ذكريات في المشفى - (37) القشة التي قصمت ظهر البعير!

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

وفي الصباح بعد بضعة أيام، إذا بمجموعةٍ من الطلاب وأستاذهم في الأمام!

يلتفون حول السرير، يتناقشون حالتي بانتباهٍ واهتمامٍ كبير..!

فسألتُ الله ضارعة: بأن يكفينيهم؛ فما كان رفضي لفحصهم سيُرضِيهم..

فاستجاب الكريم دعائي، فلهجتُ أرفع إليه ثنائي..

ثم إني فهِمتُ بعض ما قاله الأستاذ، فكدتُ أفقد وعي وانقطعت مني الأنفاس..!

قال بغير العربية: هلمَّ نبدأ بعمل منظار، نستكشف ما قد حدث لرئتها في فترة الانتظار...!

ثم علَّنا نبدأ معها بالدواء، عسانا ننجح بلا جراحةٍ في القضاء على الداء...!

فلما انصرفوا وأتتني ممرضة، سألتها همسًا عن جرَّاحي على حِدة؟

فقالت: أُخيتي ألا تعلمين أن ذلك الجرّاح الطبيب، يستعد لسفر خارج البلاد قريب!

فاتسعت عيناي في ذهول، ولم أستطع حبس دمعي عن الهطول!

فلما حضر أبي وبعض من أقاربي ذاك النهار، ألفني على شفا جرفٍ هار..!

فلما أعلمته بما كان، توسلته أن يأخذني في الحال من ذلك المكان..!

وقد أقسمتُ ألا أخضع لعمل منظار، فمثل ذلك فوق الطوق والاحتمال..!

خرجت حروف كلماتي مخضبة بالدماء، وبلغ شديد سُعالي ما فوقنا من سماء..!

فأسرع أهلي لمقابلة الجرّاح في عمله الخاص، ووصلوا إليه أخيرًا لاهثي الأنفاس..

فاعتذر منهم أنه لم يستطع الوفاء بالوعد، لاضطراره إلى سفرة عِلمٍ جدّ..

ثم قال لهم: إنما هما أسبوعان فقط، بالإضافة إلى كل الوقت الذي فُقِد...

فلما أخبروه عن انهياري، وتدني حالتي وعدم احتمالي..!

أشفق جزاه الله خيرًا عليَّ، واقترح اقتراحًا أحسن فيه كثيرًا.. كثيرًا.. كثيرًا إليَّ...
و..

يتبع...

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,142
المقال السابق
(36) السوق!
المقال التالي
(38) المشفى الأخير!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً