ذكريات في المشفى - (43) رحمها الله!

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

سافرتُ وأبي وأختى، لزيارة ساميتي..

فوجدتها في دارها كما عهدتها، مقيَّدة إلى أنبوب نفسها..

قابلتنا رحمها الله بكل ودٍ وإشراق، وتجالسنا لساعاتٍ كي نطفئ الأشواق..

وفي مجلسنا اجتررنا الذكريات، وعلا وجوهنا البِشرُ والضحكات..

وانقضى الوقت كأنه لحظات، ولمعت في مآقينا الدمعات..

ثم أزف وقت الرحيل، فودعتني بالتزام طويل..

وفارقتها وقلبي والله أشد ما يكون تعلقًا بها..

إذا كانت الأجساد مِنَّا تباعدت *** فإن المدى بين القلوب قريب

وإن هي إلا أشهر قليلة، تبادلنا فيها رسائل ليست بالكثيرة..

ثم إذا بأهلي يستعدُّون بحزنٍ للسفر، يكرهون أن يُعلموني بالخبر..!

قالوا: استغفري لسامية.. فقد قضت صابرة راضية..

لن أقول بكيت، ولا هي أعزُّ من فقدت، فوالله مهما كتبتُ ستعجز حروف الكلمات عن حمل ما في قلبي من معانٍ رائقات..

وظلت رسائلها في خزانتي، فقد ملكت صاحبتها عليَّ مهجتي..

ومن حين لحين حين يأخذني إليها الحنين.. أجتر مع رسائلها الذكريات، يبكيني ويضحكني -في آنٍ- ما سطَّرت رحمها الله فيها من الكلمات...

وكم عنَّ لي سؤال: تُراني مرضت لألقاها، وتبقى في مهجتي ذِكراها؟!

ومن دعائي لعشرين عامًا ما أنفك أنساها...!

ولطيفها رحمها الله أقول:

إن كان في الدنيا عز اللقاء بكم *** ففي القيامة نلقاكم ويكفينا

و..

يتبع...
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 1,322
المقال السابق
(42) تواصل بالرسائل
المقال التالي
خاتمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً