تفاؤل حتى النخاع

منذ 2013-11-04

لمَ كل هذا المكر والكيد والحرب على الدين وأهله؟ وما هدفهم النهائي؟ وما طرائق تفكيرهم؟ وما شعورهم وهم يحققون بعض المكاسب العاجلة؟


بعد فجر هذا اليوم وفي طريقي إلى المطار فتحت نافذة سيارتي وملأت صدري من هواء أبها العليل، وأحسست بالأمل والتفاؤل يسري في شراييني وأوردتي مع الهواء والدم، وتفكرت في صنيع المفسدين وأعمالهم ومكرهم بالليل والنهار وتساءلت: لمَ كل هذا المكر والكيد والحرب على الدين وأهله؟ وما هدفهم النهائي؟ وما طرائق تفكيرهم؟ وما شعورهم وهم يحققون بعض المكاسب العاجلة؟

إلى أين يريدون الوصول بالضبط؟

يريدون علمنة البلد باسم التحديث، وتغريب المجتمع باسم التطوير، وتدمير أخلاق الجيل باسم التنوير والانفتاح، وإفساد المرأة باسم التحرير، وفي سبيل ذلك كله جففوا منابع الخير والهدى، وفتحوا المعتقلات، وتم نشر وحماية كل أنواع الفساد السلوكي والأخلاقي والمالي والإداري و... و...

فليكن لهم مايريدون وليحققوا آمالهم وطموحاتهم كما يشاؤون.

لكن ما النهاية؟ ألا يعتبرون بمن حولنا؟!

في مصر فعلوا أكثر من ذلك بكثير وفي النهائية في مجلس الشعب الآن أكثر من (١٨٠) حافظ للقرآن.

في تونس كانت الصلاة ببطاقة في مسجد محدد، والفتاة لا تستطيع حتى ستر جزء من شعرها ولو بقطعة كقبعة اليهود.

وفي النهاية ازدحمت المساجد وغصت برُّوادِها والتزم الحجاب أكثر من (٥٠٪) من طالبات الجامعة مباشرة وبدون دعوة.

وفي الكويت لم يبقوا طريقاً للعلمنة والإفساد إلا سلكوه. وفي النهاية يحصِد الإسلاميون (٣٤) مقعداً من (٥٠) في مجلس الأمة، وتخرج المرأة من المجلس ولم يحقق الليبراليون سوى مقعدين لعل أحدهما أن يؤنس غربة الآخر.

وفي ليبيا... وفي المغرب...

أفلا يحق لنا بعد هذا كله -والقادم أحلى إن شاء الله- أن نتفاءل وتستنشق هواء أمل الحرية الشرعية رغم الأحزان والنكبات.

يا أهل الشام يا أرض الأبطال تفاءلوا رغم الدماء والجراح والأشلاء فـ:


الليل ولّى لن يعود *** وجاء دورك ياصباح
وسفينة الإسلام سارت *** لا تبالي بالرياح


يادربنا يا معبر *** الأبطال يادرب الكفاح
إنَّا إذا وُضِعَ السلاح *** بوجهنا ضج السلاح
وإذا تلعثمت الشفاه *** تكلمت مِنَّا الجراح



يا أهل اليمن يا نَفَسَ أهل الإسلام تفاءلوا تفاؤلاً يرسم الأمل ويقود للعمل؛ تفاءلوا تفاؤلاً يشحذ الهمة وينطلق بصاحبه نحو القمة.


ماضٍ، وأعرف ما دربي وما هدفي *** والموت يرقص لي في كل منعطف



تفاءلوا... تفاءلوا... تفاءلوا ...

من مشاشة رؤوسكم إلى أخمص أقدامكم.
 

عبد الله بن محمد الشهراني

أستاذ الحديث بجامعة الملك خالد، ومدير المكتب التعاوني بأبها. توفي رحمه الله في حادث مروري الجمعة 28-12-1434هـ الموافق 1-11-2013م .

  • 5
  • 0
  • 2,387

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً