الإعلام الشيعي يخترق اليمن

منذ 2013-12-09

لم يصل تأثير الإعلام في الحياة السياسية والاجتماعية والإيديولوجية مداه كما يحدث في الآونة الأخيرة، فوسائل الإعلام لا تهدأ ليلاً ولا نهارًا عن بث ما يدعم توجهها السياسي والإيديولوجي بشكل رئيسي، ناهيك عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الأخرى. ومع إدراك الجميع لخطورة هذا السلاح الإستراتيجي، فإن التنافس والتسابق على امتلاكه أو السيطرة عليه باتت محمومة، وقد وصلت إلى حد إنفاق المليارات من الدولارات في سبيل افتتاح بعض القنوات الفضائية، وخاصة في الدول التي تشهد حراكًا سياسيًا واجتماعيًا وفكريًا ساخنًا.


لم يصل تأثير الإعلام في الحياة السياسية والاجتماعية والإيديولوجية مداه كما يحدث في الآونة الأخيرة، فوسائل الإعلام لا تهدأ ليلاً ولا نهارًا عن بث ما يدعم توجهها السياسي والإيديولوجي بشكل رئيسي، ناهيك عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الأخرى. ومع إدراك الجميع لخطورة هذا السلاح الإستراتيجي، فإن التنافس والتسابق على امتلاكه أو السيطرة عليه باتت محمومة، وقد وصلت إلى حد إنفاق المليارات من الدولارات في سبيل افتتاح بعض القنوات الفضائية، وخاصة في الدول التي تشهد حراكًا سياسيًا واجتماعيًا وفكريًا ساخنًا.

ومع تنبه جميع أعداء الإسلام لخطورة هذه الوسيلة ومدى تأثيرها على الناس، وامتلاكهم لمعظم هذه الوسائل في شتى أنحاء المعمورة، فإن المسلمين من أهل السنة ما زالوا في آخر الركب في هذا المجال، ورغم إدراكهم أخيرًا لأهمية هذا الأمر وخطورته، وامتلاكهم لبعض القنوات الفضائية القليلة، إلا أنهم ما زالوا مقصرين وبشدة في هذا الإطار، تاركين لأعدائهم فرصة استثمار هذا التقصير لصالحهم، من خلال افتتاح المزيد من القنوات الإعلامية التي تتكلم باسمهم، أو من خلال سيطرتهم على قنوات إعلامية موجودة بالفعل للدفاع عن أفكارهم. وبالرغم من خطورة المعركة العسكرية والفكرية والإيديولوجية التي خاضها المسلمون -وما زالوا- مع خصومهم وأعدائهم اليهود والصليبيين، والتي تم استخدام الإعلام فيها بشكل كبير وخطير لصالح الأفكار العلمانية والليبرالية، فإن ما هو أشد خطورة منه قد برز في الأونة الأخيرة، من خلال ما يسمى بالإعلام والفكر الشيعي، الذي تحول الصراع فيه وبشكل سريع من فكري عقائدي، إلى قتالي وعسكري في أكثر من بلد عربي وإسلامي، ولعل ما يحدث في كل من سوريا والعراق واليمن خير شاهد على ذلك.

وبما أن الإعلام من أكثر الأسلحة فاعلية لتزوير الحقائق وتشويه الوقائع، بل وبث الأكاذيب ونشر الشائعات وزرع الفتن، وهو ما لا غنى لقوى الباطل عنه في حال من الأحوال لتمرير باطلهم وتسويق دعواهم، فإن مسارعتهم للسيطرة على بعض وسائل الإعلام في تلك الجبهات المفتوحة أمر في غاية الأهمية. وإذا كان الأمر في كل من العراق وسوريا ولبنان تحت السيطرة، حيث الإعلام بمجمله في يد الشيعة هناك، فإن الأمر مختلف في اليمن، حيث لا بد من إيجاد موطئ قدم لإعلام شيعي هناك، وهو ما تم الكشف عنه مؤخرًا.

فقد كشف موقع (يمن برس) أن ثلاث قنوات يمنية تبث أخبارها من جنوب لبنان، وأن شبابًا من اليمن يسافرون إلى جنوب لبنان عن طريق جماعة الحوثي للتدريب الإعلامي، كما يسافر عدد من شباب اليمن وبناته للجنوب اللبناني ليعودوا كناشطين في اليمن، وليؤسسوا منظمات حقوقية وصحف وحركات سياسية، كما أن عدد المسافرين من وإلى صنعاء وبيروت قد زاد في الآونة الأخيرة بشكل مضطرد. وقد ذكر الموقع أن قناة (المسيرة) واحدة من هذه القنوات، حيث يديرها لبناني الجنسية وإعلامي من حزب الله، وأن نصف الطاقم الإعلامي للقناة من أبناء اليمن من المذهب الشيعي، وأن القناة تملك ميزانية ضخمة، وتقوم ببث أفكار وأخبار الحوثيين، وتمتلك مكتبًا في صعدة وأجهزة بث في صنعاء.

كما ذكر الموقع قناة (عدن لايف) التي تبث أخبار الحراك الجنوبي في اليمن، والتي تركز على انفصال الجنوب عن الشمال، ورغم أن طاقم القناة من أبناء جنوب اليمن، إلا أن المدير الفعلي لها هو أحد كوادر حزب الله اللبناني، ناهيك عن تواجد رئيس جنوب اليمن قبل الوحدة -علي سالم البيض- في جنوب لبنان حاليًا، مما يعطي مؤشرًا لتوجهات القناة ومحركها الحقيقي. أما اسم القناة الشيعية الثالثة التي تبث من جنوب لبنان فهو (الساحات)، والتي يديرها بالظاهر شاب يمني اسمه ريدان المقدم، الذي يتلقى التوجيهات والأوامر من لبناني الجنسية -المدير الفعلي للقناة- من خلال اجتماعات دورية بينهما.

ولا تخفى مآرب إيران من وراء هذا الاختراق الإعلامي في اليمن، حيث تسعى لاستنساخ تجربة زرع حزب الله اللبناني في اليمن من خلال الحوثيين هناك، كما لا يخفى سعيها لإفشال الحوار الوطني اليمني، الذي كاد أن ينتهي بخير وسلام لولا جرائم الحوثيين واعتدائهم الأخير على دماج، والذي ما زال متواصلاً حتى الآن.

ومع كل هذه الحقائق التي تتكشف كل يوم عن سعي الشيعة الحثيث لاختراق الإعلام في الدول السنية، وإنفاقهم المال الكثير في سبيل ذلك، من خلال عرض الرواتب السخية للإعلاميين اليمنيين، إلى جانب توفيرها للسكن وبعض المنح الدراسية لهم في الجامعات التي يسيطر عليها حزب الله، وذلك لنشر أباطيلهم وضلالهم على شاشاتها، لا يزال السؤال يراود كل مسلم غيور على دينه: أين الأموال السنية لمواجهة المد الإعلامي الشيعي؟؟!!

 

  • 0
  • 0
  • 1,191

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً