أقسام الناس مع الدنيا في العلو والفساد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في (كتاب السياسة الشرعية) وهو يتحدَّث عن أقسام الناس مع الدنيا في العلو والفساد بعد أن ذكر قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83].
قال رحمه الله تعالى: "فإن الناس أربعة أقسام:
القسم الأول: يريدون العلو على الناس والفساد في الأرض وهو معصية الله، وهؤلاء هم الملوك والرؤساء المفسدون كفرعون وحزبه وهؤلاء هم شِرار الخلق، قال الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4]. وروى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ». فقال رجل: يا رسول الله: إني أحب أن يكون ثوبي حسنًا ونعلي حسنًا؛ أفمِن الكِبر ذلك؟ قال: « ». فبطر الحق دفعه وجحده، وغمط الناس احتقارهم وازدراؤهم وهذا حال من يريد العلو والفساد.
والقسم الثاني: الذين يريدون الفساد بلا علو، كالسراق المجرمين من سفلة الناس.
والقسم الثالث: يريد العلو بلا فساد كالذين عندهم دين يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس.
وأما القسم الرابع: فهم أهل الجنة الذين لا يريدون عُلوًا في الأرض ولا فسادًا.. مع أنهم قد يكونون أعلى من غيرهم كما قال الله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آلِ عمران:139]".
- التصنيف: