وهكذا ظهر الشيطان الذي بداخله!
راسلتني إيمان حجاب برابط (تجربة ملجرام) في موسوعة ويكيبيديا صارخة كاتبة: "لهذا قلت إنهم ليسوا من بني البشر!"...
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
راسلتني إيمان حجاب برابط (تجربة ملجرام) في موسوعة ويكيبيديا صارخة كاتبة: "لهذا قلت إنهم ليسوا من بني البشر!".
فتحت الرابط لأجد هذا (الملجرام) قام بتجربة تهدف إلى معرفة مدى إمكانية قيام الشخص العادي بعمل لا أخلاقي تحت ضغط -أو قل غطاء- سلطوي!
كانت التجربة قائمة على ثلاث أشخاص: شخص يقوم بدور المشرف، وشخص يُمثّل دور مشارك -غير أنه في الحقيقة ممثل- يؤدي دور المعاناة والصراخ، والثالث هو المشارك -موضوع التجربة- وهو الوحيد الذي لا يعرف أهداف التجربة!
المشارك سيقوم بدور المعلِّم دومًا عن طريق قرعة وهمية، والممثل سيقوم بدور الطالب، سيُلقِّن المعم الطالب كلمات فإذا أخطأ يضغط المعلم زرًا ليصيبه بصاعقة كهربية تبدأ من 45 فولت وتتزايد شدتها مع كل خطأ! يذوق المشارك شدة الـ 45 فولت. ويُلمّح الممثل إلى أنه يعاني من اضرابات قلبية ما، ثم يجلس كل واحد في غرفة منفصلة، وتبدأ التجربة.
ما هي نسبة المشاركين الذين يمكنهم ارتكاب جريمة لا أخلاقية؟
- مريم تفضلي حبيبتي هذا الرابط وأخبريني رأيكِ!
- النسبة عالية جدا! لكن ألا ترين معي أنه أغفل عامل الدّين في تجربته؟! أظن عامل الدّين سيقلب النتائج رأساً على عقب.
دارت في ذهني عبارة مريم.
صحيح؛ لقد أغفل عامل الدين! إنه عامل -عادة- غير مؤثر في تجارب الغرب الميدانية المتعلِّقة بعلم الاجتماع.
يُفترَض أننا لو قمنا بنفس هذه التجربة في البلاد الإسلامية سنجد من البداية امتناع المشارك عن إيلام مريض القلب -أو غير مريض القلب- بزعم ممارسة تجربة غير معروفة الأهداف! إن الجرائم اللاأخلاقية تكاد تكون معدومة في المجتمع الإسلامي السليم.
ردد معي: المجتمع الإسلامي السليم لا السقيم!
أقول يمتنع عن إيلام؛ إذن لا ينبغي أبداً أن يصل لمرحلة ظن التعذيب أو القتل من باب أولى!
حسنًا، دعونا نطابق معطيات هذه التجربة في أحداث مصر.
كانت الدعوة إلى النزول يوم 30-6 بعد أحداث العنف المتتالية من المعارضة من حرق مقرات الإخوان وقتل أفراد منهم على مستوى الجمهورية في مواجهات مسلحة من طرف واحد.
كيف عرفت أنها مسلحة من طرف واحد؟ الأمر بسيط: انظر من الذي قُتِل!
حسنًا! أحداث عنف يدخل فيها (البلطجي) إلى قسم الشرطة ليخرج من الباب الآخر دون أي إدانة أو تعنيف! اضطهاد وتحيُّز فج وتخلي عن أدنى المبادئ الأخلاقية. يعرض فيها المجرم على النيابة ليحصل على البراءة دون عناء أو محاولات تخفيف! وظروف ضغط إقتصادية ثبت جزمًا أنها مفتعلة لإثارة الشعب! وضغط إعلامي لو رآه جوبلز النازي صاحب نظرية الكذبة الإعلامية الكبرى لجلس كالتلميذ الخائب في الصفوف الأخيرة يتعلم منهم في انبهار!
كانت الدعوة من مؤسسات دولة مبارك العميقة في الواقع ضد رئيس منتخب!
تقولون إنه فاشل؟ تقولون أنه أخفق في إدارة الأزمة؟
أقول لكم: كان يمكن سحب الثقة عن طريق أغلبية مجلس الشعب الذي رفضتم بإصرار خوض انتخاباته وأصررتم على جرِّ البلاد إلى فوضى بنزولكم في حماية -بل دعوة- الداخلية للنزول. وهذا هو دور المشرف أو (غطاء السلطة) في مطابقة تجربة ملجرام على مصر!
هل كانوا مدركين أنه إذا نجحت ثورتهم المزعومة هذه سيكون هناك حملة اعتقالات واسعة وعودة لجهاز أمن الدولة؟ هل كانوا مدركين أنه سيكون هناك قتل وسحل في الشوارع لمن يؤيد الرئيس؟!
نعم كانت هناك شريحة كبيرة يعلمون ذلك، لكنهم تجاهلوه! وهناك من كان ردّه على طريقة: الإسلاميون هم من قَبِلوا خوض التجربة وفشلوا...
إذن: أحسن (يستاهلوا)! هناك من لم يدرك فداحة فعله كما ينبغي لكنه لم يسمح لصوت الضمير أو همهمات الحوار مع الآخر أن توقظ شيئًا من عقله أو منطقه!
إذن يمكنني أن أجزم أن من نزل يوم 30-6 عامل الدين عنده غير مؤثر لدرجة مهمة في تصرفاته، لنقل أنه ممن يعتنق فكرة أن الدين في القلب فقط ولا ينبغي أن يسيطر أو يؤثر في منظومة الحياة!
من الآن لا تحدثني عن تعميم أسطورة الشعب المصري المتدين بطبعه!
لقد قَبِلت شريحة واسعة خوض تجربة ملجرام بكامل إرادتهم! عالمين أنهم سيسببون ألمًا بقوة 45 فولت لإنسان عنده (اضرابات قلبية)! هذه الاضطرابات القلبية تكافئ في التجربة المصرية سابق عهد الأمن وتصرفاته مع الإسلاميين، أو استمرارية منظومة الفساد في مؤسسات الدول، وإن شئت فقل: "كلاهما بل وغير ذلك!".
في تجربة ملجرام كان العامل المادي مؤثرًا ولا شك، إن المشارك يحصل على مقابل مادي في الساعة!
في تجربة مصر لدينا شريحة تعمل بمقابل مادي وشريحة تعمل ببطارية الشحن الإعلامي!
لكن هؤلاء ليس عندهم قضية يصمدون لها في الميادين، لقد خرجوا تحت مظلة (الغطاء السلطوي) فحسب!
إذا هلم عجّل بانقلاب عسكري حتى لا ينسحب المشارك!!
الانقلاب العسكري هل كان أمراً توقعه هؤلاء النازلون؟
نعم غالباً! من لم يتوقع ذلك هو نفسه من لم يتوقع بجدية أن تصل تجربة ملجرام إلى 100 فولت.
إذن سينسحب فورًا! إنه لن يحتمل أن يستمر في هذه التجربة.
هؤلاء المنسحبون في التجربة المصرية هم القلة الذين نزلوا لإسقاط الإخوان وليس للعودة بمصر إلى زمن العسكر ودولة القمع!
حسنًا الآن سننتقل إلى مرحلة الــ 250 فولت في تجربة ملجرام! هناك قتلى الأمر ليس مزاحًا.
مريض القلب الممثل يستغيث من خلف الحائط، إنهم يرون الدم يسيل في الشوارع نساء، أطفال، شيوخ...
المشرف يقول بحزم: استمر لا يمكنك الانسحاب! الإعلام يتحدّث عن الإرهابيين الأشرار.
المشرف يتحدّث بهدوء عن عدم مسئوليتك القانونية؛ الرجل يصرخ من خلف الحائط، الناس تحمل موتاها وأولادها ويبكون. الإعلام يقلب الحقائق لكن يأبى الله إلا فضيحتهم بتناقضهم. الناس تهتف الشارع أمامك والشهود يتحدثون! المسئولية ليست محصورة في القانون! هناك مسئولية الضمير، مسئولية موقفك يوم القيامة!
الموقف ليس منطقيًا هناك منطقة رمادية في العقل ترفض تصديق هذا الإعلام الكاذب اللامنطقي.
هناك من ينسحب، هناك من يستمر مطلقًا ضحكة وحشية إنه يضرب منطقته الرمادية التي تؤنبه بخنجر وجده في يده. ثم يردد: "إنهم يستحقون!! فليذهبوا إلى الجحيم!".
الأحمق لم يدرك أنه قتل الجزء البشري الإنساني في نفسه!
انسحب عند هذه المرحلة من لا يستطيع أن يرى الدم حتى لو لم تتضح له الصورة، حتى لو لم يدرك وحشية (الغطاء السلطوي)، حسنًا إنه ليس سليم الطوية وقد احتمل على كاهله شيئًا لا بأس به من المسئولية ولكنه لم يستطع أن يستسيغ الموقف أكثر من ذلك.
هناك أمل يا فتى! وباب التوبة مفتوح دومًا عد وراجع نفسك وابْك على خطئيتك. حاول أن تجعل دينك عاملًا مؤثرا في حياتك! نزِّه قلبك بالاستغفار، تذكّر هناك موقف يوم القيامة يوم الحسرة والندامة.
آخر مراحل تجربة ملجرام هو الوصول إلى 450 فولت.
انتهى الدرس يا غبي! ستقتل مريض القلب ذاك ولا شك بكامل إرادتك لقد ارتكبت جريمة لا أخلاقية بغطاء سلطوي، لكن أنت فقط أمام نفسك تطيع الأوامر وتشارك في تجربة ما لا تعرف أهدافها! لم تعد تنتمي إلى هذا العالم البشري. لقد تمكنت من التحول بنجاح إلى شيطان مريد!
ولقتل أي وازع ديني قد يوسوس لك من هنا أو هناك -وإن كنت أجزم يا رجل أن الدين ليس عاملًا مؤثرًا عندك أصلًا! يخرج علينا أمثال زهران ورسلان قاتلهم الله ليهتفوا في صوت رخيم: "دماءهم حلال إنهم خوارج!".
في التجربة المصرية يكافئ الـ 450 فولت: طلب تفويض على بياض لمحاربة الإرهاب!
المصطلح المشبوه المطاطي!
لقد ضربت أمريكا تحت هذا العنوان دول وشردت أهالي مسالمين!
المصطلح المشبوه الذي ضرب به الكيان الصهيوني غزة أكثر من مرة وحاصرها حصاراً مريرًا!
المصطلح المشبوه الذي يتجاهل به العالم جرائم سفاح سوريا ضد شعب مسالم!
مصطلح مشبوه ومطاطي أنت وأنا وكلنا نفهم أن الغرض منه إبادة عرقية لجيرانك وإخوانك وأبنائك وبناتك المعتصمين ضد اللانقلاب العسكري!
يبتسم في وحشية، ويده تمتد نحو زر الـ 450 فولت، ينزل ليهتف ويفوض في القتل هاتفًا: "من قال أنه يعينكم! إذن أنتم تعترفون ضمنياً أنكم إرهابيون! إذن أنتم تستحقون الموت! من أعمالكم! الشعب يكرهكم".
لقد صارت الكراهية سببًا مقنعاً للتفويض بالقتل "على بياض"!
حسنًا!
في تجربة ملجرام بلغت النسبة 50% تقريباً!
كُتب على قفاهم: غير صالح للاستخدام الآدمي!
- التصنيف:
Mahammed Hesham Agamy
منذ