زمان العزة - النساء بين العفة والفاحشة
قال الإمام مالك رضي الله عنه: وَلَا يُصْلِحُ آخرَ هذه الأمة إلا ما أصْلَحَ أَوَّلَهَا
قال الإمام مالك رضي الله عنه:وَلَا يُصْلِحُ آخرَ هذه الأمة إلا ما أصْلَحَ أَوَّلَهَا. فمن هذا المنطلق أحببت أن أذكر نفسي وأذكر الأمة في سلسلة متجددة بإذن الله تعالى لنتحدث فيها عن أحوال الأمة في بداية عهدها في زمن العزة وأحوالنا الآن في زمن الشهوات والسير خلف الشيطان ليصدُق فينا قول الله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55]
وانطلاقتنا هنالنتحدث عن النساء بين العفة والفاحشة
قال تعالى في محكم آياته {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [من النور: 31] فأمر الله تعالى المؤمنات بما أمر به المؤمنون من غضٍّ للبصر فأمر المؤمنات يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ عن النظر إلى العورات وإلى الرجال، وقال الإمام البغوي في تفسيره: يحفظن فروجهن بمعنى سترها عن الأعين حتى لا يراها أحد وقال مجموعة من العلماء كما جاء بتفسير ابن كثير: بأنه لا يجوز للمرأة النظر للرجال سواء بشهوة أو بغير شهوة هذا أمر الله تعالى.
ولكن بالنظر إلى حال نسائنا فيصدُق فيهم مارواه أبي هريرة رضى الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « » (رواه مسلم) فالنساء تسير كاسيات عاريات حتى المتزوجات منهن ولم يحفظن حرمة الله تعالى ولم يحافظن على أعراض أزواجهم وبسؤال أحد الكاسيات العاريات عن أسباب العري التي تقوم به فقالت: أريد أن أسير بالطريق فينظر الجميع وخاصة المتزوجين حتى يعلموا بأني أجمل من زوجاتهم فيبكون على أحوالهم، وقالت أريد أن أمتعهم بجمالي ولا يبق لزوجي فقط .أهـ. فتذكرت وقتها زمان العزة يوم جلس سيدنا موسى عليه السلام بعد أن سقى للنساء فوصف الله تعالى حاله وحال النساء في محكم اّياته {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [من القصص :25] فيصف الله تعالى عفافها بأنها جاءت على استحياء وكأنها ما أرادت أن تأتي حتى لا يظن سيدنا موسى أنها جاءت من أجله. ووصفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة ، ولكن جاءت مستترة قد وضعت كم درعها على وجهها استحياء (رواه الإمام البغوي في تفسيره ) فمشت المرأة ومشى موسى خلفها ، فكانت الريح تضرب ثوبها فتصف ردفها ، فكره موسى أن يرى ذلك منها ، فقال لها : امشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت ، ففعلت ذلك.
بل أراد الله تعالى أن يزيد من عفاف المرأة فأظهر حالها في كلامها إذ قال تعالى {قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [من القصص: 25] وهنا يظهر مدى عفاف وطهر المرأة إذ ذكرت أنها جاءت لأن أباها هو الذي أرسلها ولم تأتي من تلقاء نفسها وهنا يصدُق فيها قول الله تعالى {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } [من الأحزاب: 32] هذا حال العفيفات ولكن انظر إلى نسائنا (البعض منهن) في زمن الشهوات العجيب هذا والفتن الكثيرة بأن النساء هم الذين يبحثون عن كيفية الإيقاع بالرجال بتميع الكلمات والرقة الزائدة ليقع الرجال في المصيدة المُحكمة للفواحش بداية من إطلاق البصر إلي الزنا وتتفنن النساء في إيقاع من في قلبه مرض وازدادوا حرصًا في إيقاع الملتزمين أيضًا وأصبحوا الاّن يتفنون في كيفية دعوة الرجال فحق فيهم قول الله تعالى {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } [من يوسف :23] فنجحوا الآن في تغليق الأبواب ونجحت المُميلات من النساء في إبعاد أزواجهن عن المنزل بدعوتهم لعمل واثنين من أجل توفير متطلبات المعيشة وحاجة الأولاد وهي تبحث عن المتعة الحرام باصطياد الرجال في الحرام بل وزادت أنها تقول هيت لك فهي الداعية الناشطة لهذا وما أعظم مساعدة إبليس في هذا الزمان فيفتح لهم صفحات الفيس بوك لتقول لهم هيت لك فلا تفرق بين الصغير والكبير وبين الحلال والحرام بل زادت الدعوة بفتح صفحات الفيس بوك وتقوم بشحن كارت لتتحدث معك في الإباحيات وإذا قمت بتحويل ضعف الرصيد تفتح الكاميرا وإذا ضاعفت الرصيد فتدعوك للبيت لفعل الفاحشة والعياذ بالله.
للأسف الشديد قاموا بإرخاص أنفسهن ونسوا وتناسوا لقاء الله عزو جل وتناسوا لحظة الموت وتناسوا أن الله تعالى لو ابتلاها بمرض في وجهها فسوف ترتدي النقاب يومها وإذا إبتلاها بمرض في جسدها سترتدي الجلباب لا من أجل طاعة الله تعالى بل لإخفاء العيوب التي ظهرت في خِلقتها فلم لا تعالج العيب الموجود في خُلُقِها وتحرص على ذلك وهو الأولى بها.
وإذا أردت أن تعلم حال الأمة فمرور صغير لمحلات الملابس فستجد كيف يتفننون في إظهار عورات النساء في الملابس وتجد النساء تبحث عنها فيحق في أصحاب المحلات والمصانع الذين يبيعون ما لايرضى الله من الملابس قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور:19] والأعظم من ذلك عندما تنظر إلي نتيجة الفاحشة عندما تجدها قد وضعت مولودًا من أخو زوجها، ومن قامت بالوضع من أبوها ,والأم التي زنت مع بنها ,والأخ مع أخته والعياذ بالله.
فعليك أن تبكي على زمن العزة إذ قال الله تعالى واصفًا حال أمنا مريم عليها السلام فقال تعالى {قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} [مريم:20] أرأيتِ أختي الكريمة قولها ولم أك بغيًا فما بال حال نسائنا اليوم ؟! بل انظر إلى نظرة المجتمع بهذا الوقت ونظرتهم للعفاف إذ قالوا كما في قول الله تعالى {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا } [مريم: 28] هذا نظر المجتمع لعفافها وطهرها وتربية أهلها لها ولكن بالنظر إلى أحوال الآباء والأبناء الذين يزنون مع أبنائهم وبالنظر إلى الأم التى وضعت من ابنها ومن تفتخر بأنها زانية وسط النساء وعلي صفحات الانترنت لنبكي على حال العفيفات. قال تعالى {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا } [مريم :23] يظهر الله تعالى لنا حال مريم العفيفة الطهارة التي تمنت الموت رغم أنها اّية من أيات الله تعالى فما بال نساء هذا الزمان في افتخارهن بالزنا والفاحشة.
وفي هذا قال ذُكِرَ في تفسير ابن كثير (وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد ، ولا يصدقونها في خبرها ، وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة ، تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية ، فقالت : ( يا ليتني مت قبل هذا ) أي قبل هذا الحال ، ( وكنت نسيا منسيا ) أي لم أخلق ولم أك شيئا . قاله ابن عباس)
وأوصيكِ أختي الكريمة بوصية الله تعالى {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} [المؤمنون :5] فهذه وصية الله تعالى بأن تحفظي نفسك وجسدك فاتركي زميلتك التي تدعوكِ للفاحشة والزنا وتشجعك وتذكرك بأن أفضل شخص تكونين آمنة معه في الزنا معه هو الأب أو الأبن أو الأخ و اعلمي بأن الله تعالى يراكِ وسوف يحاسبك، وزميلتك لن تنفعك يوم القيامة فقال تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا.يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا.لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا } [الفرقان:27-29]
أختي المسلمة احذري أن تقعي في شرك الشيطان إن كانوا من شياطين الإنس أو الجن وأخلصي النصيحة للنساء من حولك، ولا تتعجبين فقد ابتليت الأمة الإسلامية بالكثير والكثير، وهذا قليلٌ من كثير مما يستحق البكاء على زمن العزة.
ويجب علينا أن نتوب إلي الرحمن الرحيم ونعلم بأنه هو الغفور الرحيم ولكن بنفس الوقت علينا أن لا ننسى بأنه هو الجبار شديد العقاب، قال المولى عز وجل { وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣١﴾} [من النور: 31] ذلك ليفتح باب التوبة للجميع فهو يحب عباده ويعطيهم حياتهم كلها فرصة سانحة للتوبة فسبحانه الكريم الحليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
- المصدر: