12 راهبة أغلى من 22 مليون!
لم يعد بعد الثورة السورية من حاجة إلى التخفي وراء الشعارات البرَّاقة من ديموقراطية وحقوق إنسان! بل لنقل -إن شِئنا الدقة-: لم يعد في وِسع هؤلاء الكفرة الفجرة أن يُقدِّموا عروضًا معقولة بأقنعتهم الباهتة، التي أسقطها الثوار السوريون بثباتهم المذهل للصديق والمؤلم للعدو.
تخلّى الغرب أخيرًا عن نفاقه بالتوازي مع تخلي حلفائه المجوس عن تقيتهم.
لم يعد بعد الثورة السورية من حاجة إلى التخفي وراء الشعارات البرَّاقة من ديموقراطية وحقوق إنسان! بل لنقل -إن شِئنا الدقة-: لم يعد في وِسع هؤلاء الكفرة الفجرة أن يُقدِّموا عروضًا معقولة بأقنعتهم الباهتة، التي أسقطها الثوار السوريون بثباتهم المذهل للصديق والمؤلم للعدو.
سوريا التي ينحرها عميلهم بشار من الوريد إلى الوريد، وقد قتلَ من شعبها نحو 200 ألف وشرَّد 10 ملايين، ودمَّر نصف بيوتها فوق رؤوس النساء والأطفال والشيوخ.
سوريا هذه بكل عذاباتها لا تعني لتُجّار الإنسانية الدجالين شيئًا، لكن دخول المجاهدين إلى القرية النصرانية (معلولًا) مضطرين أقام قيامة الغرب "المدني العلماني اللبرالي"!
دخل الثوار إلى البلدة بعد أن نصبت عصابات المجوس وقطعان النصيرية مدافعهم في قلب الكنائس والأديرة، ومن هناك تنطلق حِممها الفتاكة على القرى المجاورة، ولا يستطيع الثوار أن يردوا على نار المجرمين تلك؛ لأنهم سوف يُصِيبون معابد النصارى التي باتت ثكنات عسكرية بتواطؤ القسس والرهبان تُجّار: "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر"، و: "باركوا لاعنيكم وأحبوا أعداءكم"!... وغيرها من الهرطقات الكاذبة الخاطئة.
حرَّر الثوار البلدة من رجس العصابات الطائفية بضربةٍ موفقةٍ مباغِتة، فلم يقتلوا مدنيًا ولو خطأً، ولم تُصِب أسلحتهم الفردية والمتوسطة أي مبنى، هرب جرذان المجوس والنصيرية الجبناء.
أدرك المجاهدون أن العصابات الوضيعة سوف تعيث في معلولا فساداً بالقصف من بعيد، وبقتل أكبر عدد من القسس والراهبات من خلال الشبيحة المأجورين، لإثارة الغرب الحاقد أكثر فأكثر ضد الشعب السوري.
لذلك؛ بادر المجاهدون بحكمة سدَّدها ربّ العالمين إلى نقل الراهبات وعددهن اثنتي عشرة راهبة، إلى مدينة (يبرود) التي تقطنها نسبة غير قليلة من النصارى إلى جوار الأكثرية المسلمة، وسلَّموا الراهبات بكل أمانٍ إلى شخصٍ نصراني من وجهاء القوم، واختاروه بعد استشارة كهنة النصارى الكبار!
تلك هي "جريمة" هؤلاء الأبطال!
استنفر البيت الأبيض ونطق بابا الفاتيكان وهاج الروس وانطلق فحيح أفاعي الصليبيين الخبيثة في لبنان!
تجنَّدت الأبواق العميلة وراحت تُصوِّر المسألة على نقيض حقيقتها.
وأفلت "آية الشيطان" ميشيل عون لسانه مجددًا، وأقام حفلة لطم على غرار سادته الرافضة: "إن خطف الراهبات يُهدِّد بزوال المسيحيين من الشرق"!
قاتلك الله أيها المأفون!
لو كُنَّا كما تزعُم لما بقيت أنت والذين على شاكلتك 1400 سنة؛ بالرغم من حقد أكثركم وخيانة رموزكم وعمالتهم للغزاة الأجانب، وشاركت وسائل التغريبيين في الهوجة العمياء مع أن نصارى بارزين تحدَّثوا إلى تلك القنوات مؤكدين أن الراهبات بخيرٍ وفي أمان، وخرج ساسة المعارضة السورية يُوضِّحون ما جرى؛ لكن الحملة الشعواء الضارية لم تهدأ، والأكاذيب لم تتوقف.
أجل! افهموا أيها المغفلون من المسلمين:
لا قيمة لمقتل مئات الألوف منكم ولا لتهجير عشرات الملايين ولا لتدمير بيوتكم ومساجدكم ومستشفياتكم ومدارسكم؛ كل ذلك لا يساوي نقل 12 راهبة حتى لو كان ذلك حِفاظًا على سلامتهن!
من هنا؛ يشهد المرء بجرأة صحافي نصراني ونزاهته إذ وقف موقِفًا منصِفًا، يتفوَّق ألف مرة على غِلمان العلمنة المنحدرين من عائلات مسلمة، يوم قال: "لماذا كل هذا الهياج ولم تُمَسّ راهبة بكلمة، بينما يتجاهل العالم مَقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين من السوريين المسلمين؟ ألأنهم مسلمون من أهل السنة؟!
مهند الخليل
- التصنيف:
- المصدر: