نبذة يسيرة من حياة فضيلة الشيخ العلاّمة المسنِد شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل رحمه الله
فهذه نبذة مختصرة من حياة فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل، جمعتها من عدة مصادر[1] مع بعض الزيادات، أسأل الله تعالى أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
فهذه نبذة مختصرة من حياة فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل، جمعتها من عدة مصادر[1] مع بعض الزيادات، أسأل الله تعالى أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.
وقد قسمت هذه النبذة إلى خمسة فصول وهي:
الفصل الأول: نسبه وأسرته.
الفصل الثاني: شيوخه.
الفصل الثالث: أسانيده ومروياته وما يتعلق بذلك.
الفصل الرابع: وظائفه العملية، وآثاره العلمية، وتدريسه للطلاب.
الفصل الخامس: أخلاقه، وثناء العلماء عليه.
الفصل الأول: نسبه وأسرته:
سماحة الوالد الشيخ القاضي أبي عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل بن عبد الله بن عبد الكريم بن عقيل آل عقيل العُنَزِي -نسبة إلى عُنَيْزَةَ- الحنبليّ.
وُلد رحمه الله في عنيزة بتاريخ: 1/1/1335هـ، الموافق: 28/10/1916م.
قال سماحته: "المعروف المتعارف بين أفراد قبيلتنا وغيرهم من كبار السن السابقين أننا من الأنصار من قبيلة الخزرج، ومنشؤنا في المدينة المنورة، ثم مؤخراً نشط بعض أفراد أسرتنا وبحثوا في الموضوع، وذكروا أنهم وجدوا وثائق رسمية وحجج شرعية على أملاك الأجداد في المدينة المنورة تدل على أننا ننحدر نسباً من آل عقيل الأشراف، وأوردوا عليه من البراهين ما يؤيدون ذلك، وموقفي من هذا التوقف؛ فإن ثبت فلا مجال لإنكاره، وإلا فالأصل بقاء ما كان على ما كان، والله المستعان".
نشأ في كنف والده الشيخ عبد العزيز رحمهما الله، وبدأ بالقراءة والكتابة عليه في بيته وفي دكانه، وبعد ذلك دخل الكُتّاب عند الشيخ عبد العزيز بن محمَّد بن سليمان آل دامغ رحمه الله.
ولما بلغ سنّ التمييز صار يحضر مع والده جلسات المشايخ، ويذهب معه لحضور بعض الدروس لدى الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله، وذلك سنة 1348 تقريباً.
التحق بالمدرسة الأهلية النّموذجية التي افتتحها الشيخ صالح بن ناصر آل صالح مع الفوج الأول، ودرس فيها مدة، ثُمّ التحق بمدرسة الشيخ عبد الله القرعاوي التي افتتحها سنة 1348هـ.
الفصل الثاني: شيوخه:
أخذ الشيخ ابن عقيل العلم عن كبار العلماء الراسخين فيه، وكان من أبرزهم:
العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السّعدي لفترات متعددة، وكانت بداية الطلب عليه سنة 1348هـ، وكان مجموع السنوات التي درس فيها على الشيخ 12 سنة.
العلاّمة المحدّث عبد الله القرعاوي: التحق الشيخ بمدرسته التي افتتحها سنة 1348هـ، وحفظ عليه مجموعة من المتون فكان مما قرأ عليه: القرآن، وثلاثة الأصول، ومتن الرحبية في الفرائض، والآجرومية، وأول الألفية من النحو، وكتاب مختصر اسمه: الثمرات الجنية في الفوائد النحوية، ومتن مختصر في الصرف، وتحفة الأطفال في التجويد، ومتن الجزرية في التجويد، ومبادئ في مصطلح الحديث، والبيقونية، والأربعين النووية، وقصيدة غرامي صحيح، وغيرها، وغيبها كلها عليه، و سمع منه مسلسل المحبة في مدرسته بتاريخ: 10 شعبان 1339هـ، وأجازه إجازة عامة بتاريخ: 1 ربيع الأول 1361هـ في أبي عريش بجنوب المملكة، واستفاد أيضاً منه في جنوب المملكة بين عامي (1358 و1365)هـ، ولم تنقطع الصلة بينهما بعد ذلك.
العلاّمة محمّد بن إبراهيم آل الشيخ: أخذ عنه شيخنا في الرياض لمَّا كان قاضياً بها، ثم لازمه أربعة عشر عاماً وذلك أثناء العمل معه في دار الإفتاء، فاستفاد من أخلاقه، وحسن تدبيره، وسياسته مع الناس، وكانت له منزلة عالية عند الشيخ، حتّى كان ينيبه بالفتوى عنه.
العلاّمة المحدِّث علي بن ناصر أبو وادي: حيث قرأ عليه شيخنا أطرافاً من الكتب الستة ومسند الإمام أحمد ومشكاة المصابيح بعد صلاة الفجر في عدّة أيام من شهري ربيع الأول وربيع الثاني عام 1357هـ، وأجازه بروايتها عنه.
العلاّمة المحدِّث عبد الحقّ بن عبد الواحد الهاشمي العُمَرِي: أجاز شيخَنا سنة 1381هـ أو سنة 1382هـ تقريباً، وأخذ عنه شيخنا مسلسل المُدّ.
العلاّمة عبد الله بن محمَّد بن عبد الله بن مانع: حضر عليه شيخنا في عدة فنون، ومن ذلك في الروض المربع بقراءة أحد زملائه.
واستفاد الشيخ عبد الله -أيضاً- من العلماء الأجلاء الوافدين لمدينة الرياض للتدريس في كلية الشريعة، أمثال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان، والشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهم الله، وغيرهما.
كما أنه تدبّج مع بعض معاصريه، ولقي جماعة من العلماء وتباحث معهم، كالشيخ عبد الله العنقري، والشيخ أحمد شاكر، والشيخ سليمان بن حمدان، والشيخ المحدِّث محمَّد ناصر الدين الألباني، والشيخ عبد المحسن بن حمد العباد، والشيخ وصيُّ الله عباس الهندي، وغيرهم.
الفصل الثالث: أسانيده ومروياته وما يتعلق بذلك:
أولاً: شيوخ الرواية
تلقى رحمه الله الإجازة العامة من مجموعة من الشيوخ، وهم المشايخ الأجلاء الفضلاء:
1- علي بن ناصر أبو وادي العنزي. (1273/1361)هـ، رحمه الله.
2- وعبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي العُمري الهندي ثم المكي. (1302/1392)هـ، رحمه الله.
3- وعبد الله بن محمد المطرودي العُنزي. (1311/1361)هـ، رحمه الله.
4- وعبد الله بن محمد القرعاوي العُنزي. (1315/1389)هـ، رحمه الله.
5- ومحمد بن أحمد بن سعيد. (1322 -تقريباً-/1423)، رحمه الله، أجاز شيخنا في مكة.
6- ومصطفى بن أحمد الزرقا الحلبي. (1325 -تقريباً-/1420)هـ، رحمه الله، أجاز في الرياض: 27 رجب 1419هـ.
وحصل التدبيج في الرواية مع المشايخ الفضلاء:
7- إسماعيل بن محمد الأنصاري (1340/1417)، رحمه الله. وتاريخ إجازته: 25/5/1392هـ.
8- وعبد الرحمن بن سعد العياف، نزيل الطائف، حفظه الله، كتب الإجازة على ثبته: (إتحاف المريد بعالي الأسانيد) لدى زيارة شيخنا له في منزله بالطائف يوم الثلاثاء 13/6/1414، ثم أجاز شيخنا ابن عقيل الشيخ العياف، فتدبجا.
9- وأحمد بن يحيى النّجمي، رحمه الله. وتاريخ إجازته: 14/1/1417هـ، ثم أرسل ثبته المسمى: (إنالة الطالبين بأسانيد كتب المحدثين)، وعليه إجازته بتاريخ: 23/5/1423هـ.
10- وعبد القادر الأرنؤوط الدمشقي، رحمه الله. أجاز من دمشق: 21/8/1420، ثم أجاز شيخنا ابن عقيل الشيخَ الأرنؤوط، فتدبجا.
11- وعبد الغني بن محمد بن علي الدَّقر الدمشقي (1335/1423)هـ، رحمه الله. أجاز من دمشق: 24/8/1420هـ.
12- ومحمد بن الأمين بوخبزة الحسني التّطواني، حفظه الله. وحصلت الإجازة عند زيارة شيخنا ابن عقيل له في بيته بمدينة تطوان في: رجب 1421هـ.
13- ومحمد زهير بن مصطفى الشاويش الحسيني الدمشقي ثم البيروتي الحازمي، رحمه الله. كتب له الإجازة من جدة يوم الثلاثاء: 25/11/1423هـ.
14- ومحمد بن لطفي الصبّاغ الدمشقي، نزيل الرياض، حفظه الله. وذلك في منزل الشيخ ابن عقيل بالرياض، ليلة الخميس: 22/2/1424هـ.
15- وبكري بن عبد المجيد الطرابيشي الدمشقي، رحمه الله، وذلك في منزل شيخنا ابن عقيل بالرياض، يوم الأحد 21/2/1425هـ.
16- ويحيى بن عثمان المدرس، حفظه الله.
17- وعبد القيوم الرحماني الهندي، رحمه الله. حصل التدبج بينهما بتاريخ: 28/10/1428هـ.
18- وربيع بن هادي المدخلي، حفظه الله. أجازه شيخنا ابن عقيل ببيته بمكة المكرمة، ثم أجازه الشيخ ربيع بتاريخ: 13/3/1430هـ، فتدبجا.
كما استجيز للشيخ من المشايخ:
19- أحمد نصيب المحاميد الدمشقي (1330/1421)هـ، رحمه الله، أجاز من دمشق 24، ثم: 29/8/1420هـ.
20- ومحمد بن أحمد الشاطري الحضرمي ثم الجُدِّي (1331/1422)هـ، رحمه الله، أجاز من جدة بتاريخ: 15/4/1422هـ.
21- وإدريس بن محمد بن جعفر الكتّاني الفاسي.
22- ومحضار بن علي الحبشي الحضرمي.
23- ومحمد بن عبد الرحمن آل الشيخ.
24- وعَلَويّة بنت عبد الرحمن الحبشي الحضرمية.
25- وثناء الله بن عيسى خان المدني.
26- ومحمد إسرائيل السلفي الندوي، وسمع منه الأولية بالهاتف.
ثانياً: إسناد الفقه الحنبلي
تلقى سماحته الفقه على جماعة من العلماء الأجلاء، أبرزهم الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، عن صالح بن عثمان القاضي، وإبراهيم بن صالح بن عيسى، عن أحمد بن إبراهيم بن عيسى. (ح)
وأخذ عن سماحة المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ، عن عمه عبد الله بن عبد اللطيف، وسعد بن عتيق، وهذا عن أبيه حمد، ثلاثتهم (ابن عيسى، عبد الله بن عبد اللطيف، حمد بن عتيق)، عن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، عن جده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، عن عبد الله بن إبراهيم بن سيف، عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي البعلي، عن أبيه، والشمس محمد بن بدر الدين البلباني، كلاهما عن أحمد الوفائي المُفلحي، عن موسى بن أحمد الحجّاوي، عن الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد الشُّوبكي، عن شهاب الدين أحمد بن عبد الله العُسْكري، عن علاء الدين علي بن سليمان المَرداوي، عن الزين عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم الصالحي المعروف بأبي شَعْر، عن العلاء علي بن محمد بن اللحام، وعن شيخه الحافظ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب، عن شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزّرعي، المعروف بابن قيم الجوزية، عن شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، عن شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، عن عمه الموفق عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة، عن ناصح الإسلام أبي الفتح نصر بن فتيان المعروف بابن المنِّي، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد الدِّينَوري، عن أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكَلْوذاني، عن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين، المعروف بابن الفراء، عن أبي عبد الله الحسن بن حامد البغدادي الورّاق، عن أبي بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد، المعروف بغلام الخلال، عن شيخه أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال. (ح)
وأخذ ابن حامد عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العُكبُري، المعروف بابن بطة، عن أبي القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد الخِرقي، عن والده أبي علي الحسن، المعروف بخليفة المرُّوذي.
كلاهما عن أبي بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي، وغيره من أصحاب أحمد، عن إمام أهل السنة والصابر في المحنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، رحمهم الله تعالى.
ثالثاً: أسانيده إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:
يرويها سماحته عن الشيخين: محمد بن أحمد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن النجدي، عن سعد بن عتيق، عن أحمد بن إبراهيم بن عيسى. (ح)
وعن شيخه عبد الحق الهاشمي، عن أحمد بن سالم بن عبد الله البغدادي، كلاهما عن عبد الرحمن بن حسن، عن جده شيخ الإسلام.
ويروي أحمد بن إبراهيم بن عيسى، عن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، عن عم أبيه عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، عن أبيه.
رابعاً:
صفة أخذه على شيخه المحدث علي بن ناصر أبو وادي والذي يروي عن شيخ مشايخ الهند المحدث نذير حسين الدهلوي.
يروى فضيلته عن شيخه المحدث علي أبو وادي صحيحي البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، ومسند الإمام أحمد، ومشكاة المصابيح، وأجازه بها حينما قرأ عليه أوائلها هو والشيخ علي بن حمد الصالحي، وبحضور شيخه المحدث عبد الله بن محمد المطرودي وغيره، وذلك في مسجد الجُدَيِّدَةِ في عنيزة، بعد صلاة الفجر في عدة أيام من شهري ربيع الأول وربيع الثاني عام 1357هـ، فأجازه بها، وأذن له بروايتها بأسانيدها المحفوظة صورتها لدى شيخنا بقلم شيخه عبد الرحمن السعدي المؤرخة في 1340هـ. والشيخ ابن عقيل يتفرد في هذا العصر بالرواية عن شيخه علي أبو وادي.
وصفة قراءته على الشيخ علي أبو وادي: أنه بدأ يقرأ من كل كتاب من أوله:
فأما صحيح البخاري: فقرأ من أوله إلى كتاب العلم.
وأما صحيح مسلم: فمن أوله إلى باب شعب الإيمان.
وأما سنن أبي داود: فمن أوله إلى باب التوضؤ بماء البحر.
وأما سنن النسائي: فمن أوله إلى باب إيجاب غسل الرجلين.
وأما سنن الترمذي: فمن أوله إلى ما جاء في النضح بعد الوضوء.
وأما سنن ابن ماجة: فمن أوله إلى فضائل الصحابة.
وأما مسند الإمام أحمد: فمن أوله إلى أثناء مسند أبي بكر: حديث تلحيد النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما مشكاة المصابيح: فمن أوله إلى باب الوسوسة.
خامساً: عيون مجالس الرواية:
قال الإمام عبد الله بن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، وقال الإمام محمد بن أسلم الطوسي: "قرب الإسناد قرب، أو قربة إلى الله تعالى". وقد درج المحدثون على عقد مجالس التحديث التي كانت من أسباب حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن توفيق الله للشيخ عبد الله ابن عقيل أن اقتفى أثرهم واتبع سننهم، فعقد عدة مجالس لقراءة كتب الحديث، ذكّرت الخلف بسنن السلف، فكان مما قرء على شيخنا في هذه المجالس: مسند الإمام أحمد، وصحيحي البخاري ومسلم، وثلاثيات مسند الإمام أحمد، وغيرها.
وخُرِّجت لسماحته عدة أربعينات؛ فمنها: الأربعون في فضل المساجد وعمارتها، خرجها له محمد بن ناصر العجمي، والنوافح المسكية في الأربعين المكية، خرجها له الشيخ محمد زياد التكلة، والأربعون الحنبلية والثمانون، خرجهما له الشيخ صالح العصيمي، والأربعون في الحج وفي الصيام، خرجهما له الشيخ باسل الرشود، والأربعون في العلم، والأربعون في فضل التوحيد، وقد قرئت هذه الأجزاء على شيخنا بالرياض وبمكة وبجدة وبالكويت.
كما خُرِّج لسماحته؛ جزء: النجم البادي في عوالي مقروءات العلاّمة ابن عقيل على شيخه المحدّث علي أبو وادي. وهي المواضع التي قرأها شيخنا على شيخه علي أبي وادي، وقد تقدم ذكرها قريبا. خرّجها له: بلال بن محمود الجزائري، وقرء على شيخنا بمكة والرياض.
وخُرِّج له: الأوائل العقيلية، خرّجها له: الشيخ بدر بن طامي العتيبي.
الفصل الرابع: وظائفه العملية، وآثاره العلمية، وتدريسه للطلاب:
أولاً: وظائفه العملية
اختير الشيخ عبد الله عام 1353هـ وهو في مطلع شبابه مع المشايخ الذين أمر الملك عبد العزيز بابتعاثهم قضاة ومرشدين في منطقة جيزان، فكان نصيب الشيخ عبد الله مع عمه الشيخ عبد الرحمن بن عقيل -قاضي جازان- أن عمل ملازماً وكاتباً، مع ما كان يقوم به من الإمامة، والخطابة، والحسبة، والوعظ، والتدريس.
وفي تلك الفترة وأثناء مكوثه في جازان خرج مع الهيئة التي قامت بتحديد الحدود بين المملكة واليمن، حيث ظلت تتجول بين الحدود والقبائل الحدودية بضعة أشهر من سنة 1355هـ.
وفي عام 1357هـ رجع الشيخ إلى وطنه عنيزة، ولازم شيخه ابن سعدي مرة أخرى بحضور دروسه ومحاضراته حتى عام 1358هـ، حيث جاءت برقية من الملك عبد العزيز لأمير عنيزة بتعيين الشيخ لرئاسة محكمة جازان خلفاً لعمه عبد الرحمن، فاعتذر الشيخ عن ذلك؛ فلم يُقبل عذره، فاقترح على الشيخ عمر ابن سليم التوسط بنقل قاضي أبي عريش الشيخ محمد بن عبد الله التويجري من أبي عريش إلى جازان، ويكون هو في أبي عريش، فهي أصغر حجماً وأخف عملاً، فراقت هذه الفكرة للشيخ عمر ابن سليم؛ فكتب للملك عبد العزيز، الذي أصدر أوامره بذلك. ومن ثَمَّ سافر الشيخ عبد الله إلى أبي عريش مباشراً عمله الجديد في محكمتها مع القيام بالتدريس والوعظ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ذلك في رمضان من سنة 1358هـ.
وفي سنة 1359هـ نقل الشيخ عبد الله إلى محكمة فرسان، لكنه لم يدم هناك طويلاً، فما لبث أن أعيد إلى محكمة أبي عريش مرة أخرى ليمكث فيها قاضياً مدة خمس سنوات متتالية.
وفي رمضان سنة 1365هـ نقل الشيخ بأمر من الملك عبد العزيز إلى محكمة الخرج، وذلك باقتراح من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ولم يدم مكوث الشيخ عبد الله في محكمة الخرج إلا قرابة السنة، حيث تم ترفيعه إلى المحكمة الكبرى في الرياض، وقد كان ذلك في شوال سنة 1366هـ.
ظل الشيخ قاضياً في الرياض حتى سنة 1370هـ، إلى أن أمر الملك عبد العزيز بنقله قاضياً لعنيزة مسقط رأسه، ومقر شيخه الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي، ولم يمنعه موقعه -وهو قاضي عنيزة- من متابعة دروسه العلمية، والاستفادة منه طيلة المدة التي مكث فيها بعنيزة، وقد أشرف خلال هذه الفترة على إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة عنيزة.
وقد ظلّ الشيخ قاضياً لعنيزة حتى سنة 1375هـ، وفي تلك الأثناء افتتحت دار الإفتاء في الرياض برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعين الشيخ عبد الله بن عقيل عضواً فيها بأمر الملك سعود، وباشر عمله في رمضان سنة 1375هـ.
وكان تعيين الشيخ في دار الإفتاء فرصة عظيمة له لملازمة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والاستمرار في الاستفادة منه.
وأثناء عمل الشيخ عبد الله في دار الإفتاء أصدر مجموعة من العلماء برئاسة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم صحيفة إسلامية سميت بالدعوة، وكانت فيها صفحة للفتاوى، تولى الإجابة عليها أَوَّلَ أمرِها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ثم وكل للشيخ عبد الله بن عقيل تحريرها، والإجابة على الفتاوى التي تَردُ من القرّاء، وقد جمعت هذه الفتاوى وطبعت في مجلدين باسم: (فتاوى ابن عقيل).
وبعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رئيس القضاة- أمر الملك فيصل بتشكيل لجنة للنظر في المعاملات الموجودة في مكتبه؛ فترأس الشيخ عبد الله تلك اللجنة، التي سميت اللجنة العلمية، وقد ضمت في عضويتها كلاً من الشيخ محمد بن عودة، والشيخ راشد بن خنين، والشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ عمر المترك.
وفي عام 1391هـ وبعد أن أنهت اللجنة العلمية أعمالها انتقل الشيخ عبد الله بن عقيل بأمر من الملك فيصل إلى عضوية هيئة التمييز، بمعية كل من الشيخ محمد بن جبير، والشيخ محمد البواردي، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ محمد بن سليم، ورئيسهم الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد.
وفي عام 1392هـ تشكلت الهيئة القضائية العليا برئاسة الشيخ محمد بن جبير، وعضوية الشيخ عبد الله ابن عقيل، والشيخ عبد المجيد بن حسن، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ غنيم المبارك.
وفي أواخر عام 1393هـ انتقل عمل الشيخ من الهيئة القضائية العليا إلى مجلس القضاء الأعلى الذي تشكل برئاسة وزير العدل في ذلك الوقت الشيخ محمد الحركان، حيث تعين فيه الشيخ عبد الله عضواً، إضافة إلى عضويته في الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى.
ثم عين الشيخ رئيساً للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى إثر انتقال الشيخ محمد الحركان إلى رابطة العالم الإسلامي، وتعيين الشيخ عبد الله بن حميد خلفاً له في رئاسة المجلس، كما كان الشيخ عبد الله ابن عقيل يترأس المجلس الأعلى للقضاء نيابة عن الشيخ عبد الله بن حميد أيام انتدابه، وأيام سفره للعلاج.
وقد اختير الشيخ عبد الله ابن عقيل لعضوية مجلس الأوقاف الأعلى إبّان إنشائه في سنة 1387هـ، واستمر في عضويته إلى جانب أعماله التي تقلدها حتى بلغ السن النظامي للتقاعد في سنة 1405هـ، ثم مُدِّدَ له لعام واحد.
ولم يكن التقاعد عن العمل الوظيفي تقاعداً عن الأعمال عند الشيخ ، فها هو يترأس الهيئة الشرعية التي أنشئت للنظر في معاملات شركة الراجحي المصرفية للاستثمار، ومن ثم تصحيح معاملاتها بما يوافق الشريعة، وكانت اللجنة تضم في عضويتها كُلاَّ من الشيخ صالح الحصين -نائباً للرئيس- والشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ عبد الله ابن بسام، والشيخ عبد الله ابن منيع، والشيخ يوسف القرضاوي. وقد تولى أمانة هذه اللجنة الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله ابن عقيل.
ولما عرض على هيئة كبار العلماء بالمملكة موضوع تحديد حرم المدينة النبوية، رأى المجلس الاكتفاء بقرار اللجنة العلمية الأسبق المؤيَّد من سماحة الشيخ محمد ابن إبراهيم، والتي كان الشيخ عبد الله ابن عقيل مندوبا عنه فيها، وقد رأى مجلس كبار العلماء تشكيل لجنة جديدة لتعيين الحدود على الطبيعة تضم -بالإضافة إلى الشيخ عبد الله ابن عقيل- كلاَّ من الشيخ عبد الله البسام، والشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ عطية محمد سالم، والشيخ أبو بكر الجزائري، والسيد حبيب محمود أحمد، وقد تولى الشيخ عبد الله رئاسة هذه اللجنة، كما تولى سكرتارية اللجنة الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله بن عقيل.
وقد فرَّغ الشيخ عبد الله نفسه -منذ أن تقاعد عن العمل الرسمي- للعلم وأهله وطلبته، فلا تكاد تجده إلا مشغولاً بالعلم تعلماً وتعليماً، بالإضافة إلى إجابة المستفتين حضوريّاً وعلى الهاتف، حفظه الله وأثابه، ومتع به على طاعته، وأحسن خاتمته.
ثانياً: آثاره العلمية
لم يشتغل سماحة الشيخ بالتصنيف نظراً لكثرة تنقلاته وانهماكه في الأعمال الوظيفية، والتدريس، ومراجعة المناهج التعليمية، وتأسيس الأنظمة القضائية والعدلية، ورغم هذا الانشغال إلاّ أنّ لسماحته بعض الآثار.
فمن آثار سماحته المطبوعة
- فتاوى ابن عقيل، في مجلدين.
- الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة. وهي الرسائل الشخصية العلمية المرسلة من الشيخ عبد الرحمن السعدي إلى تلميذه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، ومسائل أخرى. اعتنى بها: هيثم بن جواد الحدّاد.
- كشكول ابن عقيل، حكم ونوادر وألغاز وأقاويل. اعتنى بإخراجه: عبد الرحمن بن علي العسكر.
- مجموع فيه من آثار سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل في الذكريات والتاريخ والتراجم. جمع وإعداد: محمد زياد التكلة.
- إدراك المطالب بحاشية ابن عقيل على دليل الطالب. جمع وترتيب: الدكتور وليد المنيس.
- تحفة القافلة في حكم الصّلاة على الرّاحلة. اعتنى بها: عبد الرحمن بن علي العسكر.
- الشّيخ عبد الرّحمن السّعدي كما عرفتُه. اعتنى بها: عبد الرحمن بن علي العسكر.
- الإجازة الوفية بالأسانيد اليمنية العلمية لعالم الديار النجدية. وهي إجازة الشيخ القاضي المعمر عبد الله بن علي العمودي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل. باعتناء: محمد زياد بن عمر التكلة.
- التراث في ما ورد في عدد السبع والثلاث. اعتنى بها: راشد بن خليفة الكليب.
ومن آثار سماحته المخطوطة:
- ترجمة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عقيل.
- مراسلات ابن عقيل. (وهي مراسلات سماحته مع الملوك والعلماء والقضاة والأمراء والوزراء والأدباء وغيرهم.)
- الترجمة الذاتية. (وهي ترجمة موسعة لسماحته.)
- شرح كتاب: (منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين) لشيخه عبد الرحمن السعدي.
- مجموع الفوائد المنثورة. (وهي فوائد علمية في مختلف الفنون، دوّن الشيخ أكثرها أثناء طلبه العلم على شيخه ابن سعدي.)
ومما خُرِّج لسماحته من الأجزاء الحديثية:
- جزء: الأربعون في فضل المساجد وعمارتها مما رواه شيخ الحنابلة عبد الله بن عقيل بأسانيده عن شيوخه. تخريج: محمَّد بن ناصر العجمي.
- جزء: النوافح المسكيّة من الأربعين المكيّة. تخريج: محمَّد زياد التكلة.
- جزء: النجم البادي في عوالي مقروءات العلاّمة ابن عقيل على شيخه المحدّث علي أبو وادي. تخريج: بلال بن محمود الجزائري.
- جزء: الأوائل العقيلية. انتخبها له: بدر بن علي العتيبي.
التقديم للكتب:
من أشهر الكتب التي قدّم لها سماحته، وغيرها كثير
- تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان، لشيخه العلاّمة عبد الرحمن ابن سعدي.
- منهج السّالكين وتوضيح الفقه في الدّين. للشيخ ابن سعدي.
- الأجوبة السّعدية عن المسائل الكويتيّة.
- الأجوبة السّعدية على المسائل القصيميّة.
- لا تنزيه الدّين وحملته ورجاله عما افتراه القصيميّ في أغلاله. للشيخ ابن سعدي.
- فتح الرّحيم الملك العلاّم في علم العقائد والتّوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن. للشيخ ابن سعدي.
- شرح عمدة الأحكام من أمالي العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي؛ بتحقيق حفيده أنس بن عبد الرحمن العقيل.
ثالثاً: الشيخ عبد الله ابن عقيل والتدريس
من توفيق الله لشيخنا أن حبب إليه التدريس منذ الصغر، فله الآن أكثر من سبعين سنة وهو يدرس رغم عمله في القضاء مدة طويلة، وقد زاد نشاطه في مجال التدريس بعد تقاعده، حيث فتح بيته للطلاب في غالب أوقات اليوم، فبرنامجه يبتدئ من بعد صلاة الفجر مباشرة إلى ما بعد الشروق، ثم يدخل ليستريح، ثم يخرج الضحى ويدرس إلى الظهر ثم بعد الظهر، ثم يستريح، ثم يدرس بعد صلاة العصر، ثم يستريح، ثم يدرس بعد المغرب إلى أذان العشاء، وبين الأذان والإقامة في مسجده، ثم بعد صلاة العشاء في بيته، كل ذلك -من فضل الله عليه- في همة ونشاط تفوق همم الشباب ونشاطهم، وقد استفاد كثير من الطلاب من سماحته، وقرئت عليه كتب كثيرة في شتى الفنون، منها المختصر ومنها المطول، وتخرج عليه كثيرون.
أضف إلى ذلك المجالس الحديثية التي يعقدها سماحته، وقد تقدم ذكر ذلك في الفصل الثالث.
وأما طريقة شيخنا في التدريس، فإنه انتهج الطريقة التي كان عليها علماء نجد قديماً، وهي أن الطالب يحضر الكتاب ويقرأ على الشيخ، ثم بعد ذلك يقوم الشيخ بشرح الجزء المقروء، ثم يأتي طالب آخر، وهكذا.
حفظ الله شيخنا، وبارك في علمه وعمله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الفصل الخامس: أخلاقه وثناء العلماء عليه
أولاً: أخلاقه
لشيخنا رحمه الله أخلاق كريمة ومزايا حميدة، يغبطه عليها كل من يعرفه، متواضع للكبير والصغير، وللعالِم والمتعلم، يعطف على الطلبة، ويسأل عن أحوالهم، يدعوهم إلى مائدته، ويسبغ عليهم من غزير علمه، متواضع للحقّ، متودّد للخلق، حريص على نفع طلاّبه ولو على حساب صحته، راجح العقل، قويّ الذاكرة، منبسط الوجه، باذل للمعروف، كافّ للأذى، وسع الناس بأخلاقه العذبة، عالم عامل، كالبحر لا تكدّره الدلاء.
تراه إذا ما جئته متهلّلا *** كأنّك تعطيه الذي أنت سائله
نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً.
ثانياً: من ثناء العلماء على سماحته
"فيك بركة، وقد تولى القضاء مَن هُم دونك". عمر بن محمَّد بن سليم 1358هـ.
"من المحبّ عبد الرحمن الناصر السّعدي إلى جناب الولد النجيب ذي الأخلاق المرضية والشمائل الزكية، من نسأل الله تعالى أن يرقيه في درج الكمال، ويوصله إلى [أعلى] المقامات، بما مَنَّ الله عليه من علم نافع وعمل صالح وعمل متعدي: المكرّم عبد الله بن عبد العزيز العقيل المحترم، رحمه الله..." عبد الرحمن بن ناصر السّعدي. سنة 1358هـ.
"من المحبّ عبد الرحمن الناصر السعدي إلى جناب الولد المكرّم، ذي الأخلاق الجميلة والآداب الحسنة، والشمائل المستحسنة: عبد الله العبد العزيز العقيل المحترم، أصلح له دينه ودنياه، آمين...". عبد الرحمن بن ناصر السّعدي. 1359هـ.
"الأخ المكرم المحب الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل...". عبد العزيز بن عبد الله بن باز. 1365هـ.
"حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الفاضل، ابن عنيزة البار وقاضيها العادل، قاضي الجنة، فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، أسبغ الله عليه وافر النعمة، ووفقه للخير في جميع أحواله...". محمد خليل هراس، محمد كامل مراد، وعبد الحميد عبد الشافي. 1371هـ
"إلى حضرة العلاّمة الأوحد والفهامة الأمجد الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل، قاضي عنيزة، سدّد الله أحكامه، وجعل الحق مقَاله، آمين". محمّد بن عبد العزيز بن مانع. 1372هـ.
"إلى جناب الأفخم العالِم الفاضل الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل". محمَّد بن عبد العزيز بن مانع. 1378هـ.
"الشيخ الفاضل العلاّمة سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل...". عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي. 1380هـ تقريبا.
"إن الشيخ عبد الله بن عقيل من المشايخ العلماء الذين لهم حق الإكرام والتقدير...". محمد بن إبراهيم آل الشيخ. 1385هـ.
"شيخ المذهب الآن عبد الله بن عقيل...". عبد الله بن دهيش. 1385هـ.
"من محمد الصالح العثيمين إلى صاحب الفضيلة والوفاء: الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل...". الجمعة 24 من ذي القعدة سنة 1419هـ.
"...وكان لا ينقطع عنا، فكان نِعْمَ الزميل: طيب المعشر، ذا أخلاق جميلة، وصفات حميدة، وهو مع ذلك لا ينقطع عنا بالزيارة والمناقشة في الأمور العلمية، نسأل الله لنا وله حسن الختام، إنه نِعْمَ المولى و نِعْمَ النصير...". محمّد بن سليمان البسام. 1424هـ.
"سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل من خيرة من زاملتهم في حياتي العملية، وهو علم من أعلام وقته: تقى، وأمانة، وعلماً، وفِقهاً، وأدباً، وظرفاً". محمّد بن عبد الله بن عودة. 1424هـ.
"صاحب الفضيلة وصاحب العلم الواسع الغزير، بل صاحب الفنون العلمية المتعددة. وهو أكثر كفاية للتأليف، وأكثر علماً من كثير ممن عرفناهم قد ألفوا... وكان العلماء ينظرون إليه على أنه قاض، وأنه عالِم، وأنه واسع المعرفة...". الرّحّالة محمّد بن ناصر العبودي. 1424هـ.
"الشيخ عبد الله شيخ عصرنا الآن في الفقه...". عبد القادر الأرناؤوط. 1425هـ.
"بقيّة السّلف...". ربيع بن هادي المدخلي 1428هـ. وقال أيضاً بعد مكالمة هاتفية مع سماحته: "الله أكبر!، لو كان الناس في مثل أخلاق الشيخ عبد الله لكانت الدنيا على خير". 1428هـ.
والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات، وصلّى الله وسلّم على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] اختصرتُ غالب ما جاء في هذه النبذة من كتاب: (فتح الجليل بترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز العقيل) جمع وتخريج: محمّد زياد بن عمر التكلة، ومقدمة فتاوى ابن عقيل، والإجازة الوفية بالأسانيد اليمنية العلمية لعالِم الديار النجدية، وهي إجازة الشيخ القاضي المعمر عبد الله بن علي العمودي للشيخ عبد الله بن عقيل. باعتناء محمّد زياد التكلة.
بلال بن محمود عدار الجزائري
- التصنيف: