(حزب الله)... (الحوثيون)... وماذا بعد؟!
تتكرّر مأساة تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني الذي أصبح أكبر من الدولة وجيشها وحكومتها مرة أخرى في المنطقة ولكن في اليمن وليس من المستبعد أن تتكرر في أماكن أخرى، فالشيعة المدعومون من إيران كلما تركت لهم الحبل على الغارب تمددوا ووسعوا نفوذهم وسيطروا وتسلحوا ونافسوا الدولة ونظامها حتى تسقط الدولة في أيديهم لتنفيذ مخطط أوليائهم في طهران.
الحوثيون
تتكرّر مأساة تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني الذي أصبح أكبر من الدولة وجيشها وحكومتها مرة أخرى في المنطقة ولكن في اليمن وليس من المستبعد أن تتكرر في أماكن أخرى، فالشيعة المدعومون من إيران كلما تركت لهم الحبل على الغارب تمددوا ووسعوا نفوذهم وسيطروا وتسلحوا ونافسوا الدولة ونظامها حتى تسقط الدولة في أيديهم لتنفيذ مخطط أوليائهم في طهران.
مشهد أكثر من مفزع؛ أن نرى الدولة والحكومة والرئاسة في اليمن تتفاوض وتستجدي وتترجى تنظيماً مسلحاً خارجاً عن القانون ودخل في حروب عدة معها من قبل من أجل أن يوقف هجماته على أبناء الشعب وهو يرفض ويشترط ثم يكون الحل معاودة المحاولات مرة أخرى وليس الردع والتدخل الحاسم لوقف العدوان المشين.
لقد شن الحوثيون الشيعة المتمردون الذين يسيطرون على محافظة صعدة شمالي اليمن منذ سنوات عديدة هجمات على أهل السنة في منطقة دماج وقتلوا وجرحوا العشرات وهدموا المنازل وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها الحوثيون بهذه الأعمال البشعة. الحوثيون تقريباً أعلنوا صعدة ولاية مستقلة لا يسمح لقوات الجيش والشرطة بدخولها إلا بإذنهم وقاموا بإنشاء أقسام شرطة يشنون من خلالها حملات اعتقال على أهل السنة الذين يرفضون عقيدة الشيعة الباطلة وسبهم للصحابة الكرام رضي الله عنهم كل هذا مع غياب تام لسلطات الدولة منذ عهد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والذي يضع يده في أيديهم الآن من أجل زعزعة البقية الباقية من الدولة اليمنية.
تعيش اليمن حالة من السيولة الأمنية منذ الثورة الشعبية على نظام علي عبد الله صالح وظهور انقسام في الجيش الذي كان صالح حريصاً على أن يظل موالياً له بشكلٍ شخصي عن طريق تعيين القيادات العليا من قبيلته أو القبائل الموالية لها وهو ما أدّى لحدوث اقتتال بين وحدات من الجيش في مرحلة معينة من الثورة وعندما رحل صالح لم يختف من المشهد تماماً بل ظل زعيماً لحزب المؤتمر الذي كان يحكم البلاد وظل يمارس ألاعيب السياسة والتخريب في محاولة لاستمالة بعض القوى له من داخل أو خارج الجيش الذي يدين بعض قياداته بالولاء له حتى الآن ولعل الاغتيالات الأخيرة التي استهدفت قيادات في الجيش توضح إلى أي مدى وصل هذا الصراع مع تنامي في نشاط تنظيم القاعدة في عدة مناطق.
الحوثيون يضغطون من جهتين: الجهة الأولى هي الجهة العسكرية عبر قواتهم المسلحة التي تمرح كما تريد في المناطق الشمالية ومن جهة أخرى شكّلوا حزباً سياسياً للمشاركة في الحوار الوطني والحصول على مكاسب أخرى من خلاله توسيع من نفوذهم في باقي المناطق البعيدة عن نفوذهم.
إن الحوثيين هم الحلقة الجديدة من تنظيم حزب الله اللبناني الذي استغل الفراغ الأمني والمؤسسي في لبنان بعد الحرب الأهلية من أجل تسليح نفسه متستِراً بمقاومة الاحتلال الصهيوني ثم استدار بعد ذلك على الداخل من أجل السيطرة على أركان الدولة واصبحت مناطقه دولة داخل دوله وعناصره فوق القانون ويفرضون ما يريدون بقوة السلاح ويعطلون مرافق الدولة كما يرغبون بل وتعدى الأمر إلى القتال في سوريا بشكلٍ علني رغم أن الموقف الرسمي للدولة عدم التدخل في الصراع السوري ثم تقف الدولة اللبنانية مكتوفة الأيدي ضد ممارسات الحزب الذي يشارك في الحكومة ثم يتحدى الحكومة ويرسل قواته للقتال في دولة أخرى دون إذن من الدولة.
إن مسلسل المليشيات الشيعية المدعومة من طهران للسيطرة على البلدان العربية لتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة أصبحت تمثِّل خطراً كبيراً على الأمن العربي بشكلٍ عام والخليجي بشكلٍ خاص وحتى هذه اللحظة لم تتخذ الإجراءات الفعالة لمحاصرة هذه المليشيات وتجفيف منابع تمويلها رغم تزايد خطورتها وتمددها المستمر خارج نظاق نفوذها المعروف.
خالد مصطفى
- التصنيف: