دستور يعادي الإسلام لا الإخوان
بعض المواد التي تم إلغاؤها من دستور 2012 لوضع دستور مصر الانقلابي الجديد لعام 2013 تثير تساؤلات حول: هل الهدف محاربة الإخوان أم الإسلام؟
بعض المواد التي تم إلغاؤها من دستور 2012 لوضع دستور مصر الانقلابي الجديد لعام 2013 تثير تساؤلات حول: هل الهدف محاربة الإخوان أم الإسلام؟
من عينة ذلك: حذف المواد التي تحض على رعاية الأخلاق والآداب، وحماية الأديان والرسل من التعدي عليهم بالسب والقذف، وإحياء نظام الوقف الخيري.. مما يعني ضمنًا السماح بازدراء الأديان وسب الرسل والأنبياء، ومنع خلق موارد مالية شرعية من (الوقف الخيري) لتمويل المشروعات.
فالمادة 11 من دستور 2012 الملغاة في دستور 2013 تنص: أن الدولة ترعى الأخلاق والآداب والنظام العام والمستوى الرفيع للتربية والقيم الدينية والوطنية والحقائق العلمية والثقافة العربية والتراث التاريخي والحضاري للشعب.
والمادة الـ12 الملغاة تقضي: بأن الدولة تحمي المقومات الثقافية والحضارية واللغوية للمجتمع، وتعمل على تعريب التعليم والعلوم والمعارف.
والمادة 44 الملغاة: تحظر الإساءة أو التعريض بالرسل والأنبياء كافة.
والمادة 25 تشير إلى التزام الدولة بإحياء نظام الوقف الخيري وتشجيعه، وتم إلغاؤها أيضًا مع أن هذه المواد تؤشر لهوية الدولة الإسلامية، ولا علاقة لها بالعداء أو الخلاف مع الإخوان.
نزع الهوية الإسلامية لمصر في ديباجة دستورهم المزور ظهر كذلك عندما استبدلوا في الديباجة "مواثيق الأمم المتحدة" بـ"الإسلام" أو الشريعة الإسلامية، وخلت الديباجة من أية جملة تعبر عن الهوية الإسلامية لمصر.. وعندما قلت هذا للمحامي عصام الإسلامبولي والمحامي نجيب جبرائيل محامي الكنيسة في حلقة نقاشية بقناة (الحرة) الأمريكية، هاجماني بشدة وقالوا: إن مواثيق الأمم المتحدة أهم، وإن مصر لا تقبل ما يخالف الشريعة؛ لأنها إطار حاكم في المادة الثانية من الدستور.
رددت عليهما قائلًا كمثال: إن اتفاقية (سيدوا) المتعلقة بالتمييز بين الرجل والمرأة ووثيقة بكين اللتين وقعت عليهما مصر وملتزمة بهما يتضمنان السماح بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وكذا التثقيف الجنسي للأطفال والمراهقين وتعليم الأطفال ما يسمى بالجنس الآمن Safe sex؛ أي كيفية ممارسة الجنس مع توقي حدوث الحمل أو انتقال مرض الإيدز، وأنها تلزم مصر والدول العربية والإسلامية التي وقعت عليها بتوفير وسائل منع الحمل للأطفال والمراهقين في المدارس، وهو ما يتنافى مع الشريعة التي يتحدثون عنها والتي هي مجرد (مبادئ) في الدستور، ظلوا ينكرون حدوث هذا!
الديباجة – التي جعلوها جزءًا من الدستور مع أنها عرفيًّا ليست منه – قالوا فيها: "تطلع المصريون إلى السماء قبل الأديان" وهذا كلام "إلحادي" يعادي الدين ويزعم أن المصريين هم الذين اخترعوا الإله أو أنهم عرفوه قبل الرسل!
حذفوا أيضًا في دستورهم التفسير الذي وضعه الأزهر لمبادئ الشريعة الإسلامية وتم إبعاد الأزهر كليًّا -كجهة دينية-، وتجريده من صلاحياته كمرجع لتفسير مبادئ الشريعة الإسلامية، وجعلوا بالمقابل المحكمة الدستورية -جهة علمانية- هي المرجعية في تفسير كل ما يتعلق بالإسلام وشريعته.
أيضًا لم ترد آية قرآنية واحدة أو حديث شريف في الديباجة، وبالمقابل تم النص على أن: "المصريين قدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن كنيسة السيد المسيح"، وكذا عبارة البابا شنودة الشهيرة: "مصر وطن نعيش فيه ويعيش فينا"، لأن من وضع الديباجة هو الشاعر سيد حجاب الذي كتب للأطفال في مجلتي "سمير" و"ميكي" كما تقول موسوعة ويكيبيديا.
أما مواد الدستور نفسه، فبخلاف الثلاثة امتيازات للجيش (ميزانية خاصة – محاكمة المدنيين حتى لو كانت مشاجرة بين مواطن وعامل بنزينة وطنية التابعة للجيش! – تحصين وزير الدفاع)، تم منع التيار الإسلامي الأكبر في مصر من بين كل القوى السياسية من ممارسة أي نشاط سياسي بحظر الأحزاب الدينية، ووضع نص يتيح للمحاكم حل الأحزاب الإسلامية القائمة، وكأن هناك من يريد دفع الإسلاميين دفعًا للعمل تحت الأرض(المادة:74).
أيضًا تم النص على أن حرية الاعتقاد مطلقة وعدم تقييدها، وتم تمرير الصياغة بطريقة ماكرة ما قد يوفر الغطاء الدستوري للجماعات الضالة والمنحرفة مثل البهائيين وعبدة الشيطان(مادة:64).
بل وتم تحصين ممثلي السينما من الملاحقة القانونية (مادة:67) بدعوى أن حرية الإبداع الفني والأدبي مكفولة، ولا يجوز رفع أو تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة، ولا توقع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بسبب علانية المنتج الفني أو الأدبي أو الفكري.
النكتة بقى.. أنهم بعد تحصين ممثلي السينما وما يسمى "حرية الإبداع" يستعدون في عهد الانقلاب لإنزال أفلام مصرية تعالج فكرة الشذوذ الجنسي واللواط من عينة فيلم (أسرار عائلية) ويتحدثون عن معركة وهمية مع الرقابة على حذف 13 مشهدًا للدعاية للفيلم، ويبثون فيلمًا آخر بعنوان (جدران هشة) على يوتيوب يتحدث عن شذوذ البنات، فهل هذا جزء من انقلاب أو "شقلبة" حال مصر أو ما بشرونا به عقب الانقلاب من تغيير لهوية مصر بحجة أن الإخوان عبثوا بها خلال عام واحد من حكمهم؟!
- التصنيف:
Shehabo Aldin Mohamed
منذ