الهرولة الغربية إلى إيران

منذ 2014-02-18

في تقرير مثير لصحيفة بريطانية شهيرة كشفت عن هرولة غربية إلى إيران من أجل الحصول على صفقات تجارية بعد سنوات طويلة من المقاطعة المعلنة مع نظام طهران، وأكدت الصحيفة أن هذا يحدث رغم الادعاءات الأمريكية بأن نظام إيران لا يزال تحت المراقبة ولن يتم الانفتاح معه في العلاقات قبل أن يثبت بشكل قاطع حسن نواياه.

 

في تقرير مثير لصحيفة بريطانية شهيرة كشفت عن هرولة غربية إلى إيران من أجل الحصول على صفقات تجارية بعد سنوات طويلة من المقاطعة المعلنة مع نظام طهران، وأكدت الصحيفة أن هذا يحدث رغم الادعاءات الأمريكية بأن نظام إيران لا يزال تحت المراقبة ولن يتم الانفتاح معه في العلاقات قبل أن يثبت بشكل قاطع حسن نواياه.

 

التقرير الذي نشرته صحيفة الإنديبندنت تحت عنوان "الهرولة إلى إيران على أشدها رغم ادعاءات أمريكا"، أشار إلى سباق غربي محموم لانتهاز فرص الاستثمار في إيران، وأكد  أن كبريات الشركات العالمية تتجه صوب إيران لكسب عقود الأعمال فيها.

 

وكشف التقرير عن  أن الرئيس الإيراني حسن روحاني استغل منتدى دافوس "ليشن هجومًا تجاريًا" مستغلًا اتفاق جنيف، مشيرًا إلى أنه على هامش المنتدى؛ التقى وزير النفط الإيراني بيغان زنكنه مع مسؤولين تنفيذيين من مؤسستي شيفرون وشيل، ومن المقرَّر أن يعقد مؤتمرًا في لندن هذا العام سوف يحضره مسؤولون تنفيذيون لتشجيعهم على الاستثمار في طهران.

 

إن التقرير يُبيِّن بما لا يدع مجالًا للشك حقيقة ما يدور في كواليس العلاقات الإيرانية ـ الغربية والتي كانت دومًا مثار جدل بين المحللين السياسيين حيث تظهر للأعين على أنها علاقات عِداءٍ وتباعد بينما مع مرور الأيام تتكشف حقائق كثيرة عن تقارب وصفقات مشبوهة تجري في السِّر بين الطرفين.

 

إن إيران التي تتمادى في تدخلها في المنطقة وتخيف دول الخليج؛ أصبحت تشعر بالطمأنينة والهدوء بعد هذه الهرولة التي سوف تترجم لمزيد من التدخل ومحاولات بث خلاياها المسلحة لزعزعة استقرار الدول التي يعتبرها الغرب "حليفة له" وهو أمر على قدر ما يثير الدهشة، إلا أنه يؤكد على طبيعة العقلية الغربية النفعية، التي لا تعرف سوى مصالحها ولا تحترم معاهدات أو وعود إذا تعارضت مع رفاهية شعوبها والصفقات التجارية المغرية التي يمكن أن تنالها شركاتها العملاقة التي تنفق ببذخ على حملات الرؤساء والنواب، وتستطيع أن تفرش الطريق بالورود أمام الطامحين في الوصول للمناصب الهامة والحساسة في الدول الكبرى مع ما في ذلك من مزايا وقوة.

 

إن لغة القوة والمصالح؛ هي التي تتحكم في العلاقات السياسية بين الدول وهو ما ينبغي على الدول العربية والإسلامية -التي تمتلك أوراقًا ضخمة في هذا الجانب- أن تنتبه له في سعيها لمواجهة الجشع الإيراني المتزايد، والذي أصبح فيما يبدو يجد نوعًا من التفهم والترحاب الغربي حتى لو لم يكن بشكل علني حتى الآن.

 

الغرب يحتاج إلى غاز ونفط إيران وشركاته الكبرى تجد في السوق الإيراني المغلق والمتعطش فرصة لتحقيق أرباح فلكية في ظل تراجع الاقتصاد العالمي والأزمات المتلاحقة التي تجتاح شركات عالمية نتيجة لتقلبات السوق.

 

إن اللوبي التجاري يضغط بشدة لرفع العقوبات على طهران؛ حتى لو أدَّى الأمر لتجاوز مخاطر سياسية تتركز في عدم وضوح الرؤية بشأن البرنامج النووي الإيراني وإمكانية السيطرة عليه، قبل أن تتحول طهران إلى قوة نووية وتضع العالم أمام الأمر الواقع كما فعلت كوريا الشمالية.

 

إن إيران لا تمانع في التنازل قليلًا بشأن برنامجها النووي حتى تحافظ على أهم حلفائها في المنطقة ألا وهو نظام بشار الأسد، مع في ذلك من انتصار معنوي لها ولمليشياتها الشيعية التي تشارك في القتال بجانب نظام الأسد، وهو ما سيقوي من نفوذها وسيجعل من جبهتها شوكة في جنب جميع دول المنطقة.

 

ومع ذلك فإن إيران لن تتخلى عن برنامجها وأطماعها النووية تمامًا بل ستأخذ هدنة لبعض الوقت خصوصًا مع الحالة الاقتصادية المتردية التي وصلت إليها خلال السنوات الماضية نتيجة للحصار ودعمها لنظام الأسد بمليارات الدولارات.

 

إن إيران تحتاج لاستعادة عافيتها الاقتصادية قبل أن تخطو خطواتها النهائية نحو السلاح النووي الذي تصبو إليه، وهو ما سيحققه لها الاتفاق مع الغرب.

خالد مصطفى

 

  • 0
  • 0
  • 2,016

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً