بين الحب والإعجاب

منذ 2014-03-22

هذه الكلمات هي .. * لمن أبت إلا الفضيلة .. * لمن إعتزت بدينها وعفافها وحجابها .. * لمن خيبت آمال المرجفين .. * للأخت التي وطأت بأقدامها على رؤوسٍ طمعت في إسقاط عفتها لتقول لهم ديني وعزتي وحجابي لا أرضى لها بديلا .. *** لكل اختٍ لي في الله قد أعرفها وقد لا أعرفها ..

حرفين إثنين لا ثالث لهما اجتمعا لتتكون كلمة صغيرة اسمها الحب؛ أسرت قلوب الكثيرين فانقادوا خلفها، استحوذ هذا الحب على قلوبهم فأعمى أبصار الكثير منهم حتى أصبحوا يسيرون في الظلام لا يشعرون.

عجيبٌ هذا الحب.!
تتبعته فرأيته بحراً لم أجد له ساحلا، ورأيته في الوقت نفسه بئراً لم أشاهد منتهاها.
أتيت على معنى الحب في مفهوم الناس اليوم فوجدته رُكاماً وأكواماً من العواطف بأنواعها.
تجولت بالفكر في مظاهر الحب اليوم فذهلت واحتار فكري مما رأيت وسمعت ؟؟

عجيبٌ أنت أيها الحب.!
كيف استطعت أن تملك تلك القلوب؟
أمن قوة فيك أيها الحب؟
أم يا ترى هو ضعف من أمامك؟

تبع الحب أقواما ً فلم ينته بهم كما بدأ؛ بل سلك بهم مسالك خطيرة وانتهى بهم إلى نهايات لم يكونوا يتوقعونها.
والذي قد تفشى وانتشر بين البنات اليوم في مجتمع لم يكن يألفه بل لم يكن يكاد أن يسمع به ليصبح ظاهرة لا تجلب الخير لمن يقع فيها.

طالبة تعشق معلمتها!! وأخرى معجبة بزميلتها؛ فأصبحت شغوفة بها؛ لا تسكن نفسها ولا يرتاح بالها ولا يهدأ مزاجها إلاّ حين تراها أو حتى تسمع صوتها. الحق عندها ما تقوله عشيقتها؛ لم تعد تفكر إلا بها، تقدم الغالي والرخيص لترضيها ولتحظى منها على نظرة أو ابتسامة.

وأفظع وأطّم أولئك اللاتي نَكَسن فِطَرَهُن فجعلن الحب في الله شعاراً لشهواتهن كما تحتج به الكثيرات بقولهن: (أنا أحبها في الله) !!! عجباً وربي كيف تجرأنّ على هذا !!!؟؟
ألم يكفهم ماهم فيه من الخزي والمهانة حتى يتذرعن بأوثق عُرى الايمان: الحب في الله ؟

وما أطهر هذه الكلمة بمعانيها وحروفها وما أكبرها وما أكرمها عن نواياهم الفاسدة ..

الحب في الله أسمى وأعلى درجات الحب، وأمتن روابط القلوب، وأوثق عرى النفوس…إنَّه الحب الأطهر الذي تتعلق فيه القلوب والأرواح وحتى العقول.. هو أعظم القربات وبها يلتحق المتحابون إلى الدَّرجات العلى.. وقد أوجب الله محبته للمتحابين فيه: عن معاذ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ ، والمتباذلين فيّ» (مسند أحمد).

ذلك الحب الذي كرَّمه الله وأعطى أصحابه من العزّ والشّرف والجاه ما يغبطهم عليه الأنبياء والشهداء، فهم في ظل الله على منابر من نور في مقام كريم… ينادي الله يوم القيامة : «أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي»، و قال: «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء» (صحيح مسلم).

ليس حباً في الله من تضع يدها بيد صديقتها وتغار عليها حتى من نسمات الهواء..!!
وليس حباً في الله التكسر والتمايل المقيت بينهن ..!!
وليس حباً في الله تلك النظرات الغرامية والعبارات الغزلية التي تجري خُفيةً خلف الستار أو حتى ما يكون منها أمام الأنظار ..!!
فرقٌ والله بين الحب في الله وبين الحب في الشيطان فالأول منتهاه بإذن الله إلى روحٌ وريحان ورب كريم راضٍ غير غضبان ..
والثاني منتهاه إلى غضبٍ من الرحمن وإلى جحيمٌ وأهوال عظام؛ وباختصارٍ يا أختاه إلى مصائب في الدنيا ومصائب في الآخرة أجارنا الله جميعاً منها.

وأقول لكِ يا أختاه بكل حرقة وألم:
بين الحب والإعجاب اليوم نُحرت الفضيلة وانتصرت الرذيلة وضعُف الإيمان.
بين الحب والإعجاب غُيبت رقابة الرحمن واستعظم واستولى الشيطان ..
بين الحب والإعجاب أختاه .. ضاعت القيم ووئد العفاف واغتيلت الكرامة.
بين الحب والإعجاب آهآت ندمٍ وزفرات .. ويلات وحسرات .. دموعٌ وعبرات.

فليت شعري متى تصحو من غفلتها من ضيعت كرامتها بيدها واستهانت بربها وليت شعري من يخبرني عن تلك التي جعلت ربها القوي العظيم سبحانه المطلع على حالها والعالم بسرها وعلانيتها أهون الناظرين إليها؟؟
ليت شعري من يخبرني عنها متى سترجع وتستيقظ لتعيش حياة الكرماء الأعزاء الشرفاء؟
وتذكري دوماً أختاه أن السعيدة من اعتبرت بغيرها،  واستطاعت أن تشق حياتها وتمضي شامخة دون أن تُهين نفسها وتصبح عبرةً لغيرها!!

أختاه أنتِ ابنة الإسلام؛ عزيزة بدينك؛ قوية بربك؛ شريفة بعفافك؛ فارفعي رأسك شامخاً ولا تنجرفي خلف هذه الترهات التي هي أقل وأحقر وأصغر من أن تستولي على قلبكِ الطاهر إن شاء الله.
واربئي بنفسك أختاه أن تنزلي إلى هذا المستوى والمكانة التي شرفك رب العزة والجلال عنها ولم يرتضيها لك.

وفقك الله وبارك فيك وجعل الفلاح والسعادة والنجاة طريقك.

_____________

تلخيص من كتاب "بين الحب والإعجاب" لـ: "أبو أسامة الحمياني"

  • 0
  • 0
  • 7,598

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً