في ظلال الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين رحمه الله

منذ 2013-11-03

كانت طريقته في افتتاح الحديث مختلفة، وكانت طريقته في الإجابة مختلفة أيضاً؛ وكانت ألفاظه ونبراته في الحديث لا تشبه في كثير من شياتها ما ألفناه من حديث المتحدثين ووعظ الواعظين


بين خمائل جميلة ساحرة في أحد مصايف بلاد الفارابي، وسط صيف بهيج يضج بالحياة والثمار والأزهار، كان اللقاء وكانت المفاجأة؛ وكان ما كان مما لا ينتج إلا عن لقاء العظماء!

كان الوقت عصراً؛ وكانت الكلمة لأحد الأساتذة الفضلاء في ذلك اللقاء العلمي المبارك الذي مضى عليه اليوم سبعة عشر عاماً. لا أزال أذكر كلمة ذلك الأستاذ الفاضل حين قال: ستلقون اليوم رجلاً يختلف عن جميع من رأيتم!

وسترون العظمة مجموعة في شخص واحد!

وتالله ما كان أوقعها من كلمة في نفسي؛ فقد كانت ملاقاة الرجال العظماء حينها من أشدّ الأمنيات في نفسي، وأعمقها تأثيراً في عقلي، وأبقاها أثراً في ذاكرتي.

وما هي إلا شمس الأصيل قد آذنت بالغروب، وخيوط أشعتها الذاوية ترتعش وقد عنت لسلطان الليل؛ وإذا بشخصٍ يُقبِل على استحياء؛ ويجلس على استحياء، ويلقي تحيته باستحياء؛ لكنه استحياء لا تكلُّف فيه.

مرّت اللحظات الأولى للتعارف واللقاء؛ وكان فيها ما يكون بيننا نحن العربَ من تكرار التحايا، وإزجاء البشر والترحيب بالضيف.

أحسست حينها بأنه قد خصّني بشيء من الاهتمام؛ وكذلك العظماء يخيّل لجميع من يختلط بهم أنه يحظى بمزيد اهتمام منهم، لكن هذا الإحساس أو الوهم بنى أشياء في نفسي يومها؛ بل شيّد للرجل في أعماق نفسي صروحاً شادهةً من التّجلّة والاحترام والتّقدير!

أراده الحاضرون على إلقاء كلمة؛ لكن هذا القدر الواضح من التواضع قد لا يتأتى معه مبادرة الشيخ بالكلام.

تواضعُ الشيخ صالح فرض على جلسائه أن يخلصوا إلى مقصدهم بسؤاله عن أشياء في العلم والدعوة وهموم المسلمين؛ ورغم تفاعل الشيخ مع تلك الأسئلة أو التساؤلات إلا أنه لم يرد أن يكون نجمَ اللقاء؛ غير أنه وجد في تلك الهموم المطروحة عليه وليجة إلى الحديث، وفرصة ليشارك الحاضرين تفاعلهم مع قضايا الأمة وسبل نهضتها.

كانت طريقته في افتتاح الحديث مختلفة، وكانت طريقته في الإجابة مختلفة أيضاً؛ وكانت ألفاظه ونبراته في الحديث لا تشبه في كثير من شياتها ما ألفناه من حديث المتحدثين ووعظ الواعظين؛ فيه شبه من حديث العلماء في دقته وتأصيله واقتضابه، وفيه شبه بحديث الدعاة والمفكرين في حرارته وواقعيته وعنفوانه، وفيه شبه أيضاً بحديث الأدباء والمثقفين في تحرره وعلوّه وجماله، وفيه مشابه من حديث كلّ المتحدّثين في الشؤون العامّة والسّياسة والرّأي؛ لكنّه الشّبه الذي كوّن لصاحبه هذه الشّخصيّة الفريدة التي تحسّ أنّ الخبرة هي ألصق الخصائص بها!

الخبرة في العلم والدعوة، وفي السياسة والإدارة والمال والأعمال، وفي خصائص الشعوب والبلدان وسائر شؤون الحياة!

ذلك ما تستخلصه من حديثه؛ عاقل، وصاحب خبرة عميقة بالدين والدنيا!

أما العبادة والإخبات فظاهران على محياه الطاهر وسمته الزكي، وكلاهما لا يذكر في خصائصه؛ إنما يُذكر بهما ويُذكران به!

وخلال تلك الأيام التي مضت في الإلقاء والاستماع؛ والأخذ والعطاء؛ حفر الشيخ في نفوس جميع الحاضرين صورة حية للربانية حين يجمّلها العلم، ويزينها الحلم، وتكسوها الحكمة والعقل والخبرة والتواضع أجمل الحلل.

للشيخ عادات في معاشرة الناس والحديث إليهم؛ فهو يخبر الشخص عن ماضي منطقته وأمجادها؛ ويظهر له من البشر والترحيب والإكبار ما لا يفعله المرء إلا مع من يعظمون في نفسه، كما أنه لا يستأنف حديثاً أو جواباً إلا بالدعاء الذي هو أكثر قوله: حفظك الله، حفظكم الله! ولهذه الصيغة من صيغ الدعاء طعمها الخاص على لسانه!

وإذا كان في الحديث شيء من العمق أو الأهمية بدا ذلك واضحاً عليه في نبرات صوته، وفي فركه ليديه على هيئة من يريد التصفيق، وما هو بالمصفق؛ لكنه يحكّ هذه بهذه احتراماً منه لقوانين الكون في جعل الحركة سبباً في توليد الطاقة، والزمن، والحياة، والقوة!

عرض لأحد الإخوة مرض عارض ونحن في ذلك المصيف؛ فتأسف الشيخ على حقيبته التي لم تصل معه في الرحلة نفسها؛ وفيها معظم الأعشاب والأدوية الشعبية لأغلب ما يعرض للمسافر من أمراض؛ وحين سئل عن بعض ما يتصل بهذا الشأن طفق يعدّد خصائص الأعشاب والأدوية الطبيعية، ويذكر ما تصلح له من الأمراض؛ فإذا هو يكشف عن جانب آخر من جوانب ثقافته.

لم أجد خلال تلك الأيام فرصة لأختلي به وأسأله عن أشياء كثيرة كنت أنتظر لها مجيباً بحجم الشيخ صالح؛ رغم أننا تحادثنا كثيراً في شؤون العلم والدعوة والتاريخ، وفي شتى جوانب الحياة؛ وتنقلنا أحياناً بين أجمل جنّات بلاد الفارابي -كما يحلو لأهلها أن يسمّوها-، لكنها كانت لقاءات مزدحمة؛ يحجزني من الحياء ما يمنعني من مبادهته بشيء من تلك التساؤلات التي كنت أريد رأيه فيها وجوابه عنها.

آه! تذكرت أن الشيخ إذا حكى عن شيء أو موقف أو مسألة، فإنه غالبا ما يحكيها على أنها موغلة لديه في القدم؛ إمعاناً منه في التطامن والتواضع؛ كأنه يخشى عدم الضبط، أو يرى الجدّة أخلق بالذّكر؛ لكنه مجرّد ناصح يذكر رأيه!

إنه لون من ألوان تواضعه!

ويمعن أحياناً فيقول إذا ذكر رأياً جديداً أو مختلفاً: لا أقول هذا كإنسان شرعي؛ لكن من وجهة نظر إدارية، أو من خلال تجربتي المتواضعة!

ذكر لنا مرة في لقاء مفتوح كتاب "كيف تكسب الأصدقاء" لديل كارنيجي؛ فقال إنه قرأه منذ أكثر من أربعين عاماً.

وروى لنا الشيخ قصة هي من أعجب ما يُروى من حكمة العلماء الربانيين ونُبل أخلاقهم وكفاءتهم النفسية والروحية.

خلاصة القصة كما شهدها الشيخ بنفسه أن رجلاً وجيهاً جاء إلى الشيخ محمّد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة رحمه الله في مصيبة أصابته؛ فقد وقعت ابنته في الفاحشة، ولم يدر الرّجل ماذا يفعل من هول ما أصابه!

فكّر الشّيخ الجليل مليّاً، ثم طلب منه أن يحضرها ويتركها مع بناته ونساء بيته كي تختلط ببيئة الدين والتقى؛ حرصاً على البنت وعلى سمعة أهل بيتها، وأمره أن يكتم الأمر.

ثم أرسل الشيخ بعد مدّة إلى رجل فقير لم يكن له أمل في الزواج؛ فعرض عليه تلك البنت بطريقته التي لا يحسنها إلا العلماء الربانيون؛ ووعده الشيخ بإعانته على الزواج، وبأن يتكفل له بمصاريفه؛ ففرح ذلك الرجل فرحاً شديداً؛ ذلك أنه سيفخر بأن الشيخ محمّد بن إبراهيم هو الذي زوّجه، وبأن الشيخ زوّجه من وليّته؛ وكذلك تم الأمر؛ وكان الزواج!

ولقد روى الشيخ القصة بصوت متهدّج وعينين شاخصتين وأنفاس فيها روح الإعجاب بشخصية الشيخ ابن إبراهيم، وفيها إيحاء بالأسف على قلّة هذا النمط من الكبار! الكبار في العلم والخلق، وفي الحكمة والعقل، وفي الشخصية القوية والنفوذ الروحي.

وحكى قصصاً كثيرة شهدها مع أخيه الشيخ إبراهيم الحصين مدير مكتب شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله، وبدا لي كم هو وفيّ هذا الرجل لأهله ولأودّائه ولمن تربطه بهم صلة أو معرفة أو ذمة.

كان غالب حديثه بالعربية الفصحى؛ اللهم إلا أحياناً يُبين فيها عن لسان نجدي أصيل وجميل؛ كلماته في العادة من مثل قوله: "ما هو بالحيل... سَمْ... ودّك الله يحفظك... ما نت برادّني!"، وغيرها من فرائد الألفاظ التي أخذت من نجدٍ شميمَ عرارها وبشامها وقيصومها؛ ومن العربية الفصيحة بنيتها وجذورها.

وإذا نطق كلمة "أيضاً"؛ فلا ينوّنها كما يفعل الأكثرون؛ بل ينطقها بفتح الضاد مع المدّ...؛ و"أيضاً" هذه كثيرة في كلامه؛ لأن السبر والتقسيم من صميم منهجه في التفكير!

كان كثيراً ما يُكثِر من الإيصاء بنكران الذات، والانقطاع عن رؤية العمل، وبالاحتساب على الخلق، وفي جلسة مباركة مرّت "كخلسة المختلس"، ذكر الشيخ أنه خصّص من وقته الثمين لبلاد المسلمين في آسيا الوسطى وروسيا وأوروبا الشرقية مدة شهرين يجوب فيها هذه البلاد؛ دارساً أحوالها، ومتفقّداً لأوضاع المسلمين فيها؛ وقد وفّى بِعِدَتِه، وتمّ له ما أراد؛ كنا معه في بعض تلك البقاع، وفاتنا شرف صحبته في أكثرها.

الشيخ مستمع جيد! يحسن الاستماع إلى جليسه ولو طال حديثه، لا يعجله ولا يظهر له الضجر؛ بل يتفاعل معه فيما يقول؛ وإذا قاطع أحداً فإنما يقاطعه لحكمة لا تخفى على من فهم الشيخ!

طرح عليه بعض الدعاة النشطين في تلك المنطقة إطلاق مشروع "الحجاب الإسلامي"؛ ولم يكمل الرجل حديثه حتى قاطعه الشيخ بلطفه المعتاد: يكفي المسلمة في هذه البلاد أن تلبس "بلوزة" إلى الركبة، مع بنطلون واسع، وخمار يغطي رأسها ورقبتها! وكأنه يريد أن ينقذ محدّثه حتى لا يحشره في موقف الدفاع أو اللجاجة إذا هو أخّر رأيه فيما تلبسه المسلمة في أمثال هذه البلاد؛ وهو الذي رأى العري الصريح، مع غربة الدين وأهله، وهوانهم على الناس!

في ذلك المجلس المبارك أبدى الشيخ إعجابه الشديد بشخصية الإمام المصلح عبد الحميد بن باديس؛ وترفّق في طلب نسخة من كتابه "العقائد الإسلامية"؛ ووعد بأن يعدّه للنشر والترجمة حتى يستفيد الناس منه؛ لأنه كان يرى طريقته في تقرير العقائد صالحة لعموم المسلمين في بقاع العالم بأسره؛ هكذا كان يقول رحمه الله؛ وقد كان للشيخ بعض ما أراد.

قطعنا الطريق من "ألماآتا" عاصمة كزاخستان حينئذ إلى "بشكيك" عاصمة قرغيزيا بالسيارات؛ وكان المقرّر أن يسافرها الشيخ بالطائرة؛ لكنه فضّل أن يكون واحداً من القوم طيلة رحلته إلى هذه الرقعة التي كان المسلمون فيها سادة الدنيا يوماً ما؛ لكنهم اليوم مرتهنون في أغلال الهوان والضعف الضارع الذي أغرى بهم حتى الأمم الهزيلة وأشباه الأمم!

من العجيب حقاً أن يكون الشيخ فريداً في أسئلته خلال تلك الرحلة الاستطلاعية المباركة! وإذا كانت العادة أن يكون عمق الرجل في جوابه؛ فإن أسئلة الشيخ صالح هي خير دليل على أنّ العمق في السؤال أكبر قيمة منه في الجواب!

إن أنسَ يوماً فلن أنسَ رحلة قادتنا إلى جبال الدونغان -والدونغان مسلمون من أصل صيني-؛ كنا على مشارف قلل الجبال الثلجية على ضفاف نهر هادر وجميل، تأتي مياهه من الثلوج الذائبة. وكان الجوّ بارداً جداً ونحن في معمعان الصيف؛ وهناك قضينا مع الشيخ يوماً كاملاً؛ التفّ حوله الأساتذة والدعاة وطلاب العلم؛ كلٌّ يسأله أو يستشيره أو يطلب رأيه.

أبان الشيخ حينها عن قدر هائل من النضج العاطفي وعلاء التفكير واستقلال الذات وتحررها من ثقلة الضعف البشري الذي يسيطر علينا جميعاً. أذكر أن شخصاً سأله عن شيخنا محمد الغزالي رحمه الله وكان الأخ السائل قد أغلظ؛ فاستعظم الشيخ قوله بلطف ولين؛ ثم أثنى على جهود الشيخ الغزالي في خدمة الإسلام، ثم قال: "أكبر ما يمكن أن توصف به بعض اجتهاداته أنها أخطاء، وما من عامل إلا والخطأ واقع منه بلا بدّ!".

فتحنا الحديث عن بعض اجتهادات الدكتور معروف الدواليبي؛ فذكر الشيخ رأيه بأمانة، ثم روى لنا قصة تعقيبه على الدكتور الدواليبي في لقاء علمي قبل أربعين عاماً، ثم أثنى عليه خيراً بعد ذلك.

غريب أمر الشيخ!

طيلة المدة التي حرصنا على الإفادة منه فيها لم أره يذكر أخطاء الناس -مما نعدّه نحن انحرافات وضلالات- إلا على أنها أخطاء، أخطاء لا يمكن أن تكبر على عفو المتفرّد بالكمال والجمال والجلال، تعالى ربّي وتفرّد!

للشيخ عادة فريدة وجميلة؛ وهي أنه يخصص كل ختمة لكتاب الله لمعنى واحد يبحث عنه في كلّ آية من آياته؛ أو قضية معينة يطلب مسلك القرآن في بيانها وعلاجها؛ ولا ينهي ختمته إلا بعد أن يستخلص من المقررات والفرائد ما لا يتأتى إلاّ لقارئ مخبت متدبر فائق النباهة والذكاء؛ وكذلك كان الشيخ!

في جبال الدونغان ظهر على الشيخ إعجابه بشخصية "محمد أسد" صاحب كتاب الطريق إلى مكة، وحديث الشيخ صالح عن هذه الشخصية له طابعه الخاص، وفيه تنويه بجوانب من حياة "محمد أسد" ومسيرته في نشدان الحق قلّ أن تسمعها من غير الشيخ صالح.

بل استبانت لي من خصائص الشيخ في جبال الدونغان صفة استرعتني لوقت طويل؛ وهي أن الشيخ لم تعد تعنيه التفاصيل كثيراً؛ فهو يتكلم في الكليات، ولئن كانت الجزئيات تأتي في حديثه كثيراً إلا أنها تأتي لتأكيد ما يريد تقريره من كليات.

وإذا سمحتُ لنفسي أن أعدو طوري، وأذهب بعيداً في تخميني وتحليلي لشخصية الشيخ كما استبانت لي؛ فإن ما فهمته من خلال صحبته أن عنايته بالكليات لم تأت نتيجة تبحره في فهم الدين والحياة فحسب؛ بل جاءت لأنه أعلن التعري عن الحول والطول وادّعاء العلم؛ وهو لا يريد الحديث في الجزئيات لأنّ الجزئيات إنما يتكلم فيها المتخصصون من العلماء، بينما هو يعلن البراءة لا من دعوى التخصص فحسب؛ بل يتبرأ حتى من نفسه التي بين جنبيه، لا يريد أن يحسب من العلماء، ولا من الفقهاء، ولا من أي طائفة من طوائف الأمة التي لها ميسم رفعة أو شارة تميز أو جاه!

أوليس يجتنب الحديث بضمير المتكلم، وإذا ندّت منه عبارة أو كلمة فيها نفحة "الأنا"؛ بادر الشيخ بتلك الكلمة الجليلة: أستغفر الله! و"أستغفر الله" تكاد تعدل في لغة الشيخ إكثاره من الدعاء لجليسه بقوله: حفظك الله!

وفي جبال الدونغان أيضاً حدّثني الشيخ عن صلته بالدكتور إسماعيل الفاروقي، رحمه الله. وعن مناشئ فكرة تأسيس مؤسسة دولية لإسلامية المعرفة؛ وعن رأيه في مسيرتها وفيما ينبغي أن تستشرفه في مستقبلها، وحينها فقط أخذ الشيخ يتحدث لغة لا يفهمها إلا هو؛ إنه يتحدث عن تفاصيل أفكار واستراتيجيات لا يحسنها إل من لديه إلمام شامل ومتوازن بعلوم العصر وعلوم الإسلام؛ مع ذوق يوهب ولا يكتسب!

ما استخلصته من ذلك الحديث الرائع العميق هو أن جيل العلماء الرواد الذين فكروا في إخراج الدعوة الإسلامية من "طفولتها المسعفة" إلى رحابة الآفاق الإنسانية والعالمية كي تؤدي دورها المنشود؛ كانوا على قدرٍ كبيرٍ من العلم والحكمة، ومن من تجاوز الخلافات التي ضخمها اليوم ضيق النفوس، وضحالة التفكير والاهتمام بصغائر الأشياء والجهل بسنن الله تعالى التي أجراها في عالم المادة وعالم المعنى!

ولك أن تقول باختصار: إنهم كانوا أصحاب نفوس كبيرة لا أصحاب نفوس صغيرة!

بعد رجوعنا إلى "بشكيك"، شارك الشيخ في بعض الأنشطة، وصلينا معه الجمعة في الجامع الرئيسي في العاصمة، ثم انطلق الشيخ في رحلته مع رفقة فاضلة؛ ورجع العبد الفاني مع بعض الفضلاء إلى روسيا، وقد توجهنا بعد وصولنا إلى ولاية "أورينبسسورغ" لاستقبال الشيخ بها؛ حيث كان المقرّر أن يأتي لإكمال رحلته الاستطلاعية، وحين استقبلناه أظهر من الفرح قدر الوصف إلا أنه مزيج من براءة الأطفال وصدق المحبين!


عبد الرحمن بن معمر السنوسي

 

المصدر: مجخلة العصر الإلكترونية
  • 3
  • 0
  • 3,566

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً