كُن مفيداً للآخرين

منذ 2013-02-12

لكل مِنَّا عيوبه الفريدة وجميعنا جِرارٌ مُشقّقة. ولكن كيف نتعامل معها؟؟

 

كان لحامل ماء في بلاد ما جرّتان كبيرتان معلقتان على طَرفي عصا يحملها على رقبته ينقل بهما الماء للملك، وكانت إحدى الجرّتين مشققة بينما الأخرى سليمة تُعطي نصيبها من الماء كاملاً بعد نهاية مشوار طويل من النبع إلى البيت، أما الجرّة المشققة دائماً ما تصل في نصف عبوتها استمر هذا الحال يومياً لمدة عامين، وكانت الجرّة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها وقد كانت الجرّة المشققة خَجِلة من عِلتها وتعيسة لأنها تُؤدي فقط نصف ما يجب أن تُؤديه من مهمة.

 

وبعد مرور عامين من إحساسها بالفشل الذريع خاطبت حامل الماء عند النبع قائلة "أنا خجلة من نفسي وأود الاعتذار منك إذ أني كنتُ أُعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يُسبب تسرُّب الماء طيلة الطريق إلى منزلك ونتيجة للعيوب الموجودة فيّ تقوم بكل العمل ولا تحصل على حجم جهدك كاملاً". شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة وقال في غمرة شفقته عليها: "عندما نعود إلى منزل السيد أرجو أن تُلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر".

 

وعند صعودهما الجبل لاحظت الجرّة المشقوقة بالفعل أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر، وقد أثلج ذلك صدرها بعض الشيء ولكنها شعرت بالأسى عند نهاية الطريق حيث أنها سرّبت نصف حمولتها واعتذرت مرةً أخرى إلى حامل الماء عن إخفاقها والذي قال بدوره: "هل لاحظتِ وجود الأزهار فقط في جانبكِ من الممر وليس في جانب الجرّة الأخرى؟ ذلك لأني كنتُ أعرف دائماً عن صدعُكِ وقد زرعتُ بذور الأزهار في جهتكِ من الممر وعند رجوعي يومياً من النبع كُنتِ تعملين على سقيها ولمدة عامين كنتُ أقطف هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة، ولو لم تَكوني كما كُنتِ لما كان هنالك جمال يُزيِّن هذا المنزل".

الدرس الأخلاقي هنا:

1) أنه لكل مِنَّا عيوبه الفريدة وجميعنا جِرارٌ مُشقّقة.

2) هذه الشقوق والعيوب في كل واحدٍ فينا، هي التي تجعل حياتنا مشوِّقة ومكافئة.

3) وجب عليك أن تقبل كل شخص على ما هو عليه.

4) انظر إلى الجانب الطيِّب في كل شخص فيه عيوب.

5) لو لم تكن الجِرار المشققة في حياتنا لكانت الحياة مملة وأقل تشويقاً.

6) البعض يكون مفيداً لشخصٍ واحد والبعض يُفيد المجتمع.

7) لا تستعجل في الحكم واقرأ ما بين السطور.

8) يجب ألا يقل حبك للأرض والبيئة عن حبك للناس.

9) لا تخدعك المناظر منذ الوهلة الأولى.

10) لا تستسلم لواقعك المؤلم.

التطبيق العملي:

1) عرّف بما تعرف أي اعرض خدماتك على الآخرين.

2) المساعدة الآن، النصائح والاستفسارات لاحقاً.

3) لا تنعت من تُساعِده بالغباء.

4) علّم ولا تُكلّم: حاول أثناء إصلاحك للمشكلة أن تُحدِّث صاحب المشكلة وتُخبِره ماذا تفعل؟ ولماذا؟.

5) تعلّم متى تتوقف عن المساعدة، فبعد إصلاح المشكلة اجعل صاحب المشكلة يتولى الأمر.




معين آل ترك

 

  • 7
  • 0
  • 1,978

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً