تلخيصات مختصرة لكتاب الفوائد لابن القيم - قاعِدة جليلة إِذا أردت الِانتِفاع بِالقرآنِ

منذ 2014-03-21

إِذا أردت الانتِفاع بِالقرآنِ فاجمع قلبك عِند تِلاوته وسماعه، وألقِ سمعك واحضر حضور من يخاطبه بِهِ من تكلّم بِهِ سبحانه مِنه إِليهِ، فإنه خطاب مِنه لك على لِسان رسوله.

إِذا أردت الِانتِفاع بِالقرآنِ فاجمع قلبك عِند تِلاوته وسماعه، وألقِ سمعك واحضر حضور من يخاطبه بِهِ من تكلّم بِهِ سبحانه مِنه إِليهِ، فإنه خطاب مِنه لك على لِسان رسوله قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد} [ق:37]، وذلِك أن تمام التّأثِير لمّا كان موقوفا على..
1- مؤثر مقتض (القرآن).
2- ومحل قابل (القلب الحي).
3- وشرط لحصول الأثر (إصغاء القلب والحواس وانتباهها للمعاني).
4- وانتِفاء المانِع الّذِي يمنع مِنه (انشغال القلب والحواس).

فإِذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابِل وهو القلب الحيّ، ووجد الشّرط وهو الإصغاء، وانتفى المانِع وهو اشتِغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إِلى شيء آخر حصل الأثر وهو الِانتِفاع والتذكّر، من النّاس من يكون حيّ القلب، وعيه تامّ الفطرة، فإِذا فكّر بِقلبِه وجال بفكره دلّه قلبه وعقله على صحّة القرآن، وأنه الحق وشهد قلبه بِما أخبر بِهِ القرآن فكان ورود القرآن على قلبه نورا على نور الفطرة، وهذا وصف الّذين قيل فيهم: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ:6].

{..نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ..} [النور:35].
فهذا نور الفطرة على نور الوحي، وهذا حال صاحب القلب الحيّ الواعي، فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن فيجدها كأنّها قد كتبت فِيهِ، فهو يقرأها عن ظهر قلب، ومن النّاس من لا يكون تامّ الاستعداد واعي القلب كامِل الحياة فيحتاج إِلى شاهد يميّز له بين الحق والباطِل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحيّ الواعي، فمثل هذا طريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام وقلبه لتأمله والتفكير فِيهِ، وتعقل معانِيه فيعلم حِينئِذٍ أنه الحق.

فالأول حال من رأى بِعينِيه ما دعُي إِليهِ وأخبر بِه.
والثّانِي حال من علم صدق المخبر وتيقّنه وقال يكفِينِي خبره فهو فِي مقام الإِيمان، والأوّل فِي مقام الإِحسان، هذا قد وصل إِلى علم اليقِين وترقى قلبه مِنه إِلى فنزلة عين اليقِين، وذاك معه التّصدِيق الجازِم الّذِي خرج بِهِ من الكفر ودخل بِهِ فِي الإِسلام.

فعين اليقِين نوعانِ نوع فِي الدّنيا، ونوع فِي الآخِرة، فالحاصِل فِي الدّنيا نسبته إِلى القلب كنسبة الشّاهِد إِلى العين وما أخبرت بِهِ الرّسل من الغيب، يعاين فِي الآخِرة بالأبصار وفِي الدنيا بالبصائر فهو عين يقِين فِي المرتبتين

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد الشافعي

داعية مصري سلفي

  • 16
  • 1
  • 14,812
 
 

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً