
هنا انتهى كلام الأخ الكريم لي..

فتنفست الصعداء.. وجال في خاطري الكثير من التساؤلات..

امرأة كبيرة السن، لم يمنعها كبرها أن تقدم ولو شيئاً يسيراً في الدفاع عن نبيها صلى الله عليه وسلم والذبّ عنه.. فأين الذين يملكون أكثر من ذلك ولم يصنعوا شيئاً لنبيهم صلى الله عليه وسلم؟!!

امرأة كبيرة السن..عرفت قدرتها، فصوّرت تلك الورقة، وقامت بما تستطيع.. فهل قمنا نحن بما نستطيع لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم؟!!

امرأة كبيرة السن.. تحركت وصوّرت ودارت على الناس لنصرة نبيها.. تدعو إلى مقاطعة بضائع الأعداء.. وبعض تجارنا -هداهم الله- لا يزال متمنعاً عن المقاطعة خوفاً على مصالحه الدنيوية؟!!

امرأة كبيرة السن.. لم تكتفِ بالحوقلة والاسترجاع، والسب والشتم دون أن تقدم شيئاً؛ بل قامت بتوزيع الورقة تدافع عن نبيها صلى الله عليه وسلم وتنصره قدر استطاعتها!!

يا لله.. على عظمة هذا الدين!
هكذا يربي الإسلام المسلمين.. أن يفعل المسلم ما يستطيع لنصرة دينه ونبيه، وإن كان ذلك العمل حقيراً في أعين الناس، إلا أنه عظيم عند الله تعالى. وما خبر المرأة التي كانت تقمُّ المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عنا ببعيد؛ فتنظيف المسجد والعناية به أمر في أعين بعض الناس صغير، ولكن مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم لا تحقّر أي عمل ولو إزالة الأذى عن الطريق!!

ويُعطي صلى الله عليه وسلم أصحابه درساً عملياً في عدم الاستهانة بالأعمال: فكل يقدم ما يستطيع. لما ماتت تلك المرأة، لم يخبر الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بوفاتها، فدُفِنَت بعد أن صلّى عليها مجموعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. عندها فقدها النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عنها، فقالوا إنها ماتت ودفنت.. هنا، أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وقال لهم: هلاّ آذنتموني.. فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبرها وصلى عليها.


فرحم الله من ذبّ عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصر سنّته، وجعله ممن يرد حوض نبيه ويحشر في زمرته.

المصدر: شبكة نور الإسلام
محمد بن عبد الله الهبدان

محمد بن عبد الله الهبدان

إمام و خطيب جامع العز بن عبدالسلام في الرياض

  • 29
  • 1
  • 24,989
  • nada

      منذ
    vive l islam et les musulmans
    0 0 رد التقرير
  • احمدعلى يوسف

      منذ
    [[أعجبني:]] همة المراه العجوز
    0 0 رد التقرير
  • assy

      منذ
    [[أعجبني:]] أريد أن أبكيأريد أن أبكيأريد أن أبكيأريد أن أبكي [[لم يعجبني:]] أريد أن أبكيأريد أن أبكيأريد أن أبكيأريد أن أبكيأريد أن أبكي
    0 0 رد التقرير
  • خديجة

      منذ
    [[أعجبني:]] هو انه فى هذه الرساله يحاول اشغال فكر من حوله بتلك المراه العظيمه التى قدمت ما اعانها الله عليه للرد على ما قامو به من استهزاء للرسول [[لم يعجبني:]] لا يوجد شيء لم يعجبنى لان كل ذلك هو محاوله من الناس لرد الاذى عن الرسول ولكن اريد معرفة اي شيء اخر نقوم به للدفاع عن الرسول
    0 0 رد التقرير
  • عصام الدين احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] حب الجميع للرسول صلى الله عليه وسلم [[لم يعجبني:]] لم يذكرنا أحد من علمائنا الافاضل بحقيقة نصرة النبى فالمقاطعة شىء بسيط ولكن أين نصرة نبينا فى بيوتنا وشوارعنا واسواقنا ومعاملتنا وافرحناواحزنا الان فى ماذا يفكر المسلم وما الذى يفرحه وما الذى يحزنه ارى ان جميع المسلمين الا من رحم الله وعصم اصبحوا يتبعوا غير سيرة خير خلق الله لذلك فالدنمارك وغيرها لم يروا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوا عنها فلذلك هذا دورنا كمسلمين. أرى ورائيى متواضع أن ننصر نبينا باتباع سنته وصلى الله وسلم عليك يا حبيبى يا رسول الله
    0 0 رد التقرير
  • ahmed

      منذ
    [[أعجبني:]] حاسبوا انفسكم قبل ان تحسابوا ورجعوا انفسكم حتى تنصروا حبيبكم وننظر لما نحن مقصرين به ونصحصحه
    0 0 رد التقرير
  • محمود شعبان

      منذ
    [[أعجبني:]] يا الله، ما أعظم هذا الدين. و الله لينصرن الله دينه و لو كره الكافرون.
    0 0 رد التقرير
  • الهشام

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني حال هذه المسلمة و فطنة صاحب المقال إلى حقيقة أن المسلمين البسطاء يقدمون أحيانا أكثر مما يقدمه بعض من يتقلدون المسئولية. بارك الله في المسلمين
    0 0 رد التقرير
  • ابو عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] كل شيئ في هده المفالة جدا اعجبني هده كبيرة في السن ارادات ان تنصر نبينا صلى الله عليه وسلم وما نحن الشباب لا نستطيع ان نقول شيئا والكثير من كبار المسؤولين اطالب جميع شباب الامة ان يهبو لنصرة نبيهم باتياع سنته واثاره وما امر به وما نهى عنه في جميع امور حيا تنا لا ان يقولوا هده سنة هده سنة
    0 0 رد التقرير
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] تحرك الامة من اجل نصرة النبى بكل ما اوتيت من سبل [[لم يعجبني:]] تقاعس الشباب عن هذه المهمة والستهانة بهذا الامر الذى هو عند الله عظيما
    0 0 رد التقرير

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً