تأملات في معركة هرمجدون
لقد مرت سنين منذ سقوط الحضارة الإسلامية في الأندلس، وهانحن الآن نترقب الأحداث القادمة التي تشير لمعركة عالمية مدمرة إنها معركة هرمجدون التي يظن الغرب أنهم من خلالها سيدمرون العالم، والبعض الآخر يرى أن الأسلحة البيلوجية والفتاكة ستنتهي وتدمر ويعود الناس بعد ذلك لاستخدام الأدوات التقليدية القديمة التي كان يستخدمها الناس في العصور القديمة.
سأشير بداية إلى نقاط أساسية من خلالها يتم الإشارة إلى الوقائع المرتبطة بمعركة هرمجدون بأسلوب مختصر:
1- ينبغي علينا أن نعلم يقيناً أن اليهود والنصارى يعملون ليل نهار للقضاء على الإسلام والمسلمين.
2- ينبغي علينا أن نضع نصب أعيننا أن مخططات اليهود والنصارى في البلدان العربية والإسلامية إنما هي نابعة من عقيدة اعتقدوها، وهي حقيقة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، من أهمها: أن عزة المسلمين بدينهم، ولأجل ألا تكون لهم عزة عمدوا إلى زعزعة عقائدهم من خلال الشبهات والأباطيل والأفكار الهدامة والمؤامرات التي يحيكونها ضد الإسلام والمسلمين ليل نهار.
3- قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله، هذه حقيقة لا جدال فيها ينبغي ألا نغفل عنها.
4- تأثر الشباب العربي بأفكار الغرب ومعتقداتهم، عنوان النصر لليهود والنصارى، لقد تطرق لموضوع معركة هرمجدون الكثير من الكتّاب فقاموا بسرد وقائع وأحداث لمعركة مرتقبة فألفوا الكتب ونشروا المقالات التي تروج لهذه المعركة.
من أهم الكُتَّاب الذين تطرقوا لذكر هذه المعركة، وقاموا بسرد وقائع تاريخية لها: وليام غاي كار صاحب كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج)، جريس هالسل صاحبة كتاب (النبوءات والسياسة)، ريتشارد نيكسون صاحب كتاب (1999 نصر بلا حرب).
هل هذه المعركة التي يروج لها النصارى يدرك المسلمون حقيقتها؟
ما من شك أن الغرب مؤمن بوقوع هذه المعركة وأنه مع نهايتها ستنتهي الأسلحة الفتاكة والمدمرة وسيباد ثلث البشرية، ولقد كثر الحديث حول هذه المعركة، حتى أن الكثيرين من أبناء المسلمين صاروا مؤمنين بوقوع هذه المعركة ورغم ذلك تظل جميع الأطروحات التي طرحت حول معركة هرمجدون مثار جدل واهتمام كبيرين.
إن المعركة وإن حدثت فعلا ً فهي مقدمة حقيقية لنشر الإسلام وفتح البلدان وإنهاء فترة احتلال اليهود للأقصى، هذا ما ذكره نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مبشراً بعودة الخلافة الإسلامية في أحاديث كثيرة منها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام جراءة في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته» (ذكره حذيفة مرفوعاً ورواه الحافظ العراقي من طريق أحمد، وقال هذا حسن صحيح).
لقد مرت سنين منذ سقوط الحضارة الإسلامية في الأندلس، وهانحن الآن نترقب الأحداث القادمة التي تشير لمعركة عالمية مدمرة إنها معركة هرمجدون التي يظن الغرب أنهم من خلالها سيدمرون العالم، والبعض الآخر يرى أن الأسلحة البيلوجية والفتاكة ستنتهي وتدمر ويعود الناس بعد ذلك لاستخدام الأدوات التقليدية القديمة التي كان يستخدمها الناس في العصور القديمة.
لقد سئل ألبرت أينشتاين صاحب نظرية النسبية عن أسلحة الحرب العالمية الثالثة، فقال: "لا أعلم، ولكن ما أعلمه أن أسلحة الحرب العالمية الرابعة ستكون كتلك التي استخدمها الناس في العصر الحجري"، لن أطيل ذكر التفاصيل حول هذه المعركة، فلو كتب الغرب آلاف المقالات، وألفوا آلاف الكتب عنها، فإني على يقين أن النصر والغلبة والتمكين والعزة ستكون لله ولرسوله وللمؤمنين، إن كان الغرب يترقبون معركة هرمجدون المدمرة فنحن ننتظر الخلافة الإسلامية التي تملأ الأرض قسطاً وعدلاً، سوف يقيض الله لهذه الأمة أناساً يحبون الله ورسوله، يقاتلون في سبيل الله لا يخافون في الله لومة لائم.
واجبنا نحن المسلمين إزاء كل ذلك:
علينا أن نعيد حساباتنا، لنقف ضد الهجمات الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، فنحن أمة إسلامية مجاهدة لا تعرف إلا الجد، علينا أن نعيد تربية أبنائنا من جديد على العقيدة السليمة؛ لنستطيع الوقوف ضد أعداء الإسلام والمسلمين، علينا أن نكون أهل عقيدة نقتدي بنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ونتحلى بأخلاق المسلمين، ومن ثم نقوم بنشر المبادئ والمفاهيم الصحيحة للعقيدة الإسلامية بكل الوسائل المتاحة، بعيداً عن الخلافات العقيمة التي لا تخدم الإسلام.
علينا أن ندعو للوحدة العربية والإسلامية؛ لنكون قريبين من الواقع، علينا إعادة هيكلة التعليم وفق الأطر الإسلامية البعيدة عن التغريب وحرية الرأي والرأي الآخر وحرية المعتقد بين المسلمين.
علينا أن نكون مع الله تعالى؛ فمن كان مع الله كان الله معه، علينا أن نؤمن بعقيدتنا إيماناً قوياً لا تزعزعه الأهواء ولا تلعب به الأفكار.
قبل الألفية وجدت في التاريخ أكثر من ألف قضية يحكيها القرآن هي جدُ قضية منها: قصةُ عذراءٍ صارت أماً وابناً منها صار نبياً حكت ِ القصة عن عودة ذاك الابن بعد الألفية، وبه نعرف معنى الحرية، لن ننس أن الصهيون قادوا حربا،ً وأبادوا شعبا،ً أحقاداً دينية وبزعمٍ منهم قتلَ الحرية.
إن الحرب وإن قامت هي جدُ قضية، سنعيد الأقصى، وسنرفعُ غصناً من زيتون؛ لنؤكدَ أن الحرية قد نزعت من صهيون.
إن الحرب وإن قامت هي جدُ قضية، هي حرب الألفية، فيها يجمعُ صهيون، فيها يجمع كل الوثنية، ويموت بها ثلثُ البشرية، هي حربٌ تعرفها صهيون قد ذكرت في التلمود وكتاباتٍ أخرى ذكرت عن صهيون أحجاراً على رقعة شطرنجٍ، هو عنوان كتابٍ ذكر أن العالم أحجاراً شعباً وملوكاً صاروا لعبة، وبأيدٍ للصهيون تحركها، هذا قبل الألفية، وكتابٌ ذكر ما بعد (الألفية نصرٌ بلا حربٍ) لزعيم الدولة الأمريكية، ونبوءاتٍ عن حرب الألفية ذكرتها كاتبةٌ غربية، بكتابٍ يدعى (نبوءاتٍ سياسية) وكتابُ دراما فيه نهاية هذا العالم لرئيسٍ من رؤساء الدولة الأمريكية، فلنقرأ ولنفهم ولنعلم أن الأمرَ جدُ قضيه، ولنقرأ بالمعنى في القرآن وفي السنة، في سورة إسرائيل عن إعلامٍ بمجيء الحرية، ونهاية عهد الصهيونية ودماراً للوثنية، هي نقطة لبداية عصر الحرية، ونهاية عصر الإمبريالية.
إن الحرب وإن قامت هي جدُ قضية، هي حرب الألفية، هي كل قضية، وبها يرجع ذاك الابن؛ ليحقق معنى الحرية، وهي قضية من أكثر من ألف قضية فلذا لا تنس الحرية.
عبد الواحد الشرعبي
- التصنيف:
- المصدر: