لأول مرة.. طفلك على أعتاب المدرسة

منذ 2013-11-06

على الوالدين إعداد الطفل اجتماعيا قبل دخول المدرسة؛ ليكون قادرا على التواصل بصورة جيدة مع زملائه ومعلميه الجدد والغرباء عنه، وذلك من خلال إتاحة الفرصة له، بل وتشجيعه على إقامة علاقات اجتماعية مع أقرانه خارج دائرة الأسرة، سواء كانوا من الأقارب أو الجيران، كذلك ينبغي أن تتاح له فرص الاشتراك في اللعب الجماعي مع أقرانه، وخاصة اللعب الذي ينظمه الأطفال.

 

حين يذهب الطفل للمدرسة لأول مرة، فإنه ينتقل من عالم البيت المحدود إلى عالم المدرسة الفسيح، من حياة اللعب واللهو إلى واجبات الدراسة ومسئولياتها، من بيئة يغمرها التعاطف والتعاون إلى بيئة يغلب عليها التنافس والتنافر، من مجتمع اعتاد أفراده إلى مجتمع غريب لا يعرف فيه أحد. وهذا يتطلب من الوالدين أن يقوما بإعداد الطفل وتهيئته بصورة جيدة؛ حتى يتقبل هذا العالم الجديد ويستطيع أن يتكيف معه.

خطوات عملية
ومن الأدوار التي يمكن للوالدين القيام بها لتهيئة الطفل لذلك العالم الجديد:
فطامه عاطفيًا:
ويتم الفطام بتدريب الطفل على البعد عن الوالدين أو الأشقاء لعدد من الساعات أثناء اليوم، وذلك حتى لا يتعرض لخبرات انفعالية حادة عند دخوله المدرسة وبعده عن والديه بصورة مفاجئة. ومن الوسائل التي تساعد على فطام الطفل أن يُترك لعدة ساعات في بيت أحد أقاربه من أعمامه أو أخواله أو عماته أو خالته أو بيت جده أو غير ذلك، وكذلك من الضروري في هذا الشأن أن يتم إلحاقه بإحدى دور رياض الأطفال، أو غير ذلك من الأفكار التي يعتاد الطفل من خلالها البعد عن والديه، على أن يتم ذلك بشكل تدريجي، يبدأ بساعات قليلة تزداد مع مرور الأيام.

تهيئته اجتماعيًا:
وعلى الوالدين إعداد الطفل اجتماعيا قبل دخول المدرسة؛ ليكون قادرا على التواصل بصورة جيدة مع زملائه ومعلميه الجدد والغرباء عنه، وذلك من خلال إتاحة الفرصة له، بل وتشجيعه على إقامة علاقات اجتماعية مع أقرانه خارج دائرة الأسرة، سواء كانوا من الأقارب أو الجيران، كذلك ينبغي أن تتاح له فرص الاشتراك في اللعب الجماعي مع أقرانه، وخاصة اللعب الذي ينظمه الأطفال، فللعب دور مهم في بناء العلاقات الاجتماعية بين الأطفال. كما ينبغي تدريب الطفل على أن يكون قادرًا على الأخذ والعطاء والتعاون مع الآخرين، واحترام النظام، واحترام حقوق الآخرين؛ حتى يستطيع أن يتكيف مع حياة المدرسة المنظمة بما فيها من أعباء ومهام.

تغيير عاداته:
معظم عادات الطفل وسلوكياته تتغير بمجرد دخوله للمدرسة، ومن هذه العادات: عادات النوم والاستيقاظ، وتناول الطعام، ودخول الحمام.. إلخ؛ لذا من الضروري أن يجتهد الوالدان في تدريب الطفل على الالتزام بهذه العادات بصورة تدريجية قبل دخوله المدرسة، حتى تصبح أمرًا معتادًا بالنسبة له، ولا تمثل له أية صعوبات عند دخوله المدرسة.

مدرسة إخوته:
يفضل أن تكون المدرسة التي سيذهب إليها الطفل بها أحد إخوته الأكبر منه، أو أحد أقاربه أو جيرانه، فهذا يمنحه إحساسا بالأمان أكثر عما لو كان وحده في مدرسة لا يعرف فيها أحد، وهذا الإحساس بالأمان يساعده على النجاح في التكيف مع عالم المدرسة الجديد عليه.

اصطحابه عند تقديم الأوراق:
ومن الأمور التي تساعد الطفل على التكيف مع عالم المدرسة أن يصطحب الوالدان ابنهما معهما عند تقديم أوراقه للمدرسة، فدخوله المدرسة للمرة الأولى مع والديه يُزيل عنه رهبة المكان ووحشته، وكذلك رؤيته لحديث الوالدين مع المدرسين والقائمين على استلام الأوراق يمنحه شعورًا بأن هناك صلة سابقة بين المدرسين والوالدين، مما يجعله أكثر قبولًا لهم.

تكرار زيارة المدرسة معه:
فتكرار زيارة الوالدين للمدرسة في صحبة الطفل قبل بدء الدراسة، يجعلها شيئًا مألوفًا له، وتذهب عنه رهبة المكان وغربته عنه، كما تعطيه صورة مسبقة للحدث المنتظر، وهو دخول المدرسة. وحبذا لو تمكن أحد الوالدين من معرفة فصل الطفل الذي سيجلس فيه قبل بدء الدراسة واصطحبه إليه، وأطلعه عليه، وأخبره بأنه سيكون فصله الذي سيجلس فيه بعد دخول المدرسة.

معلمة أفضل:
على الوالدين أن يحاولا أن ينتقيا لطفلهما فصلا دراسيا تقوم عليه معلمة، فهذا أفضل في هذه الفترة من المعلم الرجل، لما تتمتع به المعلمة من تشابه كبير بالأم، وقد ينظر إليها الطفل كبديل عن الأم التي يقضي معظم وقته معها قبل دخول المدرسة.

بناء علاقات مع زملاء الدراسة:
ويساعد الطفل على استقبال عالم المدرسة دون خوف أو اضطراب، أن يحرص الوالدان على تكوين شبكة من العلاقات الحميمة بينه وبين بعض الأطفال ممن سيكونون معه في نفس المدرسة، سواء كانوا من الأقارب أو من الجيران أو المعارف أو حتى ممن تم التعارف عليهم أثناء تقديم الأوراق، ويمكن ذلك من خلال إقامة بعض الحفلات التي تجمع بينهم، أو من خلال تبادل الزيارات بين الأسرتين، مع تشجيع الأطفال على اللعب معا، أو غير ذلك من الأفكار التي توثق العلاقة بينهم.

إشراكه في اختيار أدواته:
كذلك يساعد على إعداد الطفل نفسيا للمدرسة، أن يصطحبه الوالدان عند شراء مستلزمات المدرسة مثل: الحقيبة والملابس وأدوات الكتابة.. إلخ، مع الحرص على إضفاء البهجة والسعادة أثناء ذلك، وترك فرصة اختيار الطفل لما يشاء من الأشكال والألوان من هذه المستلزمات.

الحديث معه عن المدرسة:
والحديث معه عن المدرسة وما فيها من أشياء جميلة يساعد على إثارة الشوق في نفسه إلى المدرسة، ويجعله ينتظر ذلك اليوم بلهفة وشوق كبيرين. ولكن على الوالدين أن يلتزما الواقعية في حديثهما عن المدرسة، وألا يغرقا في المثالية، حتى لا يصاب الطفل بصدمة نفسية حين يدخل المدرسة ويجد ما فيها من أعباء ومسئوليات وواجبات؛ ولذا من الضروري أن يلتزم الوالدان التوازن في الحديث عما في المدرسة من أشياء جميلة يحبها الطفل، وعما فيها من أعباء وواجبات؛ حتى تكون الصورة التي ترسم في ذهن الطفل عن المدرسة واقعية، وتساعده على قبول عالم المدرسة بلا أزمات ولا اضطرابات نفسية.
 

 

ياسر محمود
 

  • 4
  • 2
  • 8,696

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً