مصير الثورة السورية بعد القصير

منذ 2013-06-18

إن معركة القصير لم تنته بعد وإن انسحب الجيش الحر من كثير من المناطق فيها تكتيكيا، بعد أن تكالب عليهم الأعداء إلا أن الثوار حولوا طريقتهم في القتال إلى حرب عصابات وهي طريقة ناجعة وتسبب خسائر كبيرة في صفوف مليشيات حزب الله وقوات الأسد.. لقد أثبت الجيش الحر عظم ثباته وصبره في المعارك وليس أدل على ذلك من اعتراف الأمين العام السابق لحزب الله (صبحي الطفيلي) الذي أكد أن حزب الله تكبد خسائر كبيرة جدا في القصير، وأنه لقي هزيمة قاسية..


فرح الشيعة كثيرًا داخل لبنان وخارجه بما آلت إليه المعارك في مدينة القصير السورية الباسلة، واعتبروها عنوانًا على فشل الثورة ضد نظام الأسد الغاشم، بل وفشل السنة في كبح جماح الشيعة في المنطقة.. والأكثر من ذلك رأوها خطوة في سبيل احتلال عدد من دول الجوار، وإقامة دولتهم الشيعية فيها ومن ثم إعلان إمبراطوريتهم الماجوسية الفارسية..

إن المحزن في الأمر أن الشيعة ومن ورائهم طهران يعرفون هدفهم جيدًا، ويسعون إليه بجد واجتهاد رغم الباطل الذي يعتنقونه، بينما نرى الدول العربية السنية تكتفي بالتصريحات وتشاهد المخطط الشيعي وهو يقترب منها رويدًا رويدًا دون اتخاذ الإجراءات العملية المناسبة لإيقافه، لقد صدق الشيخ (الجوزو) مفتي جبل لبنان الذي أرجع ما حدث في القصير إلى خيانة عظمى تعرض لها الجيش الحر من الذين تخلوا عنه، وتركوه بلا أسلحة وذخيرة رغم شدة الحصار وشراسة المحاصرين الذين ظهرت طائفيتهم بعد دخولهم المدينة ورفعهم علم (يا حسين) على أشهر مساجدها وهو مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يكنون له العداء والبغضاء، وهي إشارة واضحة للمخطط والأهداف التي يرمي إليها الحزب الطائفي..

إن معركة القصير لم تنته بعد وإن انسحب الجيش الحر من كثير من المناطق فيها تكتيكيا، بعد أن تكالب عليهم الأعداء إلا أن الثوار حولوا طريقتهم في القتال إلى حرب عصابات وهي طريقة ناجعة وتسبب خسائر كبيرة في صفوف مليشيات حزب الله وقوات الأسد.. لقد أثبت الجيش الحر عظم ثباته وصبره في المعارك وليس أدل على ذلك من اعتراف الأمين العام السابق لحزب الله (صبحي الطفيلي) الذي أكد أن حزب الله تكبد خسائر كبيرة جدا في القصير، وأنه لقي هزيمة قاسية..

والكلام ليس فيه أدنى مبالغة لأن الحرب كر وفر والعبرة بالنهاية، وما يحدث من حركة طالبان في أفغانستان يؤكد ذلك، فقد ظن الكثيرون أن قوات الاحتلال استطاعت السيطرة على البلاد بعد معارك سريعة، والآن وبعد مرور أكثر من 10 سنوات يتبين أن طالبان هي المنتصرة، وقوات الاحتلال تعترف بذلك ضمنيا عبر سعيها للحوار والتفاوض..

إن الجيش الحر أراد أن يرسل رسائل عديدة بعد أن وسع هجماته على جبهات عدة ضد قوات الأسد من أهمها: إنه مستمر في جهاده، وأن الخذلان الذي يجده من القريب والبعيد لن يكسر من عزيمته وأنه قد يغير من طريقته القتالية ولكنه لن يتخلى عن حلم الثورة والقضاء على العلوي المجرم.. إن العرب لا زالت أمامهم فرصة كبيرة لتجاوز أخطائهم وإيقاف الغزو الشيعي الذي إذا انتصر في سوريا فلن يقف إلا وقد اجتاح عواصم عديدة..

لا يمكن أن نتفهم الموقف العربي كموقف تابع للغرب أو لمجلس الأمن، فكلاهما لا يهمه السنة ولا الدول السنية فالمسألة مجرد مصالح قد تتحقق مع إيران وسوريا وحلفائهما كما حدث عند غزو العراق...

إن الصفقات الغربية المريبة التي تجري داخل الأروقة السرية والغرف المغلقة الآن برعاية أمريكية روسية لا يمكن أن تنصف أهل السنة؛ لأنهم ببساطة لا يجدون من يقف بقوة إلى جوارهم كما تقف إيران بقوتها بجانب الأسد، ضاربة عرض الحائط بالتصريحات والتهديدات الغربية ليس لأنها شجاعة وقوية ولكن لأنها تعلم كيف تسير الأمور مع الغرب، وتعرف كيف تتفاوض معه، كما تعلم جيدا مصدر نفوذها وقوتها ولا تقبل بالتنازل عنه.. إن معركة القصير فضحت ضعفنا وهواننا وخذلاننا لإخواننا، إلا أنها في نفس الوقت أبرزت صورة رائعة للشعب السوري الأبي الذي يرفض الركوع لغير الله.

خالد مصطفى
 

  • 0
  • 1
  • 3,095

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً