ذكريات في المشفى - (24) وانتقلت سامية، وبقيتُ في انتظار الجراحة التالية!

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

كان الداء خرّاج بالرئة بذا تملَّك الجميع العجب..

العجب لأن: أعراض المرض عندي خالفت كل ما سُطِّر في الكتب!

فصار ينبغي أن يُسارِعوا بإجراء الجراحة التالية..

قبل أن تلتئم الجراح الحالية، وإذا بهم يُنظرونني أيامًا كثيرة متتالية!

فلما تعجَّبتُ وللطبيب سألت، قال:

- اختلفت المشفى مع الجرّاح، وهناك محاولات للإصلاح..

- فلما سألتُ بدهشةٍ: ألا يوجد غيره في هذه المشفى!

- قال برأفة واحتواء:

هو من باشر بالجراحة في الابتداء، فلا أنسب منه ليتم عمل الانتهاء..

وطال انتظاري، والله سبحانه أعلم بحالي..

والله ما تركني في الليل والنهار سُعالي، وذلك النزف الذي دائمًا ما كدَّر بالي..

أما عن آلام الجرح غير المُنغلِق بدقة، وفقدي ساعتئذ لدعم أفضل رفقة..

كذا كنتُ أتحرَّك بالكاد، فترتعِش ركبتاي إذا مشيتُ خطوات..

وكانت إحدى أخواتي تُحمِّمُني، والأخرى تُرجِّلني..

فشعرتُ أني عِبءٌ على الجميع، وهذا لعمري شعورٌ مؤلِمٌ ومريع!

ومما زاد حزني ووحشتي، أن انتقلت من المشفى صديقتي..

فطالت الليالي وثقلت عليَّ الأيام، وازداد شعوري بالحزَن والسقام..

وبعد شهرين من الانتظار، جاءتني من تحمِل الأخبار..

قالت: أبشري؛ ستُقابلين الجراح هذه الليلة وليس في الصباح..

فتملَّكني شعور بقُربِ الفرج، أفقدنيه الجرّاح بكل قسوةٍ وحرج..!

و..

يتبع...
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,655
المقال السابق
(23) البُشرى
المقال التالي
(25) لن نُجري الجراحة!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً