هبي يا ريح الإيمان - النسمة الخامسة - أين الله (9)

منذ 2014-04-10

قل لى بربك .. إذا وقعت الواقعة.. ونودي فيك الرحيل .. وما نفعك من مالك كثير أو قليل.. ونادى المغسل بسرعة تسخين المياه، والكل في شغل عنك وملهاه .. الطبيب يقلب كفيه، والعائد يغمز بعينيه!! والورثة ينتظرون إعلان الوفاة.. حتى إذا انقطع نفسك، وخفت صوتك، أينفعك حينئذ حلال أصبته أو حرام غصبته، أو ولد حضنته، أو زرع غرسته، أو زوجة أحببتها، أو دنيا جمعتها؟! كلا.. كلا.. كلا.. والله لايفيدك إلا خير أمضيته، أو رحم وصلته، أو خصم أرضيته، أو ركعة في ظلام الليل ركعتها، أو دمعة في خشية الله ذرفتها، أو صدقة ابتغاء وجه ربك بذلتها.


صدق أو لا تصدق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 3821).
بمعنى أنك يا من صليت النوافل في بيتك في سنة حصلت أجر من صلاها فى المسجد خلال 25 سنة.
ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة» (صحيح كما في ص ج ص رقم 1117).

النداء الأخير: إلى متى الغفلة والملاهي وملك الموت يطلبك وأنت ساهي، وإلام تروح في طلب المال وتغدو وسائق الردى وراءك يحدو.
ألا وإن بذل الاستطاعات واستقصاء الجد في الطاعة هو أنفع عمل لمن سيدخل القبر بعد ساعة.
عملك عملك.. صلاتك صلاتك.. صلاحك صلاحك.
سيصحبك على التخت مغسولا.. ويرافقك على النعش محمولا، ويكون معك وهم يصلون عليك في المصلى .. ويلازمك وأنت في الحفرة مدلى..
فإذا أيقطنك نفخة النشر، وفاجأتك أهوال الحشر.. وفر منك أمك وأبوك، وأختك وأخوك.. وجدت عملك الصالح يذهب معك حيثما ذهبت.. ويرد معك أينما وردت.. فى القبر.. يؤنس وحشتك.. ويلقي عليك السكينة حال دهشتك.. ويسرج لك النور في ظلمتك ويوم القيامة.. يظلك في ظل عرش الرحمن
ويهون عليك طول القيام للملك الديان.

يا أخي.. ألهاك الرزق عن الرزاق، أو شغلتك النعم عن المنعم، أو أخذك الخلق عن الخالق.. ما تهتز فيك ذرة والموت يناديك كل يوم مائة مرة، والله لو كان للخشب قلوب لصاحت، ولو أن للحجارة أرواح لناحت، يحن الجزع لرسول الله وأنت لا تحن. 

قل لى بربك .. إذا وقعت الواقعة.. ونودي فيك الرحيل .. وما نفعك من مالك كثير أو قليل.. ونادى المغسل بسرعة تسخين المياه، والكل في شغل عنك وملهاه .. الطبيب يقلب كفيه، والعائد يغمز بعينيه!! والورثة ينتظرون إعلان الوفاة.. حتى إذا انقطع نفسك، وخفت صوتك، أينفعك حينئذ حلال أصبته أو حرام غصبته، أو ولد حضنته، أو زرع غرسته، أو زوجة أحببتها، أو دنيا جمعتها؟! كلا.. كلا.. كلا.. والله لايفيدك إلا خير أمضيته، أو رحم وصلته، أو خصم أرضيته، أو ركعة في ظلام الليل ركعتها، أو دمعة في خشية الله ذرفتها، أو صدقة ابتغاء وجه ربك بذلتها.

وماذا بعد الكلام:

  • إياك وذنوب الخلوات، فإنها تحبط أجر عبادات العلن.
  • استح من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك.
  • ليكن لك حظ من عبادة السر لا يعلم بها أحد إلا الله.
  • أدِ صلاة النافلة فى بيتك؛ فهي أعظم أجراً.
  • صدقة في السر أزيد في البر وأحب للرب وطريق إلى أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة.
  • البكاء خاليا عبادة، حاول أن تصل إليها، ولا تيأس من روح الله.
  • حاول أن يكون لك اعتكاف أسبوعي في مسجد لا يعرفك فيه أحد (بين المغرب والعشاء مثلا).
  • قم ليلة في الأسبوع قبل الفجر وصل ركعتي قيام حتى تنال جائزة: {فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعلمون} [السجدة: 17].

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

  • 0
  • 0
  • 2,258
المقال السابق
النسمة الخامسة - أين الله (8)
المقال التالي
النسمة السادسة - أنا الفقير إليك - (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً