إن إبراهيم كان أمة - (1) المقدمة
سيرة مفصلة لحياة نبي الله إبراهيم عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، مع قطف الدروس المستفادة والعبر والمنتقاه منها.
ذُكر إبراهيم عليه السلام في القرآن 69 مرة.. هو أبو الأنبياء وهو أحد الخمسة أولي العزم من الرسل.
وقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليه في مواطن عديدة في القرآن الكريم.. فقال سبحانه: {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [البقرة:130]، وقال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود:75]
وقال جل في علاه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [النحل:120- 122]
و(أمة) معناها: الرجل الجامع للخير والإمام الذي يُقتدى به.
وقد منَّ الله على عبده ونبيه إبراهيم عليه السلام بمقام الخُلة التي هي أرفع مقامات المحبة، وذلك لأنه أدى كل الواجبات التي عليه ووفى بها فأكرمه الله بهذه المنزلة التي لم يحظَ بها بشرٌ سواه، قال تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء:125]
ذكرت في القرآن الكريم قصص كثيرة ومقتطفات جميلة من حياة نبي الله إبراهيم عليه السلام في عدة مواطن مختلفة من سور القرآن الكريم، وكذا ورد ذكره وقصته في سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وسأقوم بسردها عليكم بإذن الله تعالى حسب الترتيب الزمني لكل قصة.. ولننهل من الفوائد والعبر المنتقاة منها، فنحن نعرف أن الله سبحانه وتعالى لم يذكر لنا قصص الأنبياء إلا لحكمة ولعبرة وليس على سبيل الحكاية وفقط؛ قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف:111].
- التصنيف:
- المصدر: