الخارج عن النص الأمريكي
قامت أمريكا -عبر التاريخ الحديث للمنطقة- بوضع آلية لتقييم زعماء منطقة العالم الثالث، فكانت تعاملهم كطلاب المدارس فيهم المجتهد، وفيهم الخائب، وقضية الاختيار كانت تخضع إلى المقومات النفسية والذهنية لشخص السيد الزعيم.
قامت أمريكا -عبر التاريخ الحديث للمنطقة- بوضع آلية لتقييم زعماء منطقة العالم الثالث، فكانت تعاملهم كطلاب المدارس فيهم المجتهد، وفيهم الخائب، وقضية الاختيار كانت تخضع إلى المقومات النفسية والذهنية لشخص السيد الزعيم.
فنجاح الزعيم -أو التلميذ الزعيم- يرجع إلى مدى اقترابه إلى النموذج الإنساني الذي وضعه الأمريكان لقيادة قطيع المنطقة.
وكانوا يُقِيِّمون هؤلاء الزعماء التلاميذ تقييماً مدروسياً؛ فبعضهم يستحق علامة عشرة على مائة، وآخر عشرون، وثالث ثلاثون... وهكذا.
وبالمناسبة كما قال كوبلاند في كتابه لعبة الشعوب: "أنهم قيَّموا عبد الناصر بدرجة تسعين على مائة لتنفيذ دوره المناسب للأمريكان"، "وهي درجة -كما يقول كوبلاند- لم يحصل عليها غيره". إلى الحد الذي دفعه للقول: "إن عبد الناصر لو لم يُوجَد فإن لعبتنا كانت تحتم علينا أن نخلقه خلقاً"؛ هذا حَرفيِّاً كما ذكره كوبلاند.
واختيار أمريكا للنموذج ليس ثابتاً؛ يخضع بالطبع إلى نوع المصالح المطلوبة وِفقاً للمرحلة، ويؤكد كوبلاند أن أمريكا لم يكن يهمها الشخص نفسه بقدر ما كان يهمها اقترابه من النموذج الذي وضعته للمرحلة، وأعدَّه خبراء نفسيين وضعوا معايير أو مقياس للمنطقة يمكن تصنيفه ضمن اختبارات القياسات العقلية الأخرى، مع تعديلات مناسبة ليُصبح عندها النموذج ممثلاً على مسرح الأحداث له دور يؤديه في دورة باقية ومتجددة مع الزمان.
ثم يختفي لتسدل عليه الستار تحضيراً لمشهدٍ آخر، وتتابع الرواية فصولها: فقط ويتغير الممثلون إلا أنه أحياناً ما يحدث خروج عن النص الأمريكي؛ مما يستدعي محاسبة المتسبب فوراً مهما كلف الأمر واستبداله بالقوة حتى لا ينزعج المشاهدون.
فهل خرج الرئيس محمد مرسي عن النص؟ وكانت إجاباته كلها مخالفة للنموذج؟
وكم حصل السفيه الانقلابي من درجات حتى الآن ليُسمَح له بتمثيل الدور؟
(مع العلم أن السفيه غشَّ جميع الإجابات من ذلك الذي حصل على تسعون من مائة برغم اختلاف الأسئلة حينها).
يبقى كل ذلك لازال في لجنة الكنترول الأمريكية؛ إلا إن مؤشرات كيري أعطت بعض الإشارات عن تلك النتائج...؟
- التصنيف: