الحقائق الأمريكية الإيرانية

منذ 2013-10-10

لقد أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني حسن الروحاني الأسبوع الماضي في مكالمة تعد الأولى من نوعها من 34 عام منذ قيام الجمهورية الإسلامية، ثم تبع هذا الاتصال العديد من البيانات والتصريحات من كلا الجانبين مما يشير إلى إمكانية بدء محادثات بين الدولتين.


لقد أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني حسن الروحاني الأسبوع الماضي في مكالمة تعد الأولى من نوعها من 34 عام منذ قيام الجمهورية الإسلامية، ثم تبع هذا الاتصال العديد من البيانات والتصريحات من كلا الجانبين مما يشير إلى إمكانية بدء محادثات بين الدولتين.

وعلى الرغم من صعوبة تسوية الخلافات بين الدولتين إلا أن هذه المحادثات الجديدة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ليس فقط بسبب تبني هذه المحادثات من قبل القيادات العليا و ظهورها على هذا المستوى ولكن أيضًا أصبحت هناك دوافع منطقية جغرافية جديدة تحث على مثل هذه التحركات، حيث ظهرت أمور عديدة من الممكن أن تسير في المسار الخاطئ، مثل ما حدث في الشرق الأوسط، كما أن احتمالات الفشل أصبحت مرتفعة فإيران ضعيفة و الولايات المتحدة تتجنب القتال وهناك قواعد أسوأ تعوق الوفاق.

الصعود الإيراني:

على الرغم من الوضع الاستراتيجي الضعيف لإيران الآن، هناك احتمال توجيه ضربة لها منذ 2003 خاصةً بعد الغزو الأمريكي للعراق، فقد رحبت إيران بغزو العراق لأن صدام حسين هو عدو إيران اللدود منذ الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1989، فكان سقوط النظام العراقي مرضي في حد ذاته ولكنه فتح الأبواب أمام تحول دراماتيكي فيما يتعلق بأمن إيران القومي.

لقد كانت العراق بمثابة التهديد الأول في وجه إيران بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ لأنها كانت تُشكل الجهة الوحيدة التي من الممكن أن توجه أي ضربة محتملة ضد إيران، لكن أي نظام عراقي موالٍ لإيران أو حتى محايد لا يمثل أي خطر على أمن إيران القومي.

وبعد ذلك تسبب الغزو الأمريكي للعراق في خلق فجوة كبيرة لم يستطع جيش الولايات المتحدة ملء هذا الفراغ، وقد توقع الإيرانيون ذلك فعملوا ذلك دعم العناصر العراقية الشيعية المؤيدة لإيران قبل 2003 ثم صنعوا ميلشيات مسلحة منهم بعد 2003، وهكذا تورطت الولايات المتحدة في حرب ضد متمردي السنة و تحركت الأغلبية الشيعية إلى ملء الفراغ.

وما لبثت الولايات المتحدة إلا و أدركت التهديدات الجديدة من الجانبين حيث وجدت نفسها تقاتل في جبهتين، ضد متمردي السنة وميلشيات الشيعة، فكان هدف حملة 2007 وزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق بهدف تخليص نفسها من الحرب مع السنة، وإعاقة الشيعة، فحققت الولايات المتحدة نجاحاً كبيراً في تخليص نفسها من الحرب مع السنة، ولكنها تأخرت كثيراً في إعاقة الشيعة، وبانسحاب أمريكا من العراق لم يوجد سوى الشيعة (ليس كلهم من إيران) يمتلكون القدرة على ملء الفراغ السياسي، ومن ثم لم يعد هناك شيء تخشاه إيران منذ سقوط العراق، وأصبح من الممكن السيطرة عليها، وكان هذا أيضاً نصراً استراتيجياً كبيراً لإيران التي هزمت من العراق في 1989.

لقد تمكنت إيران من صرف انتباه الولايات المتحدة إلى الحرب، والتصدي لمتمردي السنة، مما فتح الباب أمامها للسيطرة على العراق، الأمر الذي أظهر طموح طهران بصورةٍ كبيرةٍ، فالعراق مدمرة، والولايات المتحدة منسحبة من الإقليم، ولكن ها هي المملكة العربية السعودية انبثقت كتحدي رئيسي كبير يهدد أحلام إيران بالرغم من امتلاك طهران الآن ما تتحدى به الرياض.

فإيران متحالفة مع سوريا، ولديها قوة كبيرة تدعمها في لبنان وهي حزب الله، وقد برزت مخاطر المد الإيراني في أواخر الألفينيات، من المجتمعات الشيعية في غرب أفغانستان على طول الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط، وكان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لديه رؤى واقعية إلى حدٍ ما حول النفوذ الإيراني على طول الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية، الأمر الذي غير تماماً موازين القوى في الإقليم.

وقد كان الرئيس السوري بشار الأسد على استعداد للمواءمة بنفسه مع إيران ولم تكتنفه أي مخاوف حول كون دولته تابعة لإيران ولكنه تخوف بعد ذلك من مدى تطور الصعود الإيراني، وبعد ذلك حسمت ثورات الربيع العربي الأمر لا سيما الثورة السورية ضد نظام بشار، لقد كانت العلاقة قبل ذلك بين سوريا وإيران متناسبة، أما الآن فقد أيقن الأسد حاجته الماسة إلى الدعم الإيراني، ومن ثم قويت شوكة طهران فإذا استطاعت طهران الحفاظ على نظام الأسد فسيستمر كنظام ضعيف مضطرب وعلى العكس سيستمر الصعود الإيراني في الاندفاع بقوة.

وعلى الصعيد الروسي، فضلت روسيا أيضاً رؤية دعم إيران، أولاً: لأن الروس كانوا يقاتلون أهل السنة في شمال القوقاز ولديهم تخوفات من ظهور قوة سنية "متطرفة" في أي مكان خاصةً في أكبر جمهورية روسية تقع تحت سيطرة السُنيين. ثانياً: لأن نفوذ المد الإيراني لن يؤثر فقط على المملكة العربية السعودية ولكن أيضاً ستدفع الولايات المتحدة إلى إعادة الانخراط في الإقليم لحماية حلفائها و الكيان الصهيوني، فالروس قد تمتعوا بالحرية النسبية منذ 2001 بعد أن ظهرت نوبات توتر الأمريكيين من العالم الإسلامي، الأمر الذي أدى إلى خلق أزمة استراتيجية أمام الولايات المتحدة، وهذا يتناسب تماماً مع أهداف موسكو، فالروس إذاً المحتمين بإيران من خطر الولايات القوقازية، لم تعد لديهم مخاوف من الإيرانيين وهكذا أصبح الروس على استعدادٍ دائم للانضمام إلى إيران ودعم نظام الأسد.

فيما تتجلى مشكلة الأسد في عدم قدرته على فرض حكمه على سوريا، فهو لم يسقط، ولكنه أيضاً لم يفز، ثم أعقب ذلك حربٌ أهليةٌ طويلة المدى، بينما استطاع الإيرانيون بسط نفوذهم على العلويين وسرعان ما تهدد حلم المد الإيراني حتى البحر الأبيض المتوسط بسبب عقبة الأزمة السورية، ومما يثبت صحة ذلك تضاعف مقاومة السنة ضد الشيعة في العراق، كما أن الأزمة السورية بحاجةٍ إلى القضاء الحاد والسريع على متمردي السنة في سوريا وهذا لم يحدث، ولم يعد من المضمون أيضاً استمرار قوة مقاومة نظام رئيس الوزراء العراقي نور المالكي ضد أهل السنة.

سقوط الحلم الإيراني:

في عام 2009، بدا بشكلٍ كبيرٍ أن التوافق الإيراني الروسي سيثمر عن مد إيراني كبير في المملكة العربية السعودية، لكن في عام 2013 تحطمت هذه الرؤية ومعها رؤى كثيرة أخرى مكلفة بما في ذلك رؤية الرئيس نجاد وحلفائه في إيران، مما أدى إلى إعادة تقييم الوضع الاستراتيجي الإيراني وبرنامجها النووي.

وتكمن رؤية ستراتفور في أن إيران لديها مصلحة أقل في الحصول على أسلحة نووية، بدلاً من تملك برنامج ينتج هذه الأسلحة، مما يعني أن تملُك إيران لمجرد حفنة من الأسلحة النووية هو أسوأ سيناريو أمام إيران، لأنها قد تجد نفسها أما سيل من الهجمات الصهيونية أو الأمريكية التي لا تقدر إيران حينها على التصدي لها، لكن تملك إيران لبرنامج نووي يسمح لها بإنتاج هذه الأسلحة وتطويرها وجعلها دولة ذات سلطة يعطي الإيرانيين ورقة مساومة قوية، وتصرف انتباه الولايات المتحدة وإسرائيل عن نفوذ المد الإيراني المتزايد، وأنا أعتقد أن أمنية أحمدي نجاد كانت توفير غطاء أو ضمان لاستمرار نمو هذا التمدد، وأن يملك أسس قوية تسمح له بطلب ما يريد من المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي، وتداول ورقة البرنامج النووي الإيراني أمام الولايات المتحدة حتى تعترف به، و إجبارها على احترام التوازن الإقليمي الجديد، حقيقةً، في حين تخوف الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني من هاجس القنبلة الإيرانية كان الإيرانيون ينجزون خطوات كبيرة في تطوير الطاقة الأكثر تقليدية.

لقد كانت استراتيجية إيران الإقليمية في حالة من الفوضى، كما كان أيضاً للعقوبات الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي العواقب الوخيمة، ولذا فأنا غير قادر حقيقةً على تحديد ما إذا كانت الأزمة الاقتصادية لإيران بسبب هذه العقوبات، أم بسبب تزامن الأزمة المالية العالمية مع ضعف الاقتصاد الإيراني، ولكن في النهاية يبدو أن العقوبات قد أفسدت الاقتصاد الإيراني، والمسئول عن البرنامج النووي الذي ربما كان مفيدًا قبل ذلك.

نظرت إيران إلى نفسها فوجدت أنها في موقف صعب جداً للغاية، فهي داخلياً، تواجه معارضة قوية بشأن أي تسويات مع الولايات المتحدة، مما يعني أن أحمدي نجاد قد وضع البلاد على حافة الكوارث الاستراتيجية والاقتصادية، وبالنسبة لإيران فالبرنامج النووي قد أصبح غير مؤثر، أو لا يوجد تأثير إيجابي له على الدولة لأن إيران لم تُصبح قوى إقليمية.

إن إيران الآن قد أصبحت في موقف دفاعي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في العراق، و الأهم من كل هذا معالجة وضعها الداخلي.

تحدي الولايات المتحدة:

تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من معارضة داخلية عميقة فيما يتعلق بالتعامل مع النظام الإيراني، فكما أن الإيرانيين يشعرون بالاستياء من انقلاب 1953 الذي نصب الشاه على العرش، فكذلك الأمريكيين لم ينسوا أبداً الاستيلاء على السفارة الأمريكية، وأزمة الرهائن التي استمرت لمدة عام كامل، ويجب علينا أن ننتظر الآن لنرى ما هي اللغة الجديدة التي سيتم صياغتها من قبل إيران فيما يتعلق بأزمة الرهائن لترد جميل اعتراف أوباما بانقلاب 1953.

ويتزامن هذا مع انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط على قدر المستطاع، فمن المؤكد عدم مصلحة الولايات المتحدة في أي حربٍ برية أخرى، إلا أنها تمتلك مصالح في الإقليم أهمها تجنب وجود أي قوى إقليمية تزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط، وتعلمت الولايات المتحدة أيضاً من العراق أن قتال السنة والشيعة في وقت واحد يضع قوات أمريكا في مقابل قوى لا يمكن هزيمتها إلا بجهد كبير، فالولايات المتحدة الأمريكية بحاجةٍ إلى أسلوبٍ جديد لإدارة العالم الإسلامي بعيداً عن الدخول في أي حالة من الحرب المستمر.

فالحل الكلاسيكي لهذه الأزمة هو الحفاظ على توازن القوى مع الحد الأدنى من القوة للتحكم في التوترات الموجودة سابقاً، فإيران الضعيفة تحتاج دعمًا في حربها ضد أهل السنة، وتكمن مصلحة الولايات المتحدة في عدم فوز اي الطرفين بالمعركة سواء السنة أو الشيعة—مما يعني – أن يستمر الوضع الراهن لقرون، فانهيار إيران الداخلي ليس من مصلحة الولايات المتحدة، لأن هذا سيخل بميزان القوة في الإقليم كما أن فرض العقوبات على إيران أمرٌ له قيمة في إعاقة الصعود الإيراني، فاستقرار إيران في الوقت الراهن له أهمية كبيرة وتأثير عظيم على مصالحنا.

لن تتمكن الولايات المتحدة من المضي قُدُماً إذا لم تتخلى إيران عن برنامجها النووي، وروحاني يفهم ذلك جيداً، ولكن يجب أن يكون في المقابل إنهاء للعقوبات وعودة الاستثمارات الغربية إلى إيران، وهذا أمرٌ ممكن تنفيذه في ظل الظروف الحالية، والسؤال الآن لا يتعلق بمسألة دعم إيران للأسد، فأمريكا لا تريد رؤية سوريا تحت سيطرة السنيين المتطرفين و كذلك إيران أيضاً، إن طهران أرادت رؤية سوريا تحت حكم الأسد و سيطرته، ولكنها أدركت أنها لعبت بهذا الكارت وخسرته، فالخيار المتاح الآن هو إما التقسيم أو التحالف أو الحرب – وهي أمور لا تضر أبداً لا الولايات المتحدة ولا إيران.

تهديدات الحلول:

هناك نوعان من التهديدات تواجه الحلول المقترحة، أولها: التهديدات المحلية، ففي كلا الدولتين تُعد مجرد المحادثات بين البلدين خيانة من وجهة نظر البعض، ففي إيران يوجد مشاكل اقتصادية كبيرة مرهقة وفي الولايات المتحدة حتى الآن يُعد خيار الحرب غير وارد، مما يُمهد الطريق أمام صفقات لم يُفكر بها أحد خلال الأعوام القلائل الماضية.

التهديد الثاني: هو التدخل الخارجي، وهنا يأتي الكيان الصهيوني إلى الذهن فإزالة البرنامج النووي الإيراني سيطمأن تل ابيب بسبب حدوث شيء لم تقدر هي على تحقيقه، لأن الصهاينة يعتقدون أن القنبلة النووية الإيرانية تهدد وجود الكيان، وفي نفس الوقت فهم ضعفاء وليس لديهم القدرة العسكرية الكافية للتعامل مع الملف النووي الإيراني بمفردهم، ولا يستطيعوا ايضاً إجبار الولايات المتحدة على التعامل بالقوة، وهذه هي أفضل صفقة أمام الحكومة الصهيونية إذا كانت لديهم تخوفات فعلية من القنبلة الإيرانية، كما أن نفوذ الكيان الصهيوني على المفاوضات حول هذا الموضوع سيواجه عقبات من الإدارة الأمريكية، ومن ثم ستحاول الحكومة الصهيونية إدراج نفسها في العملية وتعرض مطالبها الخاصة ومن ثم سيُعتبر هذا تنازل إيراني مقبول.

وفي هذه الأثناء ستواجه المملكة العربية السعودية فزعاً شديداً من التواصل الأمريكي الإيراني؛ لأن العداء الأمريكي ضد إيران جعل أمريكا هي المُتلقي الأكبر لدعم السعودية، لكن الولايات المتحدة الأمريكية الآن مليئة بالنفط ومن ثم لن تُقابل محاولات السعودية لمنع التصالح بتلبية حارة، فتأثير السعودية على واشنطن لم يعد بالأمر المهم منذ حرب العراق.

ولا يزال الموقف الروسي مهم جداً، على السطح يظهر أن روسيا كانت فعالة في الأزمة السورية، ولكن ذلك كما قلنا على السطح فقط، فنظام الأسد لم يُقصف ولكنه لا يزال مشلولًا عاجزًا، كما أن الأزمة السورية كشفت حقيقة الروس الذين لا يستطيعون فعل شئ إذا أخذ أوباما قراره بتوجيه ضربة ضد سوريا، فنفوذ روسيا ضعيف ولكنها استغلته أمثل الاستغلال، ولكن لا يزال ضعيفًا أيضاً، فالروس تمنوا فشل الولايات المتحدة في احتواء المد الإيراني ولكن ذلك لم يكن، وهكذا أدرك الروس في النهاية افتقارهم إلى القوة الحقيقة لتحقيق ذلك، فسوريا كانت نصراً تكتيكياً للروس لكن إيران هزيمة استراتيجية لهم.

إن الحقائق الأمريكية الإيرانية لا تزال محل جدال من أجل التواصل إلى تسوية، فلا تزال توجهات كل دولة محل دراسة، فهناك مقاومة واضحة من كلا الجانبين، ولكن لا تعتبر قوية أو كافية لمنع أي تصالح، فهذه إشارة إلى وجوب السرعة، ولا تعتبر دليلًا على التوقف عن هذه التسوية، ولكنه من المستحيل البدء في التصالح مع إيران دون شعور أو إحساس أي أحد، ومن الخطأ أيضاً إثبات أن هذه المصالحة يجب أن تصبح محل النقاش ويشرف عليها كل أحد، ونظراً لمدى إدراك الأمريكيين والإيرانيين لحقيقة مواقفهم فهم يرون أن شيئاً ما محتمل سيحدث، ففي كتابي (العقد القادم) ناقشت أن الولايات المتحدة وإيران على المدى الطويل سيكون لديهم مصالح مشتركة وسيكون بينهم تحالف غير رسمي على المدى الطويل أيضاً، وإذا كان المدى الطويل لم يأت بعد إلا أن الطريق وعرة لكن الحلول المنطقية تكمن هناك.


المركز العربي للدراسات الإنسانية
 

المصدر: مجلة البيان-10/7/2013
  • 31
  • 1
  • 6,804

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً