الحبيب الجفري والقوات المسلحة المصرية!

منذ 2014-05-12

نقول لدعاة الوطنية والمتعصبين للحدود والجنسية المصرية إن الحبيب الجفري يمني وليس مصريًا ثم هو لا يشغل أيِّ منصبٍ رسمي، وأظن أن هذه سابقة نادرة الحديث أن يُدعى غير مصري للتحدُّث في مثل هذه الأماكن ممن صدَّعوا أدمغتنا بالكلام عن التدين المصري وحراسة الأزهر للاعتدال والتحذير من الافكار الوافدة من الخارج!

لا يكفي أن تكون حاصِلًا على شهادة في العلوم الشرعية أزهرية أو غير أزهرية لترقى منابر المساجد في مصر الآن، بل لا تكفي أعلى الدرجات العلمية -كالدكتوراه- كي تُمنَح تصريحًا بالخطابة من وزارة الأوقاف، إذ لا بد أن يكون مرضيًا عنك من جهات معروفة التوجه والأهداف!

أما أن تدَّعى للحديث في القوات المسلحة المصرية "محاضرًا بين ثكناتها، وفي كليّاتها.. الحربية والجوية والبحرية والدفاع الجوي وكلية ضباط الاحتياط".. فتلك منزلة لا ينالها إلا خواص الخواص! ممن يحظون بالرضى السامي والقُرب من القائمين على الشئون المعنوية من أمثال: (خالد الجندي، وعلي جمعة، وأحمد كريمة، وسالم عبد الجليل) -قديمًا قبل أن يحدث له ما حدث-.

وكل ما سبق مفهوم ومعروف وليس فيه شيء جديد.. لكن الخطير في رأيي والمثير للتأمُّل ما كتبه الحبيب علي الجفري على صفحته الشخصية من أنه قضى أسبوعًا كاملًا "مع القوات المسلحة المصرية محاضِرًا بين ثكناتها وفي كليّاتها الحربية والجوية والبحرية، والدفاع الجوي وكلية ضباط الاحتياط".

وموضع الإشكال والريبة هو:

1- مع أن العلم ليس مقصورًا على دولة أو جنسية بعينها إلا أننا نقول لدعاة الوطنية والمتعصبين للحدود والجنسية المصرية إن الحبيب الجفري يمني وليس مصريًا ثم هو لا يشغل أيِّ منصبٍ رسمي، وأظن أن هذه سابقة نادرة الحديث أن يُدعى غير مصري للتحدُّث في مثل هذه الأماكن ممن صدَّعوا أدمغتنا بالكلام عن التدين المصري وحراسة الأزهر للاعتدال والتحذير من الافكار الوافدة من الخارج!

2- ومع أن العلم كان ولم يزل غير موقوف على شهادات دنيا أو عليا من هذه الجهة أو تلك.. لكن لا بد من الإشارة إلى أن الجفري ليس أزهريًا وليس حاصلًا على الدكتوراه بل لم يحصل على شهادة جامعية وإنما تعليمه بالتلقي والإجازات، وقد كان وزير الأوقاف حاسِمًا في منع كل من لم يحصل على شهادة أزهرية من ارتقاء المنابر فما بالنا بالمحاضرة في الثكنات!

3- والرجل طُرِد من مصر قديمًا في ظروف غامضة! وملابساتٍ ثار حولها كلام طويل يمكن لمن شاء الرجوع إليها.

4- ثم إن الجفري صوفي متعصِّب! والأخطر من ذلك ما تردَّد بقوةٍ عن تشيعه أو على الأقل عن كونه قنطرة لنشر التشيُّع، وحتى لو لم يثبت ذلك جزمًا فالصلة بين التصوُّف والتشيُّع أمر أشهر من أن نطيل في التدليل عليه والدراسات التي كتبت حوله معروفة لدى الدارسين.

5- وعلاقة الجفري بعلي جمعة وثيقة وطيدة، وربما كانت هي التي مهَّدت له الطريق لأمور كثيرة وبروزٍ لافت، لكن ظهوره على القنوات ومحاضرات الطبقة المخملية شيء، واختراق القوات المسلحة شيءٌ آخر!

6- وأخيرًا.. فأظن أن نمط التدين لدى الجفري وهو محسوب على الدعاة الجُدُد مع خلطة صوفية ومزيج من الدروشة وعِداء تقليدي للحركات الإسلامية - يُمثِّل النمط المناسب الذي ينبغي أن يشيع في الأيام القادمة، ويبدو أن شخصيات نافذة جدًا تتعاطف مع هذا الفِكر وتسعى لنشره!

وما أشد مطابقة هذا البيت من الشعر لهذا الواقع وزمانه ورجاله:

يا أيّهَا الرّجُلُ المُرْخي عِمامَتَهُ *** هذا زمانكَ إني قدْ مضى زمني

7- ويبدو أن الحقبة القادمة ستكون حقبة الجفري وأسامة الأزهري.. ودروايش علي جمعة! ولا عزاء لمشايخ حزب النور الذين كانوا يخشون من سُيَّاح إيرانيين ربما أثَّروا في العوام.. فجاءهم من سيُعيد صياغة عقول النخب وخواص الخواص.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


 

 

 

 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 18
  • 0
  • 4,233

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً