رمضان عذراً إن عصى الشعر

منذ 2013-06-27

رمضان شهر المغفرة...

أيا رمضان الخيرِ عذراً، عصى الشعرُ *** فلم يترنم مثلما يوجب الأمرُ
وكيف لشعري أن يسيل عذوبةً *** بمدحك والأرزاء في أبحري كُثْرُ

وكيف القوافي فيك أزجي عصيَّها *** وأحوالنا تُزري، وأفعالنا نكرُ؟!
وأين الخيال الحر؟ أنى لنا بهِ *** وفي القلب همٌّ لا يرام لهُ حسْرُ

تهبُّ الرياح الذارياْتُ بداخلي *** فتترك نفسي بلقعاً ما بهِ زهرُ
تراوحني في كل حين فجاءةٌ *** كأني فلاة ليس في رملها سدرُ

فيا خير شهرٍ لا تلمني لأنني *** أعاني جروحاً لا يعالجها الصبرُ!
أتيتَ إلينا والكراماتُ قد خَبَتْ *** ومن أين تأتينا وقد أورق الشرُّ؟

نصلي؟ نعم! لكن صلاة بلا تقى *** ونأمر بالفحشاء إذ وجب الطهر!
نصوم؟ نعم! لكن صياماً عن القِرى *** ولذاتنا تمتد إذ يطلع الفجرُ!

وفي الأرض إخوان لنا كلُّ حلمهم *** بقايا إدامٍ يستقيم بها الظَّهْرُ!
كأن مجاعات الدنا كلها قوَتْ *** بدورهمُ..أو حلّ مِصْرَهمُ الفقرُ

نحجُّ؟ نعم! لكن لمجلس عصبةٍ *** ونطلب منه الأمن إن يُهتكُ الستر
فلا عصبة (الفيتو) أعادت أماننا *** ولا الدبُّ واسانا، ولا الأقرعُ النسر!

أتيت إلينا، صُبحنا مثل ليلنا *** فأجواؤنا سودٌ وأجفاننا جمرُ
فيا رمضان العتق ذلت رقابنا *** إلى اللهِ نشكو: ربَّنا مسنا الضرُ!

تداعتْ علينا أمّةٌ بعد أمةٍ *** وعشش فينا اليأس والضَّعْف والذُّعْرُ
وليس لأهلينا سراةٌ وإنما *** بُلينا بجندهم علينا المُدى الحُمرُ

إذا المرء صلى الفجر قالوا: مُخَرِّبٌ! *** وإن عاقر الصهباء قالوا: فتىً حرُّ!
وإن رتل القرآن قالوا: مضللٌ! *** وإن حالف الشيطان قالوا: له الشكرُ!

همُ قد أضاعوا (قدسنا) بل كياننا *** فوا ذلّ شعبِ عمرُهُ كلهُ قهر!
أتيت إلينا، والمصائب جمَّةٌ *** فآلامنا مَدٌّ وآمالنا جَزْرُ!

وأوراقنا صُفرٌ بلون جلودنا *** وأشرارنا كُثْرٌ، وإنجازنا صفر!
فواعجباً إن فارق الخيرُ أرضنا *** وواعجباً إن عربد الشركُ والكفر

وواعجباً أن يهدم البغيُ مسجداً *** وأن يصبح الهندوس هِرُّهم نمْرُ
وواعجباً أن ندمن العار والخنا *** وواعجباً أن يكثرَ الفرُّ لا الكَرُّ

وواعجباً أن يسحق الصِّرْبُ قومنا *** وواعجباً أن يكثرَ البَقْرُ والجزْرُ
نذبَّح مثل الشاة في كل موضع *** ونُسلخُ أحياءً وتغلي بنا القدرُ!

وتُرمى إلى الخنزير عمداً لحومُنا *** ويأكل منها الكلبُ والذئب والنسر!
فيا رمضان القدر قد ضاع قدرُنا *** وأظلمت الدنيا، ونهتف:يا بدر؟

ولا بدرَ، لا حطين، لا أيَّ بارقٍ لنصرٍ*** تُرى من أين يأتي لنا النصر؟
إذا نحن لم نغسلْ من الرجس أنفساً *** فخير مكانٍ يرتضينا هو القَبْرُ!


محمد عبد القادر الفقي
 

المصدر: نقلاً عن الشبكة الإسلامية
  • 1
  • 0
  • 1,283

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً